المصدر: النهار
الجمعة 2 أيار 2025 06:41:08
أنجزت كل الاستعدادات الإدارية واللوجستية والأمنية لانطلاق أولى جولات الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد من محافظة جبل لبنان في ما يعتبر ألمحك الأول للعهد والحكومة الجديدين في إنجاح استحقاق ديموقراطي تغييري ستبنى على نتائجه الرؤية المبدئية الأولى لمقاربة استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة بعد سنة تماما . ولكن اقتراب نهاية العد العكسي للانتخابات البلدية لم يحجب التطورات البارزة الاخرى في المشهد الداخلي اللبناني خصوصا لجهة رصد نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس اللبناني العماد جوزف عون لدولة الإمارات العربية المتحدة كما لجهة الاستحقاقات الداخلية الضاغطة بدءا من متابعة ما يمكن ان يفضي اليه الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للدفاع في عهد الرئيس عون اليوم والذي يمكن ان تتخذ فيه مقررات مهمة لجهة معالجة ملف احتكار الدولة للسلاح على جميع أراضيها.
ومع احياء لبنان امس عيد العمال حيا عون عمال لبنان وعاملاته ، معتبراً "ان ما يقدمونه اليوم من تضحيات سيكون له اثر كبير في بناء لبنان المستقبل" ، مؤكداً ان الدولة تضع نصب عينيها حماية حقوق العمال وتحسين ظروف عيشهم من خلال تنفيذ الإصلاحات الضرورية التي من شأنها اعادة عجلة الاقتصاد إلى الدوران وخلق فرص عمل جديدة للشباب اللبناني وتأمين شبكات الحماية الاجتماعية" .
ولكن فيما يتهيأ مجلس الوزراء لعقد جلسة بعد ظهر اليوم الجمعة في السرايا واجهت الحكومة في يوم عيد العمل تحديا اجتماعيا عندما قرر "تجمع العسكريين المتقاعدين" القيام بـ"عمليات إقفال وخنق للطرق العامة في لبنان" صباح اليوم الجمعة بين الساعة السابعة والتاسعة، "كتحرك اولي غاضب وسيتبعه بالتاكيد عمليات احتجاج تطال إقفال مؤسسات الدولة والمرافق الرئيسية ولن تتوقف حتى تحقيق المطالب". وقال في بيان: "تفاجأ العسكريون المتقاعدون وعائلات الشهداء والشهداء الأحياء بخلو جدول أعمال مجلس الوزراء المقرر بتاريخ ٢ أيار من اي بحث بموضوع رواتب العسكريين من خدمة فعلية ومتقاعدين رغم الاجحاف الكبير الذي يلحق بهم وعدم مساواتهم بنظرائهم باقي موظفي الدولة. ويلفت التجمع الى ان ادراج بند لاعطاء أموال لاحد صناديق موظفي القطاع العام دون غيره يزيد في الفوارق بين الموظفين ويغالي في الغبن والحرمان بين فئات الموظفين مما يخلق لا عدالة بينهم وهي الصفة التي يجب أن يتمتع بها اي حاكم".
اما في الجانب الميداني من الوضع في جنوب لبنان فعاد الوضع ينذر بتطورات تصعيدية اذ حصل خرق إسرائيلي جديد لاتفاق وقف النار، لمرتين . في المرة الأولى استهدفت مسيّرة إسرائيلية آلية "بيك أب" بين بلدتي ميس الجبل وبليدا . وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة أدت إلى سقوط ضحية لبناني وجرح سوريين اثنين.
ولاحقاً، استهدفت مسيَّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد عند ساحة بركة ميس الجبل.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله ان الجيش الإسرائيلي اغتال عنصرا آخر في "حزب الله" في غارة ثانية على جنوب لبنان .وأضافت: "هاجمنا للمرة الثانية جنوب لبنان لاستهداف عنصر من حزب الله"وذلك قبل ان يعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عنصرين من "حزب الله" في منطقة ميس الجبل بجنوب لبنان.
وفي السياق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن استشـهاد العنصر في الدفاع المدني اللبناني اسامة فرحات جراء الاستهداف الإسرائيلي الثاني في محيط بركة ميس الجبل.
وفي بيان لبلدية مدينة ميس الجبل، نعت البلدة "المتطوع في مديرية الدفاع المدني اللبناني الشهيد أسامة بهيج فرحات بعد استهدافه بغارة من طائرة مسيرة معادية عند ساحة بركة مدينة ميس الجبل ".
يأتي ذلك، غداة جولة الجنرالين الاميركيين في لجنة المراقبة لوقف النار فيما اعلن الرئيس جوزف عون في حديثه الى "النهار العربي" لجهة موضوع النقاط الخمس المحتلة من إسرائيل إنَّه من الناحية العسكرية هذه النقاط الخمس لا تشكل أي قيمة عملانية أو قيمة تكتيكية بالمفهوم العسكري، ولكن على إسرائيل أن تلتزم الاتفاق الذي وقعته. وفصّل عمليات الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، قائلاً إنه تم تنظيف 85% من المنطقة، ولكن المنطقة حرجية فيها أودية كثيرة وأشجار وغابات، ويحتاج الجيش إلى وقت وعديد لإنجاز مهمته، بينما الإمكانات القليلة والمحدودة من ناحية العديد والعتاد لا تسمح له أن ينهي عمله بسرعة. وأضاف: "على الإسرائيلي الانسحاب، ليصبح الجيش مسؤولاً كلياً عن ضبط الحدود".