المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
الاثنين 27 تشرين الأول 2025 06:49:59
منذ اختياره امينا عاما للحزب بعد اغتيال الامين العام السابق حسن نصرالله، واظب نعيم قاسم على الظهور الاعلامي في مناسبات معينة وبخطابات مسجلة، لاثبات ملء الفراغ السياسي بقيادة الحزب، بعد اغتيال الامين العام السابق حسن نصر الله، ولاظهار استمرارية قيادة الحزب للداخل والخارج معا ، بالرغم من كل الضربات الاسرائيلية التي تعرَّض لها بعد حرب «الاسناد» من جهة، وللابقاء على موقع الامين العام وصورته الجاذبة، والمحركة لجمهور الحزب وناسه من جهة ثانية.
بداية إطلالات قاسم الإعلامية أمام الرأي العام كانت باهتة جدا، بصوت متهدِّج ولهجة باهتة وضعيفة، وعبارات مفككة، وتبريرات وهمية للنكبة التي حلت بالحزب، وانتهاج اسلوب المكابرة، وانكار الواقع الجديد بتصوير الهزيمة النكراء التي مُنِيَ بها سياسياً وعسكرياً بالانتصار المزيف، والهروب بسياسة الوعود والتهديدات .
تجاهل الامين العام الجديد مسؤولية الحزب، بالدخول في حرب «الاسناد» منفردا ومن جانب واحد،استجابة لاوامر وتعليمات النظام الايراني، وما تسبب به من استجرار اعتداءات اسرائيلية واسعة النطاق على لبنان، واحتلال اراضٍ لبنانية، كانت محررة من قبل وتحويل المناطق والقرى الجنوبية المواجهة للحدود ، الى ارض مهدمة ومحروقة، وتهجير مئات الآلاف من المواطنين الى خارجها ، ويحظر على سكانها العودة اليها حتى اشعار آخر .
حاول الامين العام الجديد للحزب حرف الانظار عن فشل الحزب ، وعجزه عن القيام بالتعويض عن تهدم منازل المواطنين، بتحميل الحكومة مسؤولية استمرار الاحتلال الاسرائيلي، واتهامها زوراً بتعطيل عملية اعادة الاعمار للمناطق والمنازل المهدمة،خلافا للواقع، وللتهرب من ملاحقة المتضررين له، بالرغم من معرفة الرأي العام باستحالة اطلاق عملية اعادة الاعمار ، مادام الحزب يتهرب من تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، ويحاول تعطيل قرارها بهذا الخصوص .
لم تكن ردود الفعل الاولية لدى جمهور الحزب ومؤيديه،على اطلالات الامين العام الجديد، مشجعة، وحتى مقبولة. ولم يعد سراً الشعور بامتعاض غالبية المؤيدين من هزالة المشهد وركاكة الخطاب السياسي، وقوبلت ببرودة لافتة، وانتقادات واسعة ظهرت علانية على وسائل التواصل الاجتماعي.
أكثر من ذلك، وما زاد الطين بلّة ظهور تناقض واضح بين موقف الامين العام للحزب والحزب نفسه، من اتفاق حركة «حماس» واسرائيل لإنهاء حرب غزّة، عندما انتقد قاسم الاتفاق ووصفه بانه يصب في مصلحة الولايات المتحدة واسرائيل، وبعدها بساعات معدودة، اصدر الحزب بيانا مغايرا، ايد فيه موقف «حماس» واعلن دعمه للحركة، ما اعتبره المراقبون بمثابة انقسام واضح وتباعد بين قاسم ومسؤولي الحزب، مازاد في التساؤلات والشكوك حول هشاشة وضعف موقع الامين العام بتركيبة الحزب الجديدة.
اطلالات قاسم الاعلامية على كثرتها، لم تُخرج جمهور الحزب ومؤيديه، من هول الصدمة باغتيال نصرالله، ولم تُقنع معظمهم بقدرة الاول على ملء الفراغ الحاصل بمنصب الامين العام،مع العجز المطلق بالرد على الاغتيالات والاعتداءات الاسرائيلية ضد عناصر الحزب ومواقعه، بل زادت الشعور اكثر بعمق الفراغ الحاصل.