أيلول مبلول باستحقاقات "الانفجار الكبير"...ماذا يقول بطرس حرب؟

منذ أشهر يتردد على مسامع اللبنانيين أن شهر أيلول سيكون طرفه بالاستحقاقات الاستثنائية مبلول، لا بل أكثر فإن كل الأزمات المتوالية التي لا أفق واضحاً لها حتى الساعة ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانفجار أو الانفراج في شهر يحمل في طياته تطورات داخلية وخارجية لها تداعيات كبيرة على الوضع القائم والقاتم.

على أجندة مواعيد أيلول تواريخ لا تبشر بالخير، ففي نهاية الشهر، سيوقف مصرف لبنان الدعم عن المشتقات النفطية نهائياً، وينتهي العقد الموقّع مع شركة "كارادينيز"، مما يعني مغادرة الباخرتين "فاطمة غول" و"اورهان بيه" الشاطئ اللبناني بعد توقف إنتاجهما. ذلك، سيترافق مع مخاوف أمنية من انفجار الوضع الاجتماعي الذي يعتبره الكثيرون مقبلاً حتماً استناداً الى كل ما يجري من اشكالات متنقلة في المناطق التي تبدو الشرارة الاولى لانزلاق الامور الى ما هو أخطر، بالتزامن مع دخول التلاميذ والطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم والصعوبات المادية التي يواجهها الأهالي.

وأكثر من ذلك، يذهب البعض الى اعتبار شهر أيلول مفصلياً في الفترات العصيبة، فيستذكرون نداء المطارنة في أيلول سنة 2000 الذي دعا الى انسحاب الجيش السوري، مشددين على ان الخطر اليوم وجودي وكياني، مع العلم ان المطارنة بعد اجتماعهم الشهري في أول أيلول الجاري، أصدروا بياناً اعتبروا فيه أن "لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك"، داعين "شعب لبنان إلى التصدي لها بما أُوتي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة مصير وبالتالي قضيّة حياة أو موت".

حرب: لصرخة شعبية في وجه السلطة

يرى الوزير والنائب السابق بطرس حرب ان "كل الأشهر مفصلية بالنسبة للبنان لانه اذا استمر العقل الحاكم بالشكل الذي يحكم به، فهذا يعني الاستمرار بانعدام المسؤولية والاخلاق، والاستمرار بمخالفة الدستور والقوانين وكل المواثيق والالتزامات التي تعهدت بها الطبقة السياسية الحاكمة"، معتبراً ان "تحديد المواعيد العشوائية تبرز في وقت الضياع السياسي وفقدان البوصلة السياسية وفقدان الأمل في الحلول، وبالتالي، هذا عامل نفسي اجتماعي أكثر مما هو مبني على معطيات سياسية".

ويتحدث عن الاستحقاقات الصعبة في أيلول المتمثلة "بالالتزامات الاجتماعية والحياتية كالعودة الى المدارس ودفع الاقساط ومعاشات الاساتذة والموظفين والعاملين في القطاع الخاص المتدنية، علاوة على رفع الدعم وفقدان الأدوية وارتفاع سعر الدولار وتدني القيمة الشرائية للعملة الوطنية التي يتقاضى منها كل العاملين أجورهم مما يزيد حدة الكارثة، واستمرار الازمة السياسية على ما هي عليه، كل ذلك يخلق عاملاً نفسياً عند الناس الذين يتخوفون من مواعيد من هنا وهناك".

ويستغرب حرب "عدم حصول الانفجار الشعبي حتى يومنا هذا. هناك تقصير من الشعب الساكت المكتفي بالنق من دون أخذ مبادرة اطاحة هذه الطبقة الحاكمة"، لافتًا الى ان "تشكيل الحكومة بهذا الظرف وبالعقلية السائدة في تشكيلها من تناتش الحقائب وتوزيع مكاسب لن يؤدي الى حل، لكنه سيعطي فسحة لتأجيل الانفجار لأننا نرى حجم الخلافات قبل التشكيل، فكيف لهذه الحكومة أن تجد الحلول ولا تقع في الخلافات على أي موضوع يطرح".

وعن نداء المطارنة في أيلول 2000 ونداء المطارنة في أيلول 2021، يشير حرب الى ان "الصرخة اليوم تشبه صرخة الـ2000 الا ان الظروف تختلف كليا، لذلك يجب أن تتواكب بصرخة شعبية وتحرك شعبي في وجه السلطة القائمة. كنا نواجه السوري ونطالب بتحرير لبنان واستعادة السيادة، اليوم نواجه أطرافاً من اللبنانيين التزموا بولائهم لايران مع العلم ان الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الـ2000 كانت أفضل بكثير من اليوم. نحن اليوم في حالة كارثة اجتماعية واقتصادية ونفسية ووطنية. انه غياب مطلق للسلطة".