استنساخ صوت "العندليب".. يشعل أزمة فنية جديدة

تسببت تقنية الذكاء الاصطناعي في أزمة فنية جديدة، بعد أن تم استخدام صوت العندليب الراحل عبد الحليم حافظ في أغان للفنان عمرو دياب على يد استشاري تصميم، يدعى المهندس محمد شكري الخولي.

وفي التفاصيل، استخدم الخولي صوت الفنان الراحل عبد الحليم حافظ في مجموعة من أغاني المطرب عمرو دياب.

وعن ذلك، يقول الخولي إن المشروع غير رسمي تماما وهو قيد التجارب، موضحا، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الغرض من المشروع البحث العلمي والتطوير ومواكبة التطور العالمي، وأن استخدام صوت العندليب ليس إلا تجربة أولية مبدئية.

وأضاف أن جميع حقوق الفنانين كألحان وكلمات محفوظة لهم، مبرزا أيضا أن الصورة الخاصة بالعندليب تم صنعها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولا وجود لها في الواقع.

"تجربة فاشلة وفي غاية السوء"

في المقابل، أصدر محمد شبانة، نجل شقيق العندليب بيانًا على صفحته الخاصة في فيسبوك، قال فيه: "خلال الأيام الماضية جرت محاولات البعض لاستخدام صوت عمي عبد الحليم بتقنية الذكاء الاصطناعي وتركيبه على أغنيات حديثة، وكانت تجربة فاشلة وفي غاية السوء".

وتابع: "سنتخذ الإجراءات القانونية تجاه الفاعل، لأن ذلك يعد تشويها لتاريخ ورسالة عمي الفنان عبد الحليم حافظ، ومن ثم فأي شخص أو جهة أو شركة ستقوم بهذا الفعل ستتعرض للمساءلة القانونية، وسنتخذ حيالها كافة الإجراءات الرادعة".

وأردف قائلا: "صوت عبد الحليم ملك خالص لأسرته دون غيرها، وعلى الجميع توخي الحذر من تداول هذه المقاطع المسيئة، وإذا أرادت الأسرة استخدام هذه التقنية في يوم من الأيام فسيكون بأعلى درجة من الجودة والحرفية والتقنية لإمتاع عشاق العندليب الأسمر، وسيكون ذلك برضا عشاقه ومحبيه حال طلب ذلك منا، والله ولي التوفيق".

 

إجراءات قانونية.. وتنفيذ الفكرة وارد

وفي تصريح خاص لـ" سكاي نيوز عربية "، قال محمد شبانة: "سنتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد هذا الشخص، لأن الأمر مسيء للغاية وضد تاريخ عبد الحليم ورسالته الفنية، ولا يجوز لأحد العبث بصوته لأنه ملك أسرته فقط وليس لأحد".

وبسؤاله عن إمكانية موافقتهم على استخدام صوته بتقنية الذكاء الاصطناعي أجاب شبانة: "إذا وصلت هذه التقنية لأعلى مستوى من الجودة والاحترافية وطالبنا جمهور عبد الحليم بالتجربة وتأكدنا من الشكل النهائي للعمل، فمن الممكن أن نفكر في هذا الأمر".

 

إحياء للتراث الفني!

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها تقنية الذكاء الاصطناعي لاستنساخ رموز الفن، فسبق وقام الملحن عمرو مصطفى بالإعلان عن أغنية من ألحانه بصوت السيدة أم كلثوم، موضحًا أن هذا إحياء للتراث الفني.

غير أن الناقد والمؤرخ الموسيقي أشرف عبد الرحمن طالب في تصريحات سابقة لموقع "سكاي نيوز عربية" باتخاذ الإجراءات القانونية من نقابة المهن الموسيقية لوقف هذا التشويه، "لأنه يجب أن نترك العظماء الذين رحلوا عنا بأعمالهم الخالدة لتظل برونقها"، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر "نبشا في القبور".

وتطرق للحديث عن الحفلات التي استخدمت تقنية الهولوغرام والفرق بينها وبين استخدام الذكاء الاصطناعي في استحضار صوت أم كلثوم أو الفنانين بشكل عام، حيث أوضح أن التقنية تعتمد على الاستخدام الشكلي ولا يكون هناك تلاعب في الصوت أو الألحان أو الكلمات، إنما يكون تجسيد لفناني الزمن الجميل على المسرح.

وأشار إلى أن ذلك يعطي انطباعًا جيدًا لدى المتفرج: "أرى أنه لا مانع فيه، ويعد استخداما إيجابيا، لكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والتلاعب في الصوت يعد تشويها، الصوت والكلمات والألحان مفردات أساسية لا يجب التلاعب بها".