المصدر: وكالات
الجمعة 13 حزيران 2025 19:48:38
سمع دوي انفجارات، مساء الجمعة، في طهران والمناطق المحيطة بها، وفق ما ذكرت وكالة أنباء (إرنا)، مضيفة أن مصدر الأصوات لم يعرف بعد.
وأفادت "إرنا" عن "تقارير بشأن سماع انفجارات في غرب محافظة طهران"، في مدينتي شهريار وملارد ومحيط منطقة جيتغر في العاصمة.
وفي وقت سابق من الجمعة، أفادت وكالة مهر للأنباء عن وقوع انفجار في باكدشت في جنوب شرق طهران، إلى جانب سماع دوي انفجارات هائلة بالقرب من مدينة همدان شمال غرب إيران.
وتحدثت تقاير عن انفجار قوي في محيط قاعدة "نوزة" الجوية بالقرب من همدان.
هجوم فجر الجمعة ومقتل عدد من القادة
وكانت إسرائيل قد شنت اليوم الجمعة، سلسلة ضربات غير مسبوقة على مواقع نووية وعسكرية في إيران، شملت منشأة "نطنز" والعاصمة طهران ومدن أخرى، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين كبار، بينما توعدت طهران بالرد معتبرة ما حصل "إعلان حرب".
وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن "الهجمات المقبلة" على إيران ستكون "أكثر عنفاً".
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أجهزة طرد مركزية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منشأة "نطنز" وسط إيران، فيما أكدت طهران أن معظم الأضرار اللاحقة بالمنشأة "سطحية".
وقال التلفزيون الإيراني إن موقع "نطنز"، "استُهدف مرات عدة" وبث مشاهد تظهر تصاعد الدخان الكثيف فوقه. وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن المنشآت النووية "يجب ألا تُهاجم أبداً" داعية "كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد.
وبعد ساعات من الضربات التي نفذت فجر الجمعة، تحدث الاعلام الإيراني عن اندلاع حريق في مطار تبريز (شمال غرب).
وقتل في الضربات رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، أعلى مسؤول في الهيكلية العسكرية، فضلاً عن قائد الحرس الثوري الإسلامي حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية للحرس أمير علي حاجي زاده.كما قتل ستة علماء نوويين كبار بحسب الإعلام الإيراني.
وأصيب بالهجوم أيضا علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، على ما أعلن التلفزيون الإيراني.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الضربات أدت إلى قتل معظم كبار قادة القوة الجوفضائية في الحرس الثوري "ـثناء اجتماعهم في مقرهم السري".
واطلقت طهران نحو مئة مسيّرة باتجاه الدولة العبرية على ما أفاد الجيش الإسرائيلي الذي عمل على اعتراضها خارج الأراضي الإسرائيلية.
"ما يلزم من أيام"
وبدأت الضربات فجر اليوم، واستهدفت مناطق عدة بينها طهران. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية ستتواصل "ما يلزم من أيام". فيما قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية تواصل ضرب الأراضي الإيرانية.
وأكد نتنياهو أن الضربات الأولى كانت "ناجحة للغاية". وقال: "لقد ضربنا قلب البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم. لقد ضربنا قلب البرنامج النووي العسكري الإيراني. لقد استهدفنا منشأة التخصيب الإيرانية الرئيسية في نطنز"، مشيراً أيضا إلى أن الغارات استهدفت أيضا "قلب برنامج الصواريخ البالستية الإيراني".
ودمرت الضربات الطوابق العليا في بعض الأبنية فيما تضررت واجهات مبانٍ أخرى. وأصيب كذلك مقر قيادة الحرس الثوري. وهتف إيرانيون تظاهروا في وسط العاصمة "الموت لإسرائيل! الموت لأميركا!".
200 طائرة
وقال الجيش الإسرائيلي إن حوالى 200 من طائراته الحربية شاركت في الضربات على حوالى مئة هدف من منشآت نووية ومواقع عسكرية.
وبعد ساعات على أولى الضربات، قال الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت "حوالى مئة مسيرة" باتجاه إسرائيل، مؤكداً أن قواته بدأت اعتراضها خارج مجالها الجوي. كذلك، أكد الأردن اعتراض مسيرات وصواريخ انتهكت مجاله الجوي.
"لا حدود"
وأكدت إيران "حقها القانوني والمشروع" بالرد على الضربة الإسرائيلية، محملة الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، "تبعات "الهجوم. وتوعد المرشد على خامنئي إسرائيل بمصير "مؤلم" قائلاً: "لقد أعد الكيان الصهيوني بهذه الجريمة مصيراً مريراً ومؤلماً لنفسه، وسيجنيه حتماً".
وفي رسالة إلى الأمم المتحدة، وصف وزير الخارجية عباس عراقجي الهجوم بأنه "إعلان حرب"، ودعا "مجلس الأمن إلى التحرك على الفور".
وأكدت القوات المسلحة الإيرانية أن "لا حدود" في الرد. وقالت هيئة الأركان العامة: "الآن وقد تجاوز النظام المحتل للقدس كل الخطوط الحمر... (لن تكون ثمة) حدود في الرد على هذه الجريمة".
في غضون ذلك، حضّ ترامب إيران على "إبرام اتفاق قبل أن لا يبقى هناك شيء"، محذراً من أن "الضربات المقبلة ستكون أكثر عنفاً". وكتب على منصته "تروث سوشال": "ثمة حتى الآن الكثير من الموت والدمار، لكن ما زال هناك وقت لوقف هذه المذبحة والهجمات المقبلة المقررة".
ويعود آخر هجوم إسرائيلي على إيران إلى تشرين الأول/اكتوبر 2024، عندما نفذت الدولة العبرية ضربات جوية على أهداف عسكرية رداً على إطلاق حوالى 200 صاروخ إيراني على أراضيها.
"خطر اندلاع نزاع واسع"
وكانت إيران قد هددت الأربعاء، بضرب قواعد عسكرية أميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع بعد تعثر المفاوضات حول الملف النووي بين طهران وواشنطن. وكان من المقرر عقد جولة سادسة من المباحثات بينهما الأحد في مسقط، لكن إيران أعلنت أنها لن تشارك.
وبسبب التوتر في المنطقة، قامت واشنطن بخفض عدد موظفيها الدبلوماسيين في المنطقة ولا سيما في العراق إزاء "خطر اندلاع نزاع واسع". ودعت سفارات أميركية في الشرق الاوسط رعاياها إلى توخي الحذر.
وكانت طهران قد أعلنت أمس الخميس، أنها بصدد زيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب "بشكل كبير" مع بناء منشأة جديدة، رداً على اعتماد الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها على الصعيد النووي.