إسرائيل ترفض بـ"النار" مقترحات لبنان... برّاك لنزع السلاح وحوار الحزب يترنّح؟

يترقب لبنان الردّ الإسرائيلي على الاقتراحات التي تسلّمها الموفد الأميركي توم برّاك، ويرصد في الوقت ذاته ما نتج عن المفاوضات السورية- الإسرائيلية التي انصرف برّاك إلى متابعتها بعد مغادرته لبنان من أجل ترتيب تفاهمات حول العلاقة بين الجانبين، وما قد تعكسه من تداعيات على لبنان. قبل ذلك كان برّاك شدّد في سياق الموقف من الردّ اللبناني على الورقة الأميركية، أن لا ضمانات تقدمها الولايات المتحدة، من دون أن يعلن موقفاً واضحاً في ما يتعلق بالاقتراحات التي قدمها له الرئيس نبيه بري.

بيد أن برّاك سارع إلى إعلان موقف يعبر عن التوجه الأميركي بوضوح، عبر تغريدة، شدد فيها على احتكار الدولة السلاح، وقال: "طالما أنّ حزب الله لا يزال يحتفظ بالسلاح، فلن تكون الكلمات كافية. يجب على الحكومة و"حزب الله" أنّ يلتزما بالكامل ويتخذا خطوات عملية الآن، كي لا يُحكم على الشعب اللبنانيّ بالبقاء في حالة الجمود والتعثّر". ووفق التوقعات يفترض أن يناقش برّاك المقترحات اللبنانية، إن كان في الردّ الرسمي الذي تسلمه من رئيس الجمهورية جوزف عون، وما عرضه بري باسم "الثنائي الشيعي"، قبل أن يعود في زيارة محتملة إلى لبنان، إذا حصل على ردّ إسرائيلي إيجابي للتفاوض، لكن المعلومات تشير إلى أن إسرائيل أوصدت الأبواب أمام أي اقتراح لبناني حول سلاح "حزب الله"، وهي بالفعل صعّدت عملياتها واستهدافاتها في الجنوب ضد كوادر الحزب. فيما المبعوث الأميركي أوضح أن أي مهل زمنية مرتبطة بوقف التصعيد يعود تقريره إلى إسرائيل.

وبينما أعلن "حزب الله" أنه يرفض تسليم سلاحه، بدت المؤشرات في مهمة برّاك غير مشجعة، إذ تنقل مصادر ديبلوماسية أنه تواصل مع الإسرائيليين على هامش لقاء باريس السوري- الإسرائيلي حول العرض اللبناني، فقوبل برفض إسرائيلي. وتشير المعلومات وفق المصادر إلى أن إسرائيل أبلغت برّاك أنها ترفض وقف عملياتها العسكرية، ليس لمدة 15 يوماً ولا ستة أشهر بل حتى يوماً واحداً، مشترطة نزع سلاح "حزب الله" وتنفيذ شروط متعلقة بالمنطقة الحدودية، وهي أساس لإطلاق التفاوض مع لبنان.

أما "حزب الله"، فلا يزال على موقفه، وحتى الآن لم يتقدم بحوار جدي مع رئيس الجمهورية حول السلاح، بما في ذلك رفضه لاقتراحات تسليم السلاح على مراحل، خصوصاً السلاح الثقيل والصواريخ، بما يعني أن اقتراحات بري لبرّاك هي محاولة مع الأميركيين لحصر التفاوض مع "الثنائي الشيعي" وتحديداً، إذ أن أي تنازلات في ملف السلاح أو التفاوض حوله يقدمها "حزب الله" وليس الدولة، اي أن القرار مرتبط به، وبموجب ذلك يتم تقديم ضمانات له وليس للدولة. وهنا مكمن الخطورة وفق المصادر، إذا كانت الدولة غير قادرة على حصر السلاح بيدها.

قد يعود برّاك إلى بيروت في وقت قريب، وهو ملزم بذلك في سياق سعيه لتفاهمات بين سوريا وإسرائيل، لكن المبعوث الأميركي سيكون انطلاقاً من الردّ الإسرائيلي أو حتى الموقف الأميركي من الردّ اللبناني واقتراحات بري، أكثر حسماً، مع ممارسة ضغوط وتسجيل عدم رضا عن الآلية التي يتبعها لبنان في ملف السلاح، ومدعوماً هذه المرة بموقف فرنسي يطالب بنزع السلاح حرصاً على التجديد لقوات اليونيفيل. فالأميركيون يحذرون من تفلت الأوضاع، خصوصاً وأن إسرائيل بدأت تسعى للعمل على إقامة منطقة أمنية عازلة جنوباً تكرّسها بالنار، وتلوّح بحرب أوسع، وباستهدافات تتركز على الخط الفاصل شمال النهر ضد ما تزعم أنه مواقع لـ"حزب الله"، فيما يترك الجيش اللبناني وحيداً من دون دعم ومساعدة على تنفيذ مهماته، وحصر السلاح كاملاً بيده.