المصدر: اللواء
الكاتب: منال زعيتر
الأربعاء 10 أيلول 2025 07:37:50
قبل انعقاد جلسة الخامس من أيلول، وصل إلى بيروت وفد أميركي موسّع، وعلى خلاف ما تم تسريبه، لم تحمل الزيارة طابعاً تصعيدياً بقدر ما بدت محاولة لاحتواء الوضع وإعادة ضبط إيقاعه منعا لضرب الاستقرار... وبحسب المعطيات، فإن الرسالة التي نقلها الوفد إلى المسؤولين اللبنانيين كانت واضحة: ضرورة معالجة ملف سلاح حزب الله، لكن من دون المساس بالاستقرار الداخلي... انطلاقاً من ذلك، جرى تأجيل الجلسة من يوم الثلاثاء إلى يوم الجمعة، لإتاحة المجال أمام استكمال صياغة البيان الذي، وفق تعبير أحد قياديي الثنائي الوطني «أنقذ السلم الأهلي حرفياً»...
وتشير مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في بيروت إلى أنّ واشنطن لعبت دور الراعي لهذا التفاهم، حيث تحرّكت على خطّ الاتصالات الاطراف الاقليمية لا سيما ايران... وفي التفاصيل أيضا، كشفت مصادر الثنائي، انه يمكن اعتبار مقررات ٥ أيلول صحّحت مقررات ٥ آب، وان الحرارة عادت بين رئيس الجمهورية وحزب الله وخط التواصل بات مفتوحا بين الطرفين بلا عوائق، فيما كشفت معلومات خاصة بـ«اللواء» عن مساعٍ جدّية لترتيب لقاء بين الحزب ورئيس الحكومة نواف سلام.
وبالعودة الى وساطة واشنطن، أكدت المصادر الدبلوماسية انها لم تأتِ بلا ثمن... فخلف الكواليس تُدار اتصالات مكثفة لإعادة طرح ما يُعرف بـ«المنطقة الاقتصادية» التي سبق أن دعا إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب... ورغم الرفض القاطع الذي أبداه الثنائي الوطني لهذا المشروع، إلّا أنّ محاولات متواصلة تُبذل لإيجاد صيغة وسطية تجمع بين الإصرار الأميركي والرفض الشيعي، في سياق ما يُسوّق له كتسوية نهائية للنزاع بين لبنان والعدو الإسرائيلي..
وفقا للمصادر الدبلوماسية ذاتها، فان هذه التسوية لا تقتصر على ملف سحب سلاح حزب الله حسب توصيفهم، بل تمتد لتشمل ترسيم الحدود البرية والبحرية بصورة نهائية، وحسم مسألة القرى الأمامية المتاخمة لفلسطين المحتلة... وآخر ما طُرح في هذا السياق هو تدوير الزوايا قليلا والانتقال من طرح المنطقة الاقتصادية بشكل مباشر الى إنشاء منطقة تُدار برعاية مشتركة «أميركية - عربية - لبنانية» لا وجود للعدو الإسرائيلي فيها بتاتا، فيما يجري الحديث عن عدم ممانعة تواجد لبنانيين ولكن بشروط خاصة كما تم التسريب.
وفيما يبدو تطبيق هذا الطرح مرفوضا بل مستحيلا وفقا لمصادر لبنانية مهمة، إلّا ان المصادر الدبلوماسية أكدت ان «لكل شيء ثمن»، وهناك تحوّلات سياسية كبيرة في المنطقة، ولا يمكن فصل الملف اللبناني عنها، وعلى حد تعبيرها، فان المكاسب السياسية والاقتصادية التي سيحصل عليها لبنان وكل الأفرقاء بمن فيهم حزب الله ستكون كبيرة ومهمة للبنانيين، مستدركا بالقول، ليس صحيحا ان هذه المنطقة لن تكون خاضعة للسلطة اللبنانية أو يتخلّى عنها لبنان حتى يرفضها الثنائي، بل ثمة ترتيبات خاصة لها حتى نصل لفض النزاع نهائيا بين لبنان والعدو الإسرائيلي حسب تعبيرها.
نقطة أخرى كشفتها المصادر، وتتعلق بما يشبه فترة سماح أو لنقل فترة مفاوضات حتى نهاية السنة الحالية طرحتها واشنطن على لبنان، وبناءً على ذلك، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات مقبلة:
أولا: التزام واشنطن بسياسة اللافوضى في لبنان وإدارة ملف سلاح حزب الله تحت سقف منع الانفجار الداخلي أو المساس بالاستقرار والسلم الأهلي، أقلّه حتى أواخر السنة الحالية.
ثانيا: استمرار الضغوط بحلّة جديدة، حيث يمنع عقد مؤتمرات خارجية خاصة بإعادة الإعمار وتقديم المساعدات، أو على الأقل منع تنفيذ أي مقررات صادرة عنها قبل البت بالتسوية الشاملة في لبنان.
ثالثا: وهو الأخطر والمطروح دائما وهو تصعيد إسرائيلي شامل في لبنان في أية لحظة خلال «مهلة» المفاوضات.