اتفاق بكين: تريّث خليجي يفرضه تصعيد ايران

 ألغت السعودية، الخميس، فتح سفارتها في العاصمة الإيرانية، طهران. وأفاد السفير الإيراني في الرياض علي رضا عنايتي في تصريح صحفي بأن السعودية أرجأت فتح سفاراتها في بلاده إلى موعد غير محدود، موضحا بأن السعوديين أبلغوا بلاده بانه سيتم فتح السفارة متى ما رأوا ذلك مناسبا.

وتأتي خطوة تأجيل فتح السفارة الإيرانية الذي كان مقررا هذا الشهر مع عودة التوترات الباردة "حتى الساعة"، بين الطرفين، سيما على خلفية ملكية حقل الدرة والجزر الثلاث، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فقد جددت الرياض في بيان مطالبة طهران بالتفاوض حول حصة الكويت من حقل الدرة النفطي الذي لا يزال محل خلاف بين الطرفين.

في الموازاة، أوقفت السعودية عمليات ترميم سفارتها في دمشق التي بدأت في آذار ٢٠٢٣. وسبق ذلك عدم تسمية الرياض سفيراً لها في دمشق، رغم تعيين سفراء جدد لها في عدد من الدول حول العالم، علما ان مصادر مقربة من النظام كانت حددت موعدا لتبادل افتتاح السفارات وتعيين دبلوماسيين، في مطلع حزيران 2023.

كل هذه المؤشرات، اذا ما تم عطفها على العجز عن تحقيق اي خرق ايجابي في ملفات اليمن والعراق والوجود الايراني في سوريا والازمة السياسية في لبنان والتي اتخذت ايضا شكلا "عسكريا" في عين الحلوة، تدل وفق المصادر، على ان اتفاق بكين بين طهران والمملكة، وكل ما أعقبه من تطبيع مع حلفاء ايران في المنطقة وعلى رأسهم النظام السوري، يبدو يخضع اليوم لاعادة درس في الرياض.

فقد تبين للخليجيين ان طهران التي وعدت بالتهدئة وتسهيل الحلول وايضا بتطبيق سياسة حسن الجوار، لم تف بوعودها، بل بادرت الى التصعيد وفي ملفات تمس مباشرة الامن الخليجي، كحقل الدرة، وواصلت استفزازها لهم عبر مناورات عسكرية بحرية.

اتفاق بكين يتعرض اذا لانتكاسات وضربات، اذا ما استمرت، قد تقضي عليه. فهل تدخل الصين، راعيته، على الخط لـ"صيانة" الاتفاق؟ وهل يمكن للاتصالات الاماراتية والكويتية مع ايران، في الايام المقبلة؟ وهل يمكن ان يؤدي اي تقارب جديد بين ايران والولايات المتحدة الى تهدئة في المنطقة بما يعيد ضخ الروح في الاتفاق؟