إرهاب سليماني في معرض الكتاب

العلم منارة الحياة ونورها الساطع الذي لا ينطفئ أبداً، إنه اليد التي تُمسك بالعالم لتقوده إلى حيث التطور والعزة والرفعة، العلم حياة بأسمى معانيها حيث الشمس تشرق دوماً ومن كل الجهات، أما الجهل فهو ظلام الحياة الدامس، والفكر المنغلق الذي يرفض التطور والتقدم، وهو عدو الحياة ولعنتها الكبيرة.

يُساهم الجهل في نشر ثقافة الموت والتخلف، لأنه يمنع التطور والتقدم، ويُعيد الدول والمجتمعات إلى العصور البدائية الأولى، التي لم تكن تدرك أشكال العلم والتطور، فمن كان لا يؤمن بالعلم، ويجد في الجهل درباً سهلاً يسيرُ فيه.

في معرض بيروت الدولي للكتاب، اي معرض للعلم والتطور والفكر، هناك من يحاول دائما المزج بين العلم والفكر من جهة والجهل والغريزة من جهة ثانية، فوضع صورة قاسم سليماني داخل المعرض في صورة يمكن وصفها بكل دقة وامانة بأنها لا تمت الى الواقع بصلة. الكتاب نور ومعرفة، وسليماني قتل وتدمير وانفجارات او بإختصار كل افعال الشيطان، ويأتيك من يريد استبدال الهوية اللبنانية الاجتماعية بهوية قتل واجرام ودماء.

 يأتيك من يريد ان يقنعك بأن العدالة والمساواة أن تحب قدموس ابن جبيل ناشر الابجدية كما تحب سليماني او معلمه في اي مكان كان. وكما قال يوما امين عام حزب الله حسن نصرالله "لبنان ليس اوكرانيا ولبنان ليس الصومال لبنان هو لبنان"، وهنا على امين عام حزب الله أن يقنع نفسه ان لبنان هو لبنان لن يكون يوما كربلاء او غوانتنامو، لبنان هو صلة الوصل بين الشرق والغرب، لبنان هو مهد الابجدية والحرف، لبنان واحة تلاقي وحوار الاديان في بيئة يتعطش بعضها للدماء واراقته.

ستبقى الهوية اللبنانية مميزة في بيئتها لسبب اساسي انها هوية جامعة بين الاديان والمذاهب والطوائف، هوية تفاعلت مع محيطها لتخلق مميزات فريدة في منطقة حساسة تسيرها وتحركها بعض الغرائز الدفينة، لن نتخلى عن هويتنا اللبنانية ولو دخل عليها عناصر غربية دخيلة او عناصر شرقية نصف الاهية غريبة عنها ايضا.