استنفار اسرائيلي بوجه صواريخ الجنوب.. هل من معادلة جديدة؟

كشفت مصادر عسكرية مقربة من الجيش الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية فرضت قواعد لعب جديدة مع لبنان، فبعد 7 سنوات من «بلع» القذائف التي يطلقها فلسطينيون بمساندة لبنانية من جنوب لبنان باتجاه البلدات الإسرائيلية وعدم الرد عليها، نفذت أربع عمليات قصف ضد المواقع التي أطلقت منها ثلاث قذائف فارغة، بحسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم.


وهدد وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، عومر بارليف، حكومة لبنان برد أقسى وقال: «إن كل ما يحدث في لبنان يتم بسيطرة كاملة من حزب الله، ونحن نحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عما يجري». وأضاف بارليف، خلال مقابلة مع قناة «كان 11» للتلفزيون الإسرائيلي العبري الرسمي: «أي هجوم ضدنا، سيقابل برد شديد... الجيش الإسرائيلي لديه قدرات كبيرة جداً وليس من صالحهم تغيير قواعد اللعبة أمامنا».


وكانت ثلاث قذائف أطلقت، في الأول من أمس، باتجاه إسرائيل. سقطت اثنتان منها في إسرائيل والثالثة في الأراضي اللبنانية. وكانت نتيجتها فارغة إذ أنها لم تحدث أي ضرر. لكنها نجحت في إدخال مئات المواطنين في الجليل إلى الملاجئ. وأوصل «حزب الله» رسالة مفادها أنه لا يعرف بهذه القذائف وليس مسؤولا عنها، وأكدت المخابرات الإسرائيلية صدق هذه الرسالة وقالت إن «عناصر فلسطينية أطلقتها من دون علم حزب الله»، واعتبرت ذلك «احتجاجا فلسطينيا على تأخير دفع المنحة القطرية لقطاع غزة»، ورغم ذلك راحت المدفعية الإسرائيلية تقصف الأراضي اللبنانية، على ثلاث دفعات خلال ساعتين. ثم قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بتنفيذ غارة جوية هي الأولى من نوعها منذ سبع سنوات.

 

وقال الناطق بلسان الجيش في تل أبيب، أمس، إن إسرائيل لا تنوي الحرب مع لبنان ولكنها في الوقت نفسه لن تسكت على قصف أراضيها. وسترد بشدة على أي قصف من الآن فصاعدا، حتى لو أدى ذلك للتدهور نحو حرب. وستفرض معايير مختلفة عن السابق، حيث «كنا نبلع بعض القذائف ولا نرد بحدة».


من جهة ثانية، صرح الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يدلين، أمس، بأن «دولة لبنان وحزب الله حصلا على إعفاء من رد إسرائيلي على إطلاق تنظيمات قذائف صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، في الأسابيع الأخيرة، وكذلك في القصف الأخير. وهذا غير صحيح». وأضاف يدلين، في مقابلة مع إذاعة 103FM، أن «حزب الله هو المسؤول في جنوب لبنان، وفي لبنان كله تقريبا.


وثمة سؤال صعب جدا هنا: «هل سنفرض على لبنان العقيدة نفسها التي نفرضها في غزة؟ فعندما يطلق الجهاد الإسلامي قذائف صاروخية، نقوم باستهداف حماس، لأننا نقول إن حماس المسؤولة.


وكانت هناك دولة في لبنان ولأسفي لم يقولوا لها إنها مسؤولة عن إطلاق قذائف صاروخية من أراضيها. وإذا قالوا فإنهم لم يتصرفوا على نحو يجعل حكومة لبنان وحزب الله يفهمان ذلك». وتساءل: «القذائف من لبنان لم تلحق ضررا هذه المرة. ولكن، ماذا كان سيحدث لو أن القذيفة الصاروخية التي استهدفت كريات شمونا، أصابت مركزا تجاريا بجوار حقل الأعشاب الذي سقطت فيه، وسقط لنا خمسة قتلى؟» وطالب يدلين بأن تكون الخطوة القادمة هي تحذير حزب الله والتوضيح له أن هناك الكثير الذي سيخسره، وتجديد الردع في جنوب لبنان.


وقال المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إن السؤال الذي يطرح في الجيش الإسرائيلي هو «إذا كان حزب الله الحاكم الحقيقي في جنوب لبنان، علم مسبقا بالتخطيط لإطلاق القذائف. وكان الادعاء السائد في الماضي أن أمورا كهذه لا تحدث في هذه المنطقة من دون موافقة، أو تلميح بالموافقة، من جانب حزب الله. وثمة إمكانية أخرى وهي أن الإطلاق المتكرر يعكس الفوضى المتزايدة في لبنان، إثر تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي». وأضاف أن «كلا التفسيرين المحتملين ليسا مشجعين بالنسبة لإسرائيل. فإذا سمح حزب الله بإطلاق القذائف الصاروخية، فهذا يعني أنه وراعيه الإيراني لم يعودا مرتدعين بشكل كبير من رد فعل إسرائيلي. وإذا لم يسمح، كما يميل الجيش الإسرائيلي إلى الاعتقاد الآن، فهذا يعني أنه قرب الحدود يتجول ناشطون مسلحون يفعلون ما يشاءون ولا أحد يلجمهم. وهذه وصفة للتصعيد، في جبهة حساسة وغير مستقرة».