إيلي شويري وبعلبك واللقاء الأخير

بعد غياب رحل ذلك الصوت العذب الذي انساب للمرة الاخيرة من بين هياكل بعلبك في صيف العام ٢٠١٦ سائرا على طريق الحرير مع فرقة كركلا. 
كان ايلي شويري يومها وتحديدا أثناء التمارين على أدراج معبد باخوس وكأنه يدرك ان النهاية قد اقتربت والمشوار صار ع اخر.

 كان دائما يتطلع الى الفضاء ويسرح متأملا تلك الاعمدة الباسقة ويسترجع في ذاكرته اياما لن تعود وكبارا رحلوا. 
كان في ذلك اليوم الحار من صيف ال٢٠١٦ يتكئ تارة على عصاه وتارة كانت تساعده الفنانة الكبيرة هدى حداد لينزل تلك الادراج التي حفظها على مر السنين. 

وفي حديث مقتضب يومها عاد بنا الى يوم وقف للمرة الاولى على أدراج معبد جوبيتر امام الشحرورة صباح في دور البياع الذي يبيع دواليب الهوى في مسرحية دواليب الهوى للأخوين رحباني. ولم ينسى تصفيق الجمهور الذي استمر طويلا الأمر الذي فاجأ عاصي الرحباني كثيرا كما قال.

واسترجع لحظة تأثر شديد عاشها خلال مسرحية ناطورة المفاتيح في صيف العام ١٩٧٢ في بعلبك يوم لم يستطع الخروج من الكواليس الى الخشبة لشدة تأثره بصوت فيروز في احدى المقاطع ويقول:" انهمرت دموعي بطريقة غريبة واخذت معي دقائق لكي أستعيد السيطرة على نفسي وكنت ألعب يومها دور "ديك المي"الذي قتل من اجل سلة لوز.

ولم ينسى ايلي شويري المرة الاخيرة التي وقف فيها امام الكبيرة فيروز بين هيكلي جوبيتر وباخوس في صيف العام ٢٠٠٦ يوم اندلاع حرب تموز وبحسرة قال:"ما قدرنا نكملها وعلقت يومها بس رجعنا عملناها بالبيال بس متل بعلبك مافي."

عندها نادى احد المنظمين للاستاذ ايلي لكي يستعد للتمارين وكانت الساعة تقارب السادسة مساء اتكأ من جديد على عصاه وصدح صوته بموال قال فيه"مش هم لو راح من الدني كل الدني المهم يبقى بهالدني شي صوت من لبنان." 
بيار البايع