"أوزمبيك"... هل من خطورة تناول أدوية مرض السكّريّ لإنقاص الوزن؟

انتشرت في الفترة الأخيرة طرق رائجة لإنقاص الوزن، أبرزها أدوية أوزيميبك وويغوفي. ولكن يبدو أنّ لهذه المركّبات تأثيرات جانبية خطيرة، دفعت بجواني نايت للتواصل مع شبكة "سي إن إن" لتحذير الفتيات من اللجوء إليها.

وقالت جواني نايت عن تجربتها: "أتمنّى لو أنّني لم أستخدمه أبداً ولم أسمع عنه أبداً في حياتي. حوّل هذا الدواء حياتي إلى جحيم. كلّفني المال والقلق والسهر. إنّه باهظ الثمن".

ولم تكن نايت الوحيدة التي لجأت إلى هذه الأدوية لإنقاص وزنها وندمت بعد ذلك، فقد شاركتها الرأي بريندا آلين التي صرّحت للموقع: "توقّفت عن تناوله منذ عام تقريباً، وما زلت أعاني من مشاكل كثيرة".

وأضافت أنّها تحتاج حتّى الآن إلى الرعاية الطارئة بعد التقيّؤ المستمرّ الذي أدّى إلى إصابتها بالجفاف."

وشرح الموقع أنّ أوزيمبيك، وهو عقار مخصّص لمرضى السكّريّ، من نفس عائلة أدوية تيرزيباتيد وليراغلوتيد التي تقلّد وظيفة هرمون GLP-1 الذي يفرزه الجسم بشكل طبيعيّ. ويساهم GLP-1 بإبطاء مرور الطعام في المعدة، ما يساعد الأشخاص في الشعور بالشبع لفترة أطول.

ولكن بسبب هذه الأدوية، تمّ تشخيص نايت ورايت بشلل المعدة الحادّ ومتلازمة التقيّؤ الدوريّ، وتعاني بريندا آلين من الغثيان والقيء المستمرَّين، ولا تزال تتعالج حتّى اليوم وتخضع للعديد من الاختبارات.

وبحسب الأطبّاء، ترتفع يومياً أعداد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة مع ارتفاع شعبية هذه العقاقير. وقد أكّدت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة أنّها تلقّت تقاريرَ كثيرة حول إصابات بشلل المعدة لم تشهدها من قبل.

وفي الشهر الماضي، شدّدت الجمعية الأميركية لأطباء التخدير على ضرورة الامتناع عن تناول هذه الأدوية قبل أسبوع من الجراحة لأنّها تزيد من احتمال التقيّؤ أثناء العملية. ويتسبّب القيء تحت التخدير أحياناً في دخول الطعام وحمض المعدة إلى الرئتين، ما قد يؤدّي إلى الالتهاب الرئوي ومشاكل أخرى بعد الجراحة.

وردّاً على الانتقادات، أشار نوفنو نورديسك، صانع أوزيمبيك وويغوفي، إلى أنّه تمّ استخدام هذه العقاقير لمدّة 15 عاماً لمعالجة السكّريّ، ولمدّة 8 سنوات لمعالجة السمنة، وتمّت دراستها بشكل كثيف على أرض الواقع وفي التجارب السريريّة.

وتابع في البيان: "أحد الآثار الجانبيّة المعروفة لفئة GLP-1 هي مشاكل الجهاز الهضميّ. وبالنسبة إلى السيماغلوتايد، معظم الآثار الجانبية التي تصيب الجهاز الهضميّ خفيفة إلى معتدلة وقصيرة الأمد. والمعروف أنّ GLP-1 يسبّب تأخيراً في إفراغ المعدة، كما هو مذكور على ملصق كلّ من أدوية GLP-1 RA. أمّا أعراض تأخّر إفراغ المعدة والغثيان والتقيّؤ فهي معروفة كآثار جانبيّة".

وقال أحد الأطبّاء المتخصّصين بالجهاز الهضميّ في مايو كلينيك، الطبيب مايكل كاميليري إنّ العقاقير تعمل بهذه الطريقة، ولكن معظم الأطباء أو المرضى لا يفهمون المشاكل التي تتبعها.

وفي محاولة لدراسة العقاقير، عيّن 40 راشداً يعانون من السمنة وكلّفهم عشوائيّاً بتناول جرعات من ليراغلوتايد أو علاج وهميّ من دون مكوّنات نشطة.

وبعد عدّة أسابيع، اكتشف كاميليري أنّ عملية الهضم تباطأت بشكل كبير عند الأشخاص الذين تناولوا ليراغلوتايد مقارنة بالآخرين.

واستغرقت عمليّة الهضم وإفراغ المعدة 70 دقيقة لنصف الطعام لدى الذين تناولوا ليراغلوتايد، مقارنة بأربع دقائق فقط لدى الآخرين. 

وحتّى الساعة، لم تتمكّن إدارة الغذاء والدواء الأميركية من تحديد ما إذا كانت الأدوية هي السبب الأساسيّ لشلل المعدة.

 إذ يمكن أن يكون شلل المعدة أحد مضاعفات السكّريّ المرتبطة بأمراض طويلة الأمد، ما يزيد من صعوبة تحديد الدور الذي تلعبه الأدوية في تفاقم المرض.

مع أن أوزمبك يؤدي لفقدان الوزن، فإنه حتى اللحظة لم يتم اعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لفقدان الوزن.

تشرح اختصاصية التغذية رولا سرّوع في حديث سابق لـ"النهار" أن هذا الدواء ينتمي إلى فئة من الأدوية تسمى ناهضات الببتيد 1 الشبيهة بالغلوكاجون، والتي تحاكي هرمون (GLP-1) في جسمك لخفض مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبة.

تساعد ناهضات GLP-1 مثل Ozempic في التحكم بنسبة السكر في الدم، لكن الأشخاص الذين يتناولونها يميلون أيضًا إلى إنقاص الوزن. GLP-1، الهرمون الرئيسي المعني، يبطئ سرعة إفراغ المعدة للطعام. وبالإضافة إلى التسبب في إفراز البنكرياس للأنسولين، فإنه يمنع أيضًا الهرمون الذي يتسبب في إفراز الكبد للسكر.

يمكن أن تساعدك هذه الوظائف معًا في الشعور بجوع أقل، ما يؤدي إلى تقليل تناول الطعام وفقدان المزيد من الوزن.

مع Ozempic، ستحتاج على الأرجح إلى العمل ببطء للوصول إلى الجرعة المستهدفة لمعرفة أكبر قدر من فقدان الوزن. كان هذا هو الحال في التجارب السريرية، حيث تم تعديل جرعات المشاركين كل 4 أسابيع حتى وصلوا إلى 2.4 ملغ مرة واحدة أسبوعياً.

وتشير سرّوع إلى أن كون الدواء معتمدًا من إدارة الغذاء والدواء، فهو يعتبر Ozempic آمنًا وفعالًا عند استخدامه كما هو محدد. لكن الأمان لا يعني أنه لا توجد مخاطر، والتي تم تفصيلها في ملصق الدواء المعتمد من إدارة الغذاء والدواء.

تشدد سرّوع على أنه "إذا لم تكن مصابًا بمرض السكري وقرر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أن يصفه خارج التسمية لفقدان الوزن، ضع في اعتبارك أن إدارة الغذاء والدواء لم تقم بعد بمراجعة البيانات وقررت أن الفوائد تفوق المخاطر المتعلقة بكيفية استخدامك للدواء".

وعلى الرغم من أن النتائج الرئيسية للتجارب السريرية مشجعة، فإن القرار الأخير بشأن السلامة والفعالية في يد إدارة الغذاء والدواء.

من المهم أن تضع في اعتبارك أن فقدان الوزن يمكن أن يستغرق وقتًا، وسترى أفضل النتائج عند تناول الدواء جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. في بعض الأحيان قد لا يناسبك الدواء أو قد لا تتمكن من تحمل الجرعة الكاملة بسبب الآثار الجانبية

ما هي الآثار الجانبية المعروفة لـ Ozempic؟

تشمل الآثار الجانبية الشائعة لـ Ozempic عند الجرعات المستخدمة للتحكم في نسبة السكر في الدم ما يأتي:

غثيان

التقيؤ

إسهال

آلام في المعدة

إمساك

نظرًا لأن الجرعة الأعلى لم تتم الموافقة عليها من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA)، فليس لدينا قائمة بالآثار الجانبية المعروفة حتى الآن. ومع ذلك، تشير نتائج التجارب إلى أنها ستكون مماثلة لتلك المذكورة أعلاه، مع وجود تأثيرات مثل الغثيان والإسهال كونها الأكثر شيوعًا.

بصفتي اختصاصية تغذية، أعتقد أنه على الرغم من عدم وجود حبوب سحرية لإنقاص الوزن حاليًا، إلا أن الأدوية المتاحة يمكن أن تساعد. ولكن يجب استخدامها مع النظام الغذائي والتمارين الرياضية للحصول على أقصى فائدة وإعدادك لنتائج طويلة المدى.

ضع في اعتبارك أن هذه الأدوية قد لا يغطيها التأمين، وبعضها يميل إلى أن يكون باهظ الثمن. لذلك إذا كنت مهتمًا بوصفة طبية تساعدك على إنقاص الوزن، فسترغب في التحدث إلى مزودك لمعرفة أيهما سيكون الأنسب لك...

لكن إليكم السؤال، هل يستحق الأمر تجاوز كل هذه الآثار الجانبية فقط لإنقاص الوزن بدلاً من اتباع نمط حياة صحي.