أعراض كورونا طويل الأمد تختلف حسب السلالة

أكدت دراسة جديدة أن أعراض «كورونا طويل الأمد» تختلف باختلاف سلالة الفيروس التي أصيب بها الشخص.

ويعني «كورونا طويل الأمد» استمرار بعض أعراض الفيروس لدى المصابين به بعد أشهر من التعافي.

وأبلغ معظم المرضى عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل.

وتم الإبلاغ أيضاً عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.

وبحسب صحيفة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد أجرت الدراسة الجديدة بواسطة باحثين في جامعة فلورنسا ومستشفى جامعة كاريغي في إيطاليا.

وشملت الدراسة 428 مريضاً عولجوا من فيروس كورونا في مستشفى جامعة كاريغي بين يونيو (حزيران) 2020 ويونيو 2021. في تلك الفترة، كان الفيروس في شكله الأصلي، جنباً إلى جنب مع متغير «ألفا» هما المهيمنان على الإصابات.

وأفاد ما لا يقل عن ثلاثة أرباع المرضى بوجود عرض واحد مستمر على الأقل بعد أشهر من التعافي. وكانت الأعراض الأكثر شيوعاً بين أولئك المرضى هي ضيق التنفس (37 في المائة) والإرهاق المزمن (36 في المائة)، ومشاكل النوم (16 في المائة)، وضباب الدماغ (13 في المائة) ومشاكل بصرية (13 في المائة).
وبعد إجراء مزيد من التقييم لأعراض «كورونا» طويلة الأمد، اكتشف الباحثون تغيراً جوهرياً في نمط المشكلات التي أبلغ عنها المرضى المصابون خلال الفترة بين مارس (آذار) وديسمبر (كانون الأول) 2020. عندما كان الفيروس الأصلي هو السائد، مقارنة مع تلك التي تم الإبلاغ عنها بين يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان) 2021 عندما كان متغير «ألفا» هو السائد.

فقد اشتكى معظم المصابين بمتغير «ألفا» من آلام العضلات، والأرق، وضباب الدماغ، والقلق والاكتئاب، في حين لم يشكوا من فقدان حاسة الشم، وتشوه حاسة التذوق وضعف السمع، والتي عانى منها الكثير من المصابين بالسلالة الأصلية.

وأشار تحليل الباحثين أيضاً إلى أن الأفراد الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية الشديدة، والذين يحتاجون إلى عقاقير مثبطة للمناعة مثل توسيليزوماب، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض طويلة الأمد بست مرات، وأولئك الذين عولجوا باستخدام أجهزة الأكسجين عالية التدفق كانوا أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة للمعاناة من أعراض طويلة المدى.

وأشار البيان أيضاً إلى أن النساء كانوا أكثر عرضة مرتين من الرجال للإبلاغ عن الأعراض المستمرة لأشهر.

ومن جهة أخرى، لاحظ المؤلفون أن مرضى السكري من النوع الثاني كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض «كورونا» طويلة الأمد، وقالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم هذه النتيجة بشكل أفضل.

وقال الدكتور ميشيل سبينيسي، الذي قاد فريق الدراسة، في البيان: «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين (كورونا طويل الأمد) والمتغيرات المختلفة من الفيروس. يجب أن تركز الأبحاث المستقبلية على الآثار المحتملة للمتغيرات المثيرة للقلق على المدى الطويل، وكيفية تأثير التطعيم على هذه الآثار المحتملة والأعراض المستمرة».

ومن المنتظر أن تعرض الدراسة في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ECCMID 2022) في لشبونة الشهر المقبل.