اجتماع طارئ في ريال مدريد لدراسة تهم الفساد التحكيمي الموجهة لبرشلونة

فيما يواجه برشلونة قضية فساد مالي، أعلن ريال مدريد حامل لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم ودوري أبطال أوروبا السبت، أنه دعا إلى اجتماع لمجلس إدارته الأحد، لمناقشة المحاولات المزعومة لمنافسه اللدود للتأثير على الحكام.

وكان الادعاء الإسباني تقدم بشكوى الجمعة ضد برشلونة واثنين من رؤسائه السابقين، بشأن مدفوعات مزعومة لشركة مملوكة لمسؤول تحكيمي كبير للتأثير على نتائج مباريات.

ويواجه برشلونة الذي نفى ارتكاب أي مخالفات عاصفة فساد مالي رياضي عرفت بفضيحة "نيغريرا"، وإن تأكدت كامل تفاصيلها فقد تؤثر على مسار الفريق الكاتالوني الشهير وسمعته وأدائه.

وقال ريال مدريد في بيان: إنّ رئيسه: "فلورنتينو بيريز سيعقد اجتماعًا لمجلس إدارته في الساعة 12 ظهرًا (11:00 بتوقيت غرينتش) الأحد "لاتخاذ قرار بشأن الإجراءات التي يراها ريال مدريد مناسبة في ما يتعلق بهذا الأمر". ولم يخض ريال مدريد في التفاصيل بشأن الإجراءات المحتملة.

من جهته، صرّح مسؤول كبير في برشلونة لوكالة "رويترز" الجمعة بأن النادي توقع شكوى الادعاء ووصفها بأنها "ليست أكثر من فرضية تحقيق أولية تمامًا".

وأضاف المسؤول أن النادي "سيتعاون بشكل كامل مع التحقيق بكل الوسائل الضرورية" و"يكرر أنهم لم يدفعوا أي مدفوعات لأي حكم ولم يحاولوا التأثير على قرارات أي حكم".

كيف بدأت فضيحة "نيغريرا"؟
تأسس نادي برشلونة عام 1899، ومر بفترات حالكة، لكن "البلوغرانا" ظل صامدًا، وحقق أعلى نسب الحصول على البطولات المحلية والأوروبية والدولية بأكثر من 90 لقبًا، وقيمة سوقية لا تقل عن 3,2 مليار دولار.

وفي عام 2003 تعاقد برشلونة في ظل رئاسة خوان لابورتا مع مكتب استشارات لدراسة القرارات التحكيمية من دون أن يتم الكشف عن اسم المكتب.

وبحسب تقرير لصحيفة "ألموندو"، فقد دفع النادي بين عامي 2016 و2018 نحو أكثر من مليون يورو لشركة محلية يملكها خوسيه ماريا إنريكيس نيغريرا، الذي كان يشغل في السنوات المذكورة منصب نائب رئيس لجنة الحكام الفنية في الاتحاد الإسباني لكرة القدم.

وقبل ثلاث سنوات، بدأت تحقيقات أمنية وقضائية بعد العثور على مخالفات ضريبية في شركة "نيغريرا"، ليفتح تحقيق علني بداية هذا العام حول تهرب ضريبي أدى إلى اكتشاف علاقة الشركة بالنادي وحجم الأموال المدفوعة.

وفي منتصف شهر فبراير/ شباط الماضي، أقرت إدارة نادي برشلونة باستفادتها من خدمات مكتب نيغريرا في إطار ما وصفته بـ"الممارسة العادية"، رغم تأكيدها على أنها لم يكن لديها نية لشراء الحكام أو دفع الرشى لهم، لتعلن الهيئات القضائية أنها ستستمع لكل رؤساء النادي الذين تعاقبوا على إدارته منذ عام 2003.

وفي سياق متصل، تداولت صحف إسبانية عدة تلقي شركة خوسيه ماريا مبلغًا يفوق نصف مليون يورو من إدارة برشلونة عام 2016، المبلغ نفسه بعد عام، وربع مليون عام 2018، لتقديم توجيهات فنية بشأن أية قرارات تحكيمية ظالمة في حق النادي الكاتالوني.

لكن وسائل إعلام إسبانية تساءلت عن إثارة هذه القضية، وربَطتها بسعي نادي برشلونة للانضمام إلى مشروع السوبر ليغ الأوروبي، والتخلص من اتفاقية رابطة الليغا التي تجبر أندية الليغا على التنازل عن نسب سنوية من حقوق البث التلفزيوني.

ما هي أسباب إثارة فضيحة "نيغريرا"؟
وفي هذا الإطار، يرى الصحافي الرياضي محمد مندور أن هذه الاتهامات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا جدًا بقضية دوري السوبر الأوروبي "السوبر ليغ" الذي يتبناه دائمًا برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس، مشيرًا إلى أن هذا الأخير تم معاقبته بشكل كبير من خلال خصم 15 نقطة منه في الدوري الإيطالي، كما أنه أصبح مهددًا بعدم الصعود في العام القادم.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من باريس، أن هناك ضغوطًا على برشلونة بسبب أمرين، الأول بسبب "السوبر ليغ"، والثاني يتعلق بقضية "السي في سي" (CVC)، وهي الشركة التي اشترت حقوق مشاهدات للدوري الإسباني من جميع الفرق باستثناء برشلونة وريال مدريد.

ويلفت إلى أن النادي الكاتالوني وقف كحائط صد ضد هذه الاتفاقية التي يتبناها مسؤولو رابطة الدوري الإسباني، الذين تحوم حولهم أيضًا بعض الشكوك والاتهامات بالفساد.

ويوضح الصحافي الرياضي أن هذه الاتهامات تأتي للضغط على برشلونة وإخضاعه وإنهاء كافة الأمور المعلقة سواء مع الرابطة الإسبانية أو مع الاتحاد الأوروبي.

يشير مندور إلى أن الكلمة العليا في هذه القضية هي في يد القضاء الإسباني الذي يحقق في الأمر، مشيرًا إلى أن هناك عدة أشخاص بينهم رؤساء أندية لبرشلونة يخضعون للتحقيق.

ويخلص الصحافي الرياضي محمد مندور إلى أنه في حال تم إقرار عقوبات على برشلونة، فستكون عقوبات مالية فقط لعدة أسباب، منها أن برشلونة لم يستفد فعليًا من هذا الأمر.