الراعي من القبيات: اخجل كيف ان المسؤولين في لبنان يهدمون بأيديهم بلدهم

 

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى ان "الازمة السياسية التي نحن فيها تتحدر منها كل الازمات الاخرى الاقتصادية والمعيشية والانمائية، وثمة شباب كثر يغادرون بسبب هذه الازمات، الا ان تاريخ لبنان هو تاريخ صمود، وشبابنا مصممون على الصمود والبقاء، فكونوا على ثقة انه بتكاتفنا معا وتعالينا على الجراح وبوحدتنا قادرون على ان يستعيد لبنان عافيته وكرامته ودوره في هذه البيئة من العالم. وهذا الامر يتطلب منا تغيير هذا الواقع الذي نحن فيه، فليس بامكاننا البقاء على الطريق نفسه، ومن جهة ثانية فليس مقبولا على الاطلاق ان نبقى عالة على كل الناس المهتمين بنا" .

كلام الراعي جاء خلال بلدة القبيات-عكار، بدعوة من راعي أبرشيّة طرابلس والشمال المارونية المطران يوسف سويف، في إطار نشاطات الأيام الرسولية للشبيبة، وقال: " "محبتي لكم جميعا في هذا اللقاء في سيدة الغسالة مع اهالي القبيات وعكار الحبيبة، التي نأتي اليها بفرح وحب، وهي ارضنا التي نحب، الارض التي تخدم لبنان، فهي خزان الجيش اللبناني والقوى الامنية، هي الشعب الذي اعطى بدون حدود وقدم خيرة ابنائه. لكن وبكل اسف، لم يحظوا بالمقابل بأي اقرار بالجميل. لذلك انا قلت واكرر ان عكار هي في قلبنا ونحمل همومها ونطالب بحقوقها، بأن تعيش بكرامتها، وتقوم الدولة بواجباتها تجاهها في كل الجوانب، فانتم شعب طيب مناضل وصامد".

وأضاف:"سعيد بحضوري في عكار الى جانب الشبيبة الذين احييهم جميعا، ونحن في ايام الشبيبة الرسولية  المنطلقة من الموضوع الذي طرحه قداسة البابا فرنسيس لايام الشبيبة العالمية التي ستلتئم في لشبونة من 3 الى 6 آب المقبل، واني فرح بشبيبة عكار والقبيات والقادمين من مناطق أخرى للاستماع الى كلمة الله، ولكي يعيشوا فرح الاخوة ولتشديد العزيمة وليتأكدوا بأن المستقبل بيدهم رغم الايام والظروف الصعبة، لكن شبيبتنا قادرة على مواجهة التحديات، ونحن معهم، وهذه هي الغاية من هذه اللقاءات التي تتم في مختلف المناطق اللبنانية".

وتابع:"صدقوني بانني اخجل حين نلتقي الوفود التي تاتي من الخارج  ويترجونا ان ننتخب رئيسا للجمهورية . اخجل كيف ان المسؤولين في لبنان يهدمون بأيديهم بلدهم، وكأن العمل السياسي للهدم، وهذا غير صحيح. لذلك صلاتنا اليوم امام سيدة الغسالة لنلتمس منها ان تبقى معنا، ان تغسل قلوبنا وقلوب الجميع، من الافكار القديمة ومن كل شيء اسمه "عتيق " الذي لم يعد ينفع في حياة لبنان، وان تغسل ذاكرتنا كي نتمكن من ان نطوي هذه الصفحة".