المصدر: إرم نيوز
السبت 8 تشرين الثاني 2025 13:12:50
قالت مصادر أمنية وعسكرية لبنانية وعربية، إن إسرائيل أنهت تحضيراتها لتنفيذ عملية متعددة المراحل تستهدف تعطيل قدرة ميليشيا حزب الله على ضرب العمق الإسرائيلي.
وذكرت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن العملية الإسرائيلية المتوقعة تركز بشكل خاص على ما يُسمى "العصب الدقيق" للحزب، والذي يشمل شبكات إنتاج الصواريخ الدقيقة، منصات الإطلاق القريبة، ومراكز قيادة ميدانية.
وأضافت أن السيناريوهات المطروحة أمام صانع القرار الإسرائيلي تتوزع بين حملة خاطفة ومخطط استنزاف طويل الأمد.
ضربة تمهيدية مركزة
وفقًا لمسؤول أمني لبناني سابق، "ستعتمد إسرائيل في الساعات الأولى على هجوم جوي مُركّز ومدفعي دقيق، يقترن بعمليات إلكترونية لشل الاتصالات وتعطيل أنظمة الاستشعار والمراقبة".
ورجّح المسؤول أن تطال أهداف "اليوم الأول" مراكز القيادة والسيطرة، ومخازن ذخيرة الصواريخ الدقيقة، وورش التجميع، ومحطات التحكم بالمسيّرات.
من جانبه، لفت مصدر عسكري عربي إلى وجود "قوائم أهداف مُحدّثة أعدتها إسرائيل، وتشمل مواقع في الجنوب والبقاع وضواحي بيروت، تم تحديثها خلال الأسابيع الأخيرة".
مسار اغتيالات حاضر ومعقّد
وفقًا لتوقعات المصدر الأمني اللبناني، تحتفظ تل أبيب بالقدرة على تنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات من الصفين الأول والثاني في قيادة الحزب، على غرار عملية اغتيال حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، كما أن بنك أهدافها سيشمل خبراء فنيين في ما تسمّى شبكات "الدقّة"، أي المسؤولين عن الأسلحة الدقيقة لدى الميليشيا.
ومع ذلك، أكدت مصادر لـ"إرم نيوز" في وقت سابق، أن الحزب غيّر بروتوكولات حركته ووزّع المسؤوليات لتقليل أثر مثل هذه الضربات.
ومن هنا يقول المصدر، إن الاغتيالات ستتم في حالات ظرفية وانتقائية أكثر منها كأداة لفتح الجبهة.
حرب خاطفة أم حرب استنزاف؟
وفقًا للمصدر العربي، فإن ثلاثة معايير سترسم القرار النهائي الإسرائيلي بالذهاب نحو "حرب خاطفة" أو "حرب استنزاف" طويلة؛ أهمها فعالية الضربة التمهيدية في تعطيل "العصب الدقيق"، وقدرة الدفاعات الإسرائيلية على امتصاص ردود الحزب، والمخارج السياسية والدبلوماسية المتاحة لتقليص التصعيد.
ويقول المصدر: "إذا نجحت الضربة في تحقيق أغراضها المبكرة، فالمسار الأقرب هو حملة محدودة تهدف لخفض وتيرة الهجمات. أما في حال فشل التعطيل، فثمة احتمال قوي للانزلاق إلى حرب استنزاف قد تستمر أسابيعًا أو أشهر، خاصةً مع قدرة الحزب على الاعتماد على شبكات محلية وإمداد خارجي".
ويلفت المصدر الأمني إلى أنه "بالرغم من أن إسرائيل تملك تفوقًا جويًا وتقنيًا يسمح بشن ضربات دقيقة واستهداف شبكات لوجستية، إلا أن حزب الله تعلّم دروسًا من جولات سابقة، وهو ما دفعه إلى توزيع القيادة، وتحسين التمويه، وتنويع مواقع التخزين، وتطوير شبكات محلية لصيانة وتطوير قدراته الدقيقة. كل ذلك يجعل مهمة القطع النهائي لعصب الحزب الدقيق أصعب، ويطيل أمد الصراع إذا لم تُحقق خطوات تعطيل مبكرة وحاسمة".
وفيما يتعلق بالدخول البري، يتفق المصدران اللبناني والعربي على أن الخطة العامة للجيش الإسرائيلي لا تُراهن في بدايتها على اجتياح بري واسع. وأشارا إلى أن السيناريو الرائج هو "توغلات محدودة" بعمق بضعة كيلومترات لتمكين ضرب منصات إطلاق قريبة وتدمير بنى تحتية محلية، مع إبقاء الخيار البري مفتوحًا للتوسع إذا اقتضت الحاجة.
ويرى المصدر اللبناني أن "قرار توسيع الحرب سيتأثر بشدة بالرد، وأعداد الضحايا المدنيين، وبحسابات الضغوط الدولية والإقليمية".
طبيعة الردّ المتوقعة
وتتوقع مصادر "إرم نيوز" ردًا مكثفًا بالصواريخ والمسيرات من قبل ميليشيا حزب الله ضد أهداف داخل إسرائيل، مع محاولتها استعادة التوازن بالتركيز على ضرب البنى التحتية العسكرية والاقتصادية.
كما قد يتجه حزب الله إلى فتح جبهات ثانوية أو استغلال عناصر الميادين الإلكترونية والمعلوماتية لرفع كلفة الهجوم الإسرائيلي.
ويرى المصدر الأمني اللبناني أن "كثافة وفاعلية الأنفاق وأنظمة الانتشار المتنقلة ستجعل مهمة إسرائيل في مراقبة ومطاردة الأهداف أصعب، وتخفض من احتمالات نهاية سريعة".
فيما يشير المصدر العربي إلى أن المعادلة أمام تل أبيب ليست "حربًا أم لا" فحسب، بل "نوع الحرب ومدة استمرارها".
ويضيف أن "الخطة الإسرائيلية تبدو مصممة لإعطاء الأولوية لتعطيل قدرات الحزب الدقيقة ولفرض كلفة مادية على الحزب مع الحفاظ على هامش للمناورة السياسية".
ومع ذلك، يرى المصدر أن احتمال تحول المواجهة إلى استنزاف طويل قائم بقوة إذا لم تنجح الضربة التمهيدية على نحو مؤثر.