يوم ثالث لـ"لودريان": مبادرة لم تنضج بعد ومحاولة للمّ الشمل السنّي في اليرزة

واصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لقاءاته في اليوم الثالث وما قبل الأخير ولفت اللقاء الذي عقده في السفارة السعودية.

 عقدت خلوة في دارة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في اليرزة ضمت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي جان ايف لودريان والسفير الفرنسي هيرفيه غارو والسفير بخاري، دامت نصف ساعة، انتقلوا بعدها الى الصالة الكبرى حيث كان النواب السنة بانتظارهم.
 
وغاب عن الاجتماع النواب: ابراهيم منيمنة، اسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور.
 
بخاري 
وفي بداية اللقاء رحب السفير بخاري بالموفد الفرنسي وهنأ المفتي دريان على تمديد ولايته متمنيا له "مزيدا من التوفيق والنجاح"، واكد ان "اللقاء اليوم هو تعزيز للوحدة والتضامن بين الجميع".
 
دريان 
ثم القى المفتي دريان كلمة شكر فيها السفير بخاري على دعوته وشدد على "أهمية دور المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين، واكد ان "النواب المسلمين من اهل السنة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع"، وقال: "لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة  في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة، ونؤكد على أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية، وان انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا، بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من اهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع".
 
وختم: "ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات".
 
لودريان 
بدوره قا لودريان: "أود في بداية كلامي ان اقدم التهاني لسماحته لتمديد ولايته، فدار الفتوى تشكل أساسا للعيش المشترك، ونشكر السفير بخاري على تنظيم هذا اللقاء، ونرى ان الوضع في لبنان غير سليم ووجودي في بلدكم هو للمساعدة".
 
ودعا الى "أهمية إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي"، ورأى ان "الشغور في مؤسسات الدولة يشل الدولة، وان انتخاب الرئيس لا يشكل حلا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يدا بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح".
 
ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين "ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل"، وأشادوا ب"الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية".

مصادر النهار: أيّ جديد أو تعديل قد يضاف إلى المبادرة الفرنسيّة لم ينضج

وأفادت مصادر متابعة "النهار" بأنَ أيّ جديد أو تعديل قد يضاف إلى المبادرة الفرنسيّة لم ينضج بشكل واضح حتى الساعة، والموفد الفرنسيّ يعوّل على اللقاء مع النواب السنّة الذي يعبّر بشكل دقيق عن أهمية التنسيق ما بين المملكة العربيّة السعودية وفرنسا في ما يتعلّق بالملف اللبنانيّ، حتى يتمكن من أنّ يخرج مبادرته من عنق الزجاجة.

في المواقف من اللقاء، أكد النائب فيصل كرامي أن السعودية مع كل ما يسهل الحل والدفع باتجاه جلسات مفتوحة او الاتفاق على مرشح، معربًا عن اعتقاده بأن الدول لن تقف بوجه مثل هذه المبادرات.

النائب عبد الرحمن البزري أعلن من ناحيته أن اللجنة الخماسية تشجع اي حوار رئاسي والمشاكل الأخرى ترحل الى ما بعد انتخابات الرئيس.

النائب وضاح الصادق قال: "سمعنا عن الحوار في الإعلام من دون معرفة آلياته وجدول أعماله ونسأل: من سيقود الحوار وما هي شروطه؟ وهل من ضمانة بالذهاب إلى جلسات مفتوحة؟"

ولفت الى أن الإيجابي بكلام المفتي تأكيده أن النواب السنّة لن "يكسروا" النصاب متمنيًا أن يطبق هذا الكلام ، مضيفًا: "هناك إحساس اننا نتقدم نوعًا ما لكن ما من شيء ثابت ونحن مصرون على موقفنا بضرورة تطبيق الدستور والقانون".

ونفى النائب عبدالعزيز الصمد الأخبار التي تحدّثت عن انسحاب تكتله والنائب كريم كبارة بعد الخطابات التي أُلقيت في السفارة السعودية، مؤكداً أنّ "الاجتماع كان قد انتهى عند مغادرتهم".

وكشف الصمد لـ"النهار"أنّ "البحث تركّز حول الحوار ومقبوليته، لكنّه لم ينتهِ إلى إجماع بحيث تمسّك كل نائب بوجهة نظره الخاصة".

وأوضح أنّ كلام المبعوث الفرنسي جان إيف لو دريان كان عامّاً خلال الاجتماع، وتحدّث عن أهمية انتخاب رئيس وتفادي الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي حلّ في لبنان، مؤكداً أنّه لم يتحدّث عن خيارات رئاسية أو عن أسماء مرشحة ومبادرة خاصة".

ولفت الصمد إلى أنّه "شخصياً لا يُحبّذ الحوارات قبل الانتخاب، بل الذهاب مباشرة إلى جلسة نيابية تُنتِج رئيساً".

واعتذر النائبان وليد البخاري وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة عن الحضور إلى اليرزة للقاء السفير السعودي وفق ما أفادت "الجديد".

وأضافت المعلومات أن النواب الذين لم توجه لهم الدعوة إلى اليرزة هما الصلح الحجيري وجهاد عبدالصمد.

في بكركي

وقبل الظهر، إستقبل  البطريرك  الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم  في الصرح البطريركي في بكركي، الموفد الفرنسي الخاص الى لبنان جان ايف لودريان الذي وضعه في اجواء نتائج اتصالاته ولقاءاته خلال زيارته الراهنة الى لبنان، واستمع من الراعي الى وجهة نظره حول آليات تحريك الملف الرئاسي الجامد.

من جهته كرر البطريرك الراعي مواقفه المعلنة في شأن حرصه على ممارسة الديمقراطية واعتماد الدستور كآلية اساسية وطبيعية للحل، مؤكدا ان"انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية الى طبيعتها".

وبعد مغادرة لودريان، وصلت السفيرة الأميركية دوروثي شيا للقاء الراعي.

لقاء الطاشناق

والتقى الأمين العام لحزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، اليوم، الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، حيث دار النقاش حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية حول انتخاب رئيس للجمهورية.

واشار بيان للطاشناق الى ان"النقاش كان مثمرًا وإيجابيًا، حيث تم التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسي لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد".

لقاء مع رئيس الوطنيين الأحرار

والتقى رئيس حزب الوطنييين الاحرار النائب كميل دوري شمعون في قصر الصنوبر اليوم المبعوث الرئاسي الفرنسي في اطار لقاءاته للتشاور حول الموضوع الرئاسي، في حضور السفير الفرنسي هيرفيه غارو وكبار المسؤولين في السفارة الفرنسية.

واكد شمعون، بحسب بيان للحزب، حرصه على "اجراء الانتخاب باسرع وقت ممكن ضمن الاطر الدستورية، وانه بغض النظر عن الاسم، فإن ما يهمنا هو الاتيان برئيس سيادي وإصلاحي، مُتحرر من القيود، يعمل على تنفيذ كل مندرجات دستور الطائف وفي طليعتها اللامركزية الادارية، وتلى اللقاء غداء على شرف الضيوف".

 ولفتت معلومات الـmtv الى ان الرئيس نبيه برّي ينتظر محصّلة لقاءات لودريان وليس مستبعداً أن يزور الاخير عين التينة مجدداً قبل مغادرته لبنان غداً وفي ضوء ما يتوصل إليه يُقرّر برّي الخطوات المقبلة.

أضافت:"كل الاحتمالات واردة عند برّي ومن بينها جلسة مفتوحة بدورات متتالية إذا قبل الأفرقاء بفكرة الحوار ولودريان لم يأتِ على ذكر الأسماء معه والدعوة إلى جلسة انتخابية الأسبوع المقبل قد تكون مستبعدة".