روزنامات 2026 على الواجهات: أعياد بين رجاء السلام... وثقل عامٍ لا يُنسى

تغزو روزنامات 2026 واجهات المكاتب والمحال التجارية في صيدا، مبشرة بانقضاء عام ثقيل وحلول آخر جديد بعد أيام قليلة، فيما تدخل البلاد عطلتي الميلاد ورأس السنة على وقع تمنيات اللبنانيين بأن يحمل العام المقبل خيرًا وسلامًا، وتتوقف فيه الاعتداءات الإسرائيلية التي طبعت عامًا حافلًا بالتحديات. وبين قلقٍ مقيم ورجاءٍ يتجدد، يحاول اللبنانيون اقتناص لحظة فرح تليق بالمناسبة، علّها تفتح كوة أمل بانفراجات طال انتظارها.

وعلى إيقاع الأعياد، شهدت الأسواق التجارية في مدينة صيدا حركة وُصفت باللافتة، وإن لم تبلغ مستوى تطلعات التجار الذين علّقوا آمالًا كبيرة على الموسم لتعويض جزء من الخسائر المتراكمة. ومع ذلك، بدت زينة الميلاد كأنها تكسر شيئًا من الجمود، مترافقة مع تنزيلات على الأسعار ومحاولات حثيثة لاستقطاب المواطنين، في مشهد يعكس توازنًا هشًا بين الرغبة في الاحتفال والحذر من الأعباء المعيشية الضاغطة.

وفي المدينة، افتتحت البلدية وأساقفة صيدا "قرية صيدا الميلادية" في باحة كنيسة مار نقولا للروم الكاثوليك في قلب سوق صيدا التجاري على مدى خمسة أيام حيث شكّل الافتتاح، الذي تخللته إضاءة الشجرة الميلادية، رسالة حيّة لمعاني العيش المشترك والتلاقي بين أبناء صيدا والجوار.

ويؤكد رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي لــ "نداء الوطن"، أن الميلاد رسالة أمل ومحبة وتضامن، تعيد التذكير بالقيم الجامعة لأبناء المدينة الواحدة، مشددًا على أن صيدا كانت وستبقى مساحة لقاء وتعايش عبر تاريخها العريق. واعتبر أن القرية الميلادية ليست مجرد نشاط احتفالي، بل مساحة جامعة للعائلات والأطفال والشباب، وفرصة لدعم الحركة الاقتصادية في السوق التجاري.

ويقول راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران إيلي حداد، إن القرية الميلادية الأولى في صيدا، تشكّل امتدادًا لروح الفرح التي تجمع أبناء المدينة كما في القرية الرمضانية، وتكرّس وحدتهم في الأعياد والتلاقي، مؤكدًا أن صيدا مدينة الثقافة والحوار، وأن العيد الحقيقي هو بالسلام والعيش المشترك.

وفي قرى شرق صيدا وبلداتها، حضرت الأعياد بطابعها الروحي والاجتماعي، حيث بادر رؤساء البلديات إلى إضاءة أشجار الميلاد وتنظيم الريسيتالات والقداديس، في أجواء غلّفتها الصلوات بأن يعمّ السلام لبنان. وتقاطعت هذه الأجواء مع أصداء زيارة البابا لاوون الرابع عشر، بما حملته من رسائل رجاء وتشديد على قيم المحبة والطمأنينة في زمن الاضطراب.

أمنيًا، باشرت القوى الأمنية تنفيذ خطة خاصة بالمناسبة، هدفت إلى الحد من السرقات ومظاهر الفوضى ومنع إطلاق النار، حفاظًا على سلامة المواطنين. وفي هذا السياق، ترأس محافظ الجنوب منصور ضو اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سراي صيدا الحكومي، بحضور النائب العام في الجنوب وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية، حيث جرى التشديد على اتخاذ التدابير اللازمة خلال فترة الأعياد، ولا سيما منع إطلاق النار واستخدام المفرقعات والأسهم النارية المخالفة للقانون، مع إبقاء الاجتماعات مفتوحة لمواكبة أي تطور طارئ.

وفي إطار موازٍ، شهدت محافظة الجنوب لقاءً جامعًا لرؤساء الإدارات العامة وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، بدعوة من المحافظ ضو، ليشكّل مساحة رمزية لطي صفحة عام مثقل بالصعوبات، وحافزًا لانطلاقة جديدة مع بداية عام 2026. وقد احتضنت قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في سراي صيدا الحكومي هذا اللقاء، الذي تحوّل إلى فسحة لتبادل الأمنيات بأن يعمّ الاستقرار والازدهار مختلف ربوع الوطن.

واغتنم المحافظ ضو المناسبة منوّهًا بجهود الحاضرين وأهمية أدوارهم، كلّ في نطاق مسؤولياته الإدارية أو الأمنية، معتبرًا أن ما يقومون به يشكّل حلقة مترابطة في خدمة الوطن والمواطن والسهر على أمنه وسلامته. كما أشاد بثباتهم في أداء واجبهم رغم تراكم الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية، معربًا عن أمله بأن يحمل العام الجديد الأمن والأمان والاستقرار لجميع اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب.