ورشة عمل في "تلفزيون لبنان".. النداف عن استراتيجية العمل: مهمّتنا غير مستحيلة

"المهمة ليست مستحيلة وإن كانت صعبة". بهذه المعادلة تختصر رئيسة مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" المديرة العامة أليسار النداف مهمتها الجديدة لإدارة تلفزيون بقي 26 عاماً بلا مجلس إدارة أصيل.


تدرك النداف جيداً التحديات، والأهم أنها تعرف ما يريده التلفزيون، من الناحية الإدارية، التقنية وطبعاً الإعلامية.
تقول النداف لـ"النهار": "نعمل على الهوية البصرية لتلفزيون لبنان وضرورة تحديدها. لا بد من تغذية التلفزيون بالبرامج، مع إعادة برمجة، وهذا ما نسعى إليه حالياً، بالتعاون مع شراكات عديدة، من الداخل والخارج، بحيث تشكّل هذه الشراكات دعماً كبيراً لتلفزيون لبنان وعاملاً قوياً لمساعدته".


وعلى الرغم من أن مجلس الإدارة الجديد لم يتسلم رسمياً، بانتظار صدور مرسوم التعيين في الجريدة الرسمية، فإن الورشة بدأت. واللافت أن ثمة تباشير بأن العمل ينطلق بإيجابية أو أقلّه بدفع جدّي. 
تعلق النداف: "ثمة شغل كبير. والتلفزيون سيجسّد تنوّع المجتمع وفئاته، من الكبار إلى الصغار، مروراً بالشباب. ولهؤلاء نقول: نعدكم ببرامج لكم".


والنداف الآتية من خبرة إعلامية، هي أيضاً لم تكن بعيدة عن هموم التلفزيون ومشاكله، التي أثقلت عبر أعوام. وهذان العاملان قد يشكلان قيمة مضافة لها، فأيّ محور ستركز عليه النداف كأولوية؟
تجيب: "نريد أن نقدّم الإعلام الإيجابي، لكن ليس من باب تجميل الحقيقة ولا بالتأكيد تشويهها، بل الإضاءة على النواحي الإيجابية".
وتتدارك: "اجتمعت مع نقابة العاملين في التلفزيون، وركزت على ضرورة مبدأ الشفافية والوصول إلى المعلومات، ولا سيما على الصعيد المالي. لا بد من جوّ مصارحة وصراحة، للنهوض بالتلفزيون".
لا شك في أن ثمة استراتيجية واضحة عند النداف، مع عناوين محددة، تلخصها كالآتي: "هويّتنا البصرية مهمة جداً أي الاهتمام بتغذية البرامج ومدّ التلفزيون ببرامج جديدة، الاهتمام بمصادر التمويل إن كان عبر الاستعانة بالأرشيف أو التغطيات، الاستعانة بطاقات جديدة عبر ضخ دم جديد إن كان عبر التوظيف أو غيره من أجل الاستفادة من أفكار جديدة للتطوير والتقدم".
مشروع – حلم

محاور كثيرة يتشعب منها ملفّ "تلفزيون لبنان"، الذي بقي "يترنّح" أعوامًا، وصمد بـ"اللحم الحيّ"، تبدو ورشة العمل فيه أكثر من ضخمة. 


من تغذية البرامج، إلى الأخبار وتجهيزات الاستديوهات، وصولاً إلى رقمنة الأرشيف وغيرها الكثير. أيّ تصوّر تضعه الندّاف، ولا سيما لناحية الأرشيف المتعلق بتاريخ لبنان السياسي والثقافي، حيث إن مئات "الكاستات" لا يمكن أن تنتظر أكثر؟
تكشف أن " رقمنة الأرشيف التي بدأت مع الوزير زياد مكاري، بالتعاون مع الأونيسكو، يواصل العمل عليها، في فترتي بعد الظهر والمساء، من أجل التسريع لأن الأرشيف أمر ملحّ لا يحتمل التأخير. لذا، عمل مديرية الأرشيف متواصل ونحن طلبنا آليات أو مكنات جديدة للتنظيف بدعم من الأونيسكو. ومن المتوقع أن ننهي ذلك بحلول رأس السنة".


على صعيد الاستديوهات، تلفت إلى أن "تركيا سبق أن جهزت استديو جديداً للبرنامج الصباحي، واليوم ثمّة ورشة بدعم تركي، لتجهيز 3 غرف مونتاج وكافتيريا إلى جانب أشغال في الداخل والخارج".    


توجّه ومشروع تخبر عنهما النداف. في التوجّه، سياسة التلفزيون واضحة وهي: "انتماؤنا وطني، توجّهنا لبناني، التحقق من الأخبار الزائفة، الابتعاد عن خطاب الكراهية والتعصّب، كي يكون التلفزيون وطنياً، جامعاً، ثقافياً مع الحفاظ على الإرث والانتماء. أما المشروع – الحلم الذي نعمل عليه فهو تقديم ترشيح لبنان للانضمام إلى ذاكرة العالم".