استجواب قاسٍ لماريان الحويك.. والدور آتٍ على يوسف الخليل

يبدو أن القاضية أود بوروسي لم تحصل، في جلسة التحقيق اليوم، على كل ما تريده من تفاصيل عمليات تبييض الأموال من ماريان الحويّك، المعروفة أنها اليد اليمنى لحاكم مصرف لبنان داخل المصرف المركزي.

فمساعدة الحاكم، كانت قد أكدّت للقضاء اللبناني مساء يوم الأربعاء 26 نيسان، أنها جاهزة للمثول أمام الوفود الأوروبية من دون أي تردّد أو "خوف". ولكن جميع المعطيات تؤكد سعيها خلال الأيام الماضية للتهرب من جلسات استجوابها.

حسابات الحويك الكثيرة
وفي الحقيقة، قرار مثولها أمام القاضية بوروسي، كان بظنها "فرصة" لإبعاد الشُبهات عنها، ومحاولة للتأكيد أمام القضائين اللبناني والأوروبي أنها "بريئة" من التُهم التي ستنسب إليها في شهر أيار المقبل، فهي ببساطة حسب ما نُقل عنها "لا تملك أي معطيات عن جرائم سلامة المالية" في لبنان وخارجه.

يمكن القول أنها أُجبرت على حضور جلستها، بعدما عجزت عن استعمال "الحُجة" الوحيدة المُتاحة أمامها، وهي "العذر الطبي"، فقد كان من الصعب إثبات تعرضها لوعكة صحية فجائية، كما فعل رجا سلامة. لذلك، لم تتمكن من إبراز التقرير الطبي نفسه الذي تمسّك به شقيق رياض سلامة للتهرب من القضاء الأوروبي.

داخل قصرالعدل، حُقق مع الحويك لأكثر من 5 ساعات متواصلة خلال يومين متتاليين، وطُرح عليها أكثر من 100 سؤال. ولم يتسرب الكثير من المعلومات من جلستي التحقيق مع الحويّك، إلا أن المؤكد منه، أن طبيعة الأسئلة تمحورت حول مطالبة القضاء الأوروبي بالحصول على تفاصيل دقيقة متعلقة بطبيعة عملها داخل المصرف المركزي، وبالصلاحيات التي تتمتع بها الحويك، والعديد من الأسئلة دارت حول حساباتها المالية المتوزعة على مصارف لبنانية عدة، وعن التحويلات المالية التي جرت داخل المصرف المركزي خلال العقود الماضية.

"الجميلة".. المرتبكة
وخلال الساعات الماضية، وفيما كان القضاء الأوروبي منهمك في مساءلة الحويك، كان لبنانيو قاعات قصر العدل، يغدقون عليها بعد وصولها إلى الطابق الخامس، وتحديداً إلى مقر مجلس شورى الدولة، أجمل العبارات في وصف جمالها! ومضمون الكلام "اللبناني" الذي تردد لساعات طويلة أن مساعدة سلامة هي حسناء الوجه، وجميلة الملامح. 

لكن بطبيعة الحال، ملامح الحويك الجميلة و"البريئة"، حسب بعض المتابعين لملف التحقيقات الأوروبية، لم تشفع لها أمام القاضية بوروسي. ووفقاً لمصدر قضائي لـ"المدن" فإن بوروسي حاولت "محاصرة" الحويك خلال الاستجواب عن طريق تكثيف الأسئلة خلال ساعات الجلسة، الأمر الذي أدى إلى إرباكها، وتلعثمها مرات عدة.

هذا ويضيف المصدر نفسه أن بوروسي نجحت في زعزعتها، ما أدى إلى خروجها عن موضوع الحديث عدة مرات، لتحاول من بعدها الإجابة بطرق ضبابية وغير واضحة، وهو أمر -حسب المصدر- سيساعد القضاء الفرنسي على إدانتها بعد التدقيق في إجاباتها. ووفقاً للمصدر نفسه فإنها وصلت إلى قاعة الاستجواب ممسكةً بعبوة صغيرة من الماء، فلم تتناول أي نوع من أنواع الحلويات أو تشرب القهوة خلال الاستراحة، كما فعل سلامة سابقاً.

تبديل المواعيد
ونظراً لأهمية المصرفي مروان خيرالدين في التحقيق الأوروبي، فإن الوفود الأوروبية استجوبت اليوم مادلين شاهين، بصفتها شاهدة، بالرغم من أن اسمها لم يذكر في الاستنابات القضائية السابقة التي وصلت إلى لبنان. وعلى ما يبدو أن قرار استجواب شاهين، المعروفة بأنها مساعدة خيرالدين في بنك الموارد، قد اتخذ خلال الأيام الماضية، أي بعد وصول الوفود الأوروبية إلى بيروت.

وتواجه الوفود الأوروبية حالة من التشتت، بعد تمنع رجا سلامة عن جلسة استجوابه. إذ كان من المفترض أن يستمع الوفد الألماني إلى رجا سلامة ويعود إلى بلاده بعد انتهاء الجلسة، على أن يبقى الوفد الفرنسي واللوكسمبورغي حتى السادس من أيار المقبل.

ووفقاً لمصدر قضائي رفيع لـ"المدن": "الوفد الألماني أجبر على تمديد زيارته في بيروت حتى انتهاء استجواب رجا سلامة". وهو الأمر الذي يؤكد إصرارهم على أهمية هذه الجلسة.

ونتيجة ذلك، تبدّلت مواعيد الجلسات خلال الأسبوع المقبل، وهي على الشكل التالي: يوم الثلاثاء حُددت جلسة الاستماع لوليد نقفور وسمير غلام. وستتزامن جلسة استجواب رجا أبو عسلي يوم الأربعاء مع الجلسة التي حددت لرجا سلامة، بالرغم من عدم تبليغه بها حتى الساعة. أما الخميس فسيستمع لندى مخلوف، والجمعة لوزير المالية يوسف الخليل، الذي لم يتبلغ أيضاً بعدما رفضت الأجهزة الأمنية تبليغه.

وأخيراً، وبالرغم من تأكيد القضاة على عدم تبليغ الخليل بجلسته الأسبوع المقبل، إلا أن مصادر "المدن" أشارت إلى أنه وافق على المثول أمام الوفد الأوروبي، ما يعني ربما أنه سيكون نتيجة تسوية بين رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، والسفيرة الأميركية، دوروثي شيا.