المصدر: Agencies
السبت 19 تموز 2025 10:18:35
أعلنت الرئاسة السورية في بيان "وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار ،حرصاً على حقن دماء السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها".
واهابت بالجميع "فسح المجال أمام الدولة السورية، ومؤسساتها وقواتها، لتطبيق هذا الوقف بمسؤولية، بما يضمن تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء".
ودعت" جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".
اضاف البيان :"بدأت قوات الأمن بالانتشار في عدد من المناطق لضمان تنفيذ هذا الاتفاق، والحفاظ على النظام العام، وضمان حماية المواطنين وممتلكاتهم"، وحذر من "أي خرق لهذا القرار، وسيُعدّ ذلك انتهاكاً صريحاً للسيادة الوطنية، وسيواجه بما يلزم من إجراءات قانونية وفقاً للدستور والقوانين النافذة".
انتشار
أعلنت الداخلية السورية ان قوات الأمن الداخلي بدأت بالانتشار في محافظة السويداء في إطار مهمة لحماية المدنيين ووقف الفوضى.
وشددت على ان الدولة بكل مؤسساتها ماضية لاستعادة أمن واستقرار السويداء مشيرة الى ان قوى الأمن ستسعى لوقف الاعتداءات والاقتتال في السويداء .
ارتفاع عدد القتلى
ارتفع عدد القتلى جراء أعمال العنف المستمرة في محافظة السويداء، جنوب سوريا، إلى 718 قتيلا، بحسب حصيلة جديدة أصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت. ولا تزال الاشتباكات المتقطعة متواصلة بين مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية وآخرين من البدو، وفق ما أفادت وكالة "فرانس برس".
وأحصى المرصد في عداد القتلى 146 مقاتلا و245 مدنيا من الدروز، بينهم 165 "أعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية". في المقابل، قتل 287 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة الى 21 من أبناء العشائر البدوية، ثلاثة منهم مدنيون "أعدموا ميدانيا على يد المسلحين الدروز".
وأشار المرصد إلى أن "الوضع في السويداء لا يزال هشا، إذ تتجدد الاشتباكات بشكل متقطع في بعض الأحياء والقرى، وسط حالة من التوتر والخوف في صفوف المدنيين، ومخاوف من اتساع رقعة العنف لتشمل مناطق أخرى"، بحسب الوكالة.
تم الإعلان فجر اليوم السبت، عن اتفاق بين السلطات السورية ومشايخ العقل وقادة الفصائل المحلية في السويداء، يقضي بدخول قوات الأمن العام إلى كامل مناطق السويداء، لبسط الأمن والاستقرار داخل المحافظة، فيما أعلنت واشنطن مساء أمس الجمعة، التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا مساء الجمعة.
اتفاق بين السلطات ومشايخ العقل
ونقل "تلفزيون سوريا"، عن مصادر أن السلطات السورية، توصلت فجر اليوم، إلى اتفاق مع مشايخ العقل وقادة الفصائل المحلية في السويداء، يقضي بدخول قوات الأمن العام إلى كامل مناطق السويداء، لبسط الأمن والاستقرار داخل المحافظة.
وأوضحت المصادر أن الاتفاق الذي توصلت إليه السلطات السورية مع مشايخ العقل وقادة الفصائل المحلية في السويداء، ينص على دخول مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية إلى المحافظة وحل جميع الفصائل.
كما نص الاتفاق أيضاً على تسليم السلاح الثقيل ودمج عناصر الفصائل في القوات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع، وفق ما أفادت المصادر.
الهجري يوافق على إنهاء الاشتباكات
وأعلن شيخ العقل في الرئاسة الروحية للموحدين الدروز حكمت الهجري، موافقته على إنهاء الاشتباكات ووقف إطلاق النار في السويداء، وذلك بعد ساعات من إعلان الاتفاق مع السلطات السورية.
ونشرت صفحة "الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز" على فيس بوك، صباح اليوم السبت، بياناً للهجري قال فيه: "بداية نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين قضوا في الاعتداءات الأخيرة التي طالت أرض السويداء من مدنيين أبرياء وشبان شجعان قضوا مقاتلين مدافعين عن إنسانيتهم وكرامتهم وهويتهم المعروفية".
وأضاف: "لم يكن أبناء الطائفة المعروفية دعاة تفرقة أو فتنة وإنما كانوا وعلى مدار التاريخ نبراساً في الإنسانية والتآخي وطالما كان الجبل ملجأ لكل مظلوم وخائف".
وختم الهجري بيانه بالقول: "نجدد دعوتنا اليوم للاحتكام لإنسانيتنا ونمد يدنا للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية. لا للسلاح والفوضى".
اتفاق برعاية أميركية لوقف النار بين سوريا وإسرائيل
وجاء الاتفاق بين السلطات السورية ومشايخ العقل، بعد إعلان المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع "اتفقا على وقف إطلاق النار"، بعد يومين من شن طائرات إسرائيلية ضربات استهدفت مقار رسمية والقوات الحكومية في دمشق.
وكتب باراك على منصة "أكس": "ندعو الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم والعمل مع باقي الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة في إطار من السلام والازدهار مع جيرانها".
وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت في بيان أمس، أنها تعمل على إرسال "قوة متخصصة" لفض الاشتباكات المتواصلة في السويداء، داعية في الوقت نفسه إلى "ضبط النفس".
وأدت الاشتباكات بين العشائر ومقاتلين دروز إلى مقتل 638 شخصاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقوّض أعمال العنف هذه التي تدخلت فيها إسرائيل جهود السلطات الانتقالية برئاسة الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة اشهر على إطاحتها بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ومساء الجمعة، شاهد مراسل "فرانس برس" عند المدخل الغربي للسويداء نحو 200 مقاتل من العشائر يشتبكون بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة.
وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته تلك الاشتباكات بين المسلحين من العشائر والمقاتلين الدروز، مضيفاً أن "هناك قصفاً على أحياء مدينة السويداء".
وسحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس، مع إعلان الشرع أنه يريد تجنّب "حرب واسعة" مع إسرائيل التي هدّدت بتصعيد غاراتها، بعدما أكدت أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية أو بانتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في جنوب سوريا.
وأرغمت أعمال العنف في السويداء نحو 80 ألف شخص على النزوح من منازلهم في السويداء، وفق ما أعلنت الجمعة، المنظمة الدولية للهجرة.