إلى اللبنانيين... "بتموتوا" أو "بتعيشوا" لا تمسّوا بمصالحنا!

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":

يتحضّر لبنان لمؤتمر دعم إنساني دولي، في الذّكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، في 4 آب القادم. ولكن لا تعويل فعلياً ممكناً على هذا المؤتمر، طالما أن الفوضى اللبنانية هي التي تحكّمت بالمؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني في آب 2020، وبمؤتمر دعم الشعب اللبناني في كانون الأول 2020.

طريقة أخرى

فمؤتمرات الدّعم، بموازاة اشتداد الحصار المالي والإقتصادي، وغضّ النّظر الدولي عن ضرورة فَصْل الملف الإنساني عن الأزمة السياسية في لبنان، تهدّد كلّها بتحويل الملف اللبناني الى عامل استنزاف الى ما لا نهاية، وعلى كل المستويات.

فتقديم تعهّدات دولية بمساعدة الشعب اللبناني، بموازاة ازدياد نِسَب الفقر والجوع والمرض، وسط غياب أي نيّة بفصل "الإنسانيات" عن التصارُع الإقليمي - الدولي على الساحة اللبنانية، يجعلنا أمام عمل إنساني إستنزافي، فارغ المضمون، لا بدّ من استبداله بطريقة عمل أخرى.

لا مشكلة

دعا مصدر مُواكِب للملف اللبناني في الخارج الى "ضرورة قَوْل الأمور صراحةً، ووقف المُوارَبَة، وتوضيح أن أزمة لبنان الإنسانية هي على خطّ النار بين المجتمع الدولي وإيران".

وشرح في اتّصال بوكالة "أخبار اليوم" أن "لا مشكلة لدى المجتمع الدولي بعمل الفريق التابع لطهران في لبنان، وبالمكاسب السياسية والإقتصادية التي يمكنه أن يجنيها، شرط عَدَم تهديده المصالح الأجنبية فيه".

لن يُسمَح

وشدّد المصدر على أن "الأمور وصلت الى العقوبات، فبات اللبنانيون يموتون جوعاً، مقابل عَدَم تأثُّر البيئة التابعة لإيران، مثل باقي المكوّنات الشعبية اللبنانية، مهما زادت الأزمة".

وأضاف: "لا مشكلة لدى أي قوّة دولية، مهما زاد الفقر والجوع والحصار والأزمات الصحية في لبنان. فهُم لا يهتمّون بمساعدة الشعب اللبناني أصلاً، من خلال مؤتمرات الدّعم، بل يطعمونه حتى لا يموت فقط. ولكن لن يُسمَح للّبنانيين بأن يعيشوا كبشر".

عشر سنوات

ولفت المصدر الى أنه "بعد أحداث 7 أيار 2008، نتذكّر جيّداً كيف ترك المجتمع الدولي لبنان، رغم استعمال إيران سلاحها في الداخل اللبناني. وهذا السيناريو سيتكرّر، إذا تكرّرت تلك الأحداث مجدّداً. والجواب الدولي الذي سيسمعه اللبنانيون في تلك الحالة، هو أن دبّروا أموركم بأنفسكم، ولكن لا تمسّوا بالمصالح الأجنبيّة في بلدكم".

وتابع: "سواء جاع الشعب اللبناني، أو عاش، أو مات، المهمّ هو عَدَم المساس بالمصالح الأجنبية الموجودة في لبنان. ولا مشكلة دولية في التعامُل مع أي طرف داخلي، يضمن ذلك".

وختم: "يُمكن للحصار أن يستمرّ، بموازاة دولة لبنانية مُفكَّكَة، وانقطاع الأدوية، مدّة عشر سنوات، ولكن دون أن يموت الشعب اللبناني بكامله. فإماتته في شكل تامّ، تُبقي الصّراع الدولي - الإيراني وحيداً على الساحة اللبنانية، فيفشل في تحقيق أهدافه، في تلك الحالة. بينما المطلوب هو الإبقاء على طرف داخلي مُحاصَر، هو الشعب اللبناني، كحاجة للطرفَيْن الدولي والإيراني، توفّر العناصر اللازمة للصّراع والمواجهة بينهما. وبذلك، يتسارع تحقيق الأهداف، أو يسهل التلاعُب بها، من قبلهما، وبحسب الظّروف".