ازدواجية في خطاب الحزب.. وجملة أسئلة من بيئته إليه!

 اعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "من يظن أن إلغاء سلاح حزب الله يُنهي المشكلة مخطئ لأن سلاحه جزء من قوة لبنان، والولايات المتحدة والكيان الصهيوني لا يريدان للبنان القوة ونحن لا يؤثّر فينا التهديد". وخاطب قاسم الولايات المتحدة وإسرائيل قائلاً: طبّقوا الاتفاق فلبنان طبّقه، وكل المناورات والضغوط هي استنزاف وتضييع للوقت، كما توجّه إلى الحكومة بالقول: عليكم أن تكونوا مسؤولين عن السيادة. اعملوا بطريقة صحيحة من أجل حمايتها. أنتم مسؤولون عن إعادة الإعمار، فقوموا بالإجراءات التنفيذية من أجل إعادة الإعمار. واذ شدد على ان "استقرار لبنان يتحقّق من خلال كفّ يد إسرائيل"، أكد قاسم أن "لبنان يجب أن يبقى سيداً حراً عزيزاً مستقلاً قوياً قادراً"، مشيرا الى أن "اسرائيل لا تريد تطبيق الاتفاق وإنهاء النزاع لأنها تريد ابتلاع لبنان وإلغاء وجوده".

في الموازاة، أكد عضو الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أن "هذه المقاومة ستبقى موجودة ومستمرة، تمارس دورها وحقها، وهذا الشعب الذي يتعرض لما يتعرض له، في ظلّ عجز الجيش والقوى الأخرى عن تقديم شيء على مستوى الدفاع، من حقه أن يدافع عن نفسه، وهذا أبسط حقوق البشر، ولا يحتاج إلى إذن من أحد، لا من حكومة، ولا من دولة، ولا من امم متحدة، ولا من مجلس أو أي جهة. فالله سبحانه وتعالى فطر البشرية على ان تدافع عن ذاتها ووجودها، وعندما يتعرض الوجود للخطر، يهبّ الجميع للدفاع عن الشعب والأرض والكرامة".

في خطاب قاسم والذي ألقاه الثلثاء الماضي في حفل إطلاق كتاب الغناء والموسيقى - بحوث للإمام الخامنئي، يبدو لافتا ان فكرة "المقاومة المسلحة" او خيار فتح الحزب حربا على اسرائيل، ليسا واردين، بل نحن نسمعه ينظّر على الدولة في كيفية حماية السيادة، علما ان حرب اسناده لحماس، استجلبت الاحتلال. كما نسمعه يحمّلها مسؤولية التحرير واعادة الاعمار... في المقابل، يتمسك عزالدين بحق الدفاع عن النفس ويتحدى الحكومة معلنا انه لا يحتاج اذنها او اذن احد لـ"يقاوم".

ثمة اذا ازدواجية واضحة في خطاب الحزب، تقول المصادر. فاذا كانت الدولة باتت المسؤولة في نظره، كما يعتبر قاسم، فليسلّم سلاحه اذا في خطوة تسعفها في معركتها للتحرير. اما اذا كان فعلا أعاد بناء ترسانته، ويصرّ على "المقاومة" كما يقول عزالدين، فليستخدم الترسانة التي لا ينفك يؤكد انه اعاد بناءها، للدفاع والتحرير.

والحال، تتابع المصادر، أن بيئة الحزب باتت تسأل "لماذا يكرر الحزب يوميا انه تعافى من الخسائر التي مني بها؟! وما وظيفة السلاح الذي أُعيد جمعه، اذا لم يردع المسيّرات ويحرر النقاط المحتلة ويمنع قصف مصالح وارزاق الناس التي باتت تُستهدف مباشرة من قبل اسرائيل وتكبّدهم خسائر بالملايين؟ هذه الاسئلة مشروعة وتحتاج اجابات شافية ومقنعة مِن الحزب. فليذهب للتحرير بسلاحه المُستعاد اذا، او فليكفّ عن "الضحك" على بيئته اولا، واللبنانيين ثانيا، تختم المصادر.