المصدر: وكالة الأنباء المركزية 
الكاتب: نجوى ابي حيدر 
الاثنين 3 تشرين الثاني 2025 14:33:18
عكست طبيعة المعطيات الجيوسياسية والامنية ومستجدات الاسبوع الاخير بما تضمنت من رفع لمستوى الضغط على السلطة السياسية في لبنان لانجاز خطة حصر السلاح بيد الشرعية، عزماً غربياً على دفع لبنان الى حسم خياره. اذ لم تقتصر طبيعة الضغط على المواقف الاميركية والاسرائيلية السياسية فحسب، انما امتدت اقتصادياً وعسكرياً مع زيارة مرتقبة لوكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية الاميركية، جون هيرلي الى بيروت، واخرى لوفد عسكري اميركي لتقييم التقدم الذي احرزه الجيش جنوباً، عشية اللقاء التنسيقي الاول نحو اعادة الاعمار في المصيلح غداً، وتزامناً مع تصعيد اسرائيلي في الميدان.
وفي انتظار التقرير الشهري لقيادة الجيش حول مآل الخطة والنقطة التي بلغتها في مجال حصر السلاح جنوب الليطاني، علماً ان تضارباً يتجاذب المواقف في هذا الخصوص بين من يعتبر ان نهاية العام هي المهلة المحددة حكومياً لحصر السلاح جنوب الليطاني وفق خطة المؤسسة العسكرية ومن يرى انها لحصره على كامل الاراضي اللبنانية وهي رؤية اميركية عبرّت عنها المبعوثة مورغان اورتاغوس اخيراً، ووسط ترقب لما اذا كان سيحمل جديداً يهدئ الفورة الاميركية الاسرائيلية، يترقب المراقبون السياسيون اربع محطات اقليمية ودولية لاستشراف المرحلة المقبلة على الساحة اللبنانية والاتجاهات التي قد تسلكها:
الاولى، الانتخابات العراقية في 9 الجاري لتحديد مدى قوة ونفوذ ايران وفق نتائجها، لا سيما اذا خسر الفريق الموالي لطهران وفازت التيارات المناهضة.
وتكمن المحطة الثانية في زيارة الرئيس السوري احمد الشرع الى الرئيس الاميركي دونالد في البيت الابيض في 10 الجاري، كونها الاولى لرئيس سوري في المرحلة الحالية، وبعد تجميد الخطوات السورية باتجاه اسرائيل التي وضعت شروطا لترتيبات امنية رفضتها دمشق. ذلك ان نتائج الزيارة يمكن ان تحدد ملامح المرحلة في المنطقة، ولبنان من ضمنها، خصوصا بالنسبة الى طبيعة العلاقة مع اسرائيل والرغبة السورية بـ"كفّ شرها عنها"، كما قال وزير الخارجية اسعد الشيباني امس، علماً انها تعقب زيارة الشرع الى المملكة العربية السعودية.
وتتمثل المحطة الثالثة في زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى البيت الابيض خلال النصف الاخير من الشهر الجاري، حيث سيتم خلالها رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد.
اما آخر المحطات، فتتجلى في مرحلة ما بعد وقف النار في غزة، والقيادة الفلسطينية الجديدة ومدى نجاح اتفاق شرم الشيخ واستتباعاً انعكاساته على الوضع في المنطقة عموما وعلى الساحة اللبنانية في شكل خاص.
على اي حال، تتحدث اوساط سياسية عربية مطلعة لـ"المركزية" عن خطة يتم التداول بها، تقضي بأن يعلن ترامب،كما فعل في غزة ، عن مهلة محددة لوقف النار ووضع آلية تنفيذية تعقبها مرحلة التفاوض. من هنا، يمكن فهم ابعاد زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد للبنان بعد اسرائيل، وقد نجح مع التركي والقطري في تطبيق اتفاق وقف النار في غزة والاشراف على المراحل التنفيذية. وتؤكد ان رشاد عرض في بيروت وساطة مصرية لانهاء الازمة اللبنانية اذا كان لبنان مستعداً لذلك، وزود المسؤولين بالشروط لبدء المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل.
فهل ينجح ترامب في فرض حل لأزمة لبنان من خلال سيناريو الحل في غزة، لتنجو بيروت من مصير قاتم ام يذهب حزب الله في مواجهته الى الفصل الاخير من كتاب مقاومةٍ باتت شعاراً وشمّاعةً، بعدما فقدت دورها العملي؟