اعادة افتتاح أسواق "وسط بيروت" يعيد الى المدينة نبضها.. واهتمام واضح من المستثمرين

مجدداً تنفض مدينة بيروت عنها غبار الأزمات التي أنهكت كاهلها من أزمة إقتصادية خانقة كان أثرها الأكبر على "أسواق بيروت.

ففي الأسبوع الماضي شهد قلب العاصمة حدثاً هاماً تمثل في حفل إعادة إطلاق "أسواق بيروت"، الواجهة الاقتصادية الأهم في بيروت، وذلك برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون وحضور سياسي وديبلوماسي واقتصادي وفني وإعلامي كبير.

تخلل الحفل الذي احتضنته أروقة "أسواق بيروت" لحظة مهمة تمثلت في دعوة رئيس مجلس الوزراء نوّاف سلام واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون ورئيس مجلس إدارة سوليدير ناصر الشمّاع ومدير عام سوليدير زياد أبو جمرة ومدير عام أسواق بيروت أديب النقيب إلى المنصة الرئيسية حيث قاموا بالضغط على زر الإطلاق إيذاناً بعودة الحياة إلى كل المحلات التجارية والشركاء الاستراتيجيين الذين استثمروا لسنوات طويلة في "أسواق بيروت" لتكون مكاناً يجمع متعة التسوق وواجهة سياحية هامة تتميز بالاستقبال الرائع وكرم الضيافة اللبناني الشهير.

سلام : عودة النبض الى وسط بيروت

رئيس مجلس الوزراء الدكتور نوّاف سلام اعتبر "أن افتتاح أسواق بيروت يتجاوز المناسبة التجارية إلى حدثٍ يحمل دلالاتٍ وطنيةً وثقافيةً عميقة، "فإعادة الحياة الى أسواق بيروت ليست مجرّد عودةٍ إلى النشاط الاقتصادي، بل هي استعادةٌ لنبض العاصمة، ولروحها التي قاومت عبر العقود كلّ الصعاب وانتصرت. لقد عرفت هذه الأسواق، كما وسط بيروت كلّه، الكثير من المحن. كانت ساحةً للحرب، ثم رمزًا لنهضة ما بعد الحرب، قبل أن تصيبها مجددًا الأزمات والتحديات التي مرّ بها لبنان. واليوم، حين نراها تنبض بالحياة من جديد، نقرأ فيها قدرة بيروت على النهوض، وعلى تحويل الصعاب إلى طاقةٍ للتجدّد، وسط بيروت ليس فقط قلب العاصمة، بل هو مرآة الوطن. كلّما ازدهر عمرانًا وثقافةً واقتصادًا، ازدهر لبنان معه. وكلّما خفتت حركته، تراجع معه نبض البلاد".

النقيب : أفتتاح الاسواق خطوة محورية

وبالمناسبة التقت "ألديار" مدير عام أسواق بيروت السيد أديب النقيب حول أهمية إفتتاح أسواق وسط بيروت وتداعياته ألأيجابية على الاقتصاد بشكل عام والمحال والاستثمارات الجديدة والحركة في الأسواق والأسعار والاستعدادات لموسم الأعياد...وكان الحوار الاتي :

ما أهمية افتتاح أسواق بيروت وتداعياته على اقتصاد مدينة بيروت وعلى الاقتصاد اللبناني بشكل عام؟

يقول النقيب: "اعادة افتتاح أسواق بيروت تشكّل خطوة محورية في مسار استعادة الحركة الاقتصادية للعاصمة، فهي تعيد الحياة إلى وسط بيروت التجاري الذي لطالما كان القلب النابض للنشاط الاقتصادي والسياحي في لبنان. هذا الافتتاح يعيد الثقة، ويخلق فرص عمل جديدة وينشّط الدورة الاقتصادية ، من خلال دعم التجارة، السياحة، والضيافة، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني ويساهم في العجلة الاقتصادية ككل".

*هل هناك محال ومؤسسات وعلامات تجارية جديدة وكم تبلغ نسبتها وما هي أبرزها؟

-"لفت النقيب إلى ان أسواق بيروت تحتضن اليوم حوالي 150 علامة تجارية من مختلف القطاعات. "وقد شهدنا عودة وافتتاح علامات عديدة كان آخرها زارا بحلّته الجديدة والمميزة، إلى جانب زارا كافيه الذي سيفتتح أبوابه في أواخر الشهر الجاري. كما أن هناك عدداً من المتاجر والمقاهي الجديدة قيد التحضير للانطلاق خلال الأشهر المقبلة، ما يعكس ثقة متزايدة بالسوق وبالموقع كوجهة رئيسية في العاصمة".

وأكد النقيب "قد حرصنا على دعم العلامات اللبنانية الشابة لتكون حاضرة بقوة إلى جانب الأسماء العالمية الحصرية. حيث نرى مزيجاً غنياً يجمع بين الموضة، المطاعم،اماكن الترفيه والتسلية، والمقاهي الحديثة، ما يعكس تنوّع اسواق بيروت وفرادتها".

*هل تتوقعون استثمارات جديدة في المستقبل؟

يكشف النقيب "هناك اهتمام واضح من مستثمرين محليين وعرب وأجانب، ونتلقى بشكل متواصل استفسارات حول فرص الاستثمار في المرحلة المقبلة"، لافتاً أن النجاح الذي رافق الافتتاح الأخير أعاد الثقة إلى الوسط التجاري وإلى قدرة بيروت على النهوض، وهذا يشجع على استقطاب المزيد من الاستثمارات في جميع القطاعات".

*كيف تصفون الحركة في الأسواق وهل هناك إقبال وهل هناك سياح أم تقتصر الحركة على اللبنانيين؟

يقول النقيب: "الحركة اليوم مشجّعة جداً، ونلاحظ تزايداً في عدد الزوار يوماً بعد يوم. الإقبال لا يقتصر على اللبنانيين فقط، بل هناك أيضاً حضور لافت للسياح العرب والأجانب الذين يزورون بيروت ويحرصون على زيارة الأسواق كوجهة أساسية متكاملة تجمع التسوق والترفيه والمقاهي والمطاعم، وقد لمسنا فرح الناس واندفاعهم للعودة إلى شوارع الأسواق، كما لمسنا حماس أصحاب المحال الذين بذلوا جهودًا كبيرة لاستعادة نشاطهم وحققوا مبيعات فاقت التوقعات خلال الايام الاولى للإفتتاح".

*ماذا عن الأسعار هل هي في متناول الجميع أم تناسب طبقة معينة؟

يوضح النقيب "أن الأسواق تضم مجموعة واسعة من العلامات التجارية تناسب حميع الطبقات، ما يجعلها وجهة مناسبة لمختلف الميزانيات، "نحن نحرص على أن تكون تجربة التسوق متوازنة ومريحة، بحيث يجد كل زائر ما يناسبه من خيارات في مختلف الفئات والأسعار، بالاضافة الى اقامة نشاطات وفعاليات ترفيهية مجانية".

*هل هناك نشاطات او عروض لتشجيع الرواد كي يقصدوا الأسواق؟ ما هي استعداداتكم لموسم الأعياد؟

يلفت" النقيب إلى أن هناك برنامجا متكاملا من الفعاليات والعروض الترويجية يمتد على مدار السنة، يشمل نشاطات ترفيهية وفنية وثقافية ، بالإضافة إلى حملات تسويقية وعروض خاصة للزوار بهدف جعل تجربة التسوق أكثر متعة وجذبًا لكل الفئات، ومع اقتراب موسم الأعياد، نستعدّ بإضافة فعاليات احتفالية وزينة مميزة، تتضمن نشاطات عائلية، عروضا موسيقية إلى جانب مفاجآت تسويقية، لتجعل أسواق بيروت وجهة نابضة بالحياة تجمع بين التسوق والترفيه والأجواء الاحتفالية".

*ما هي رسالتكم إلى المسؤولين واللبنانيين والسياح والمستثمرين؟

هنا يقول النقيب: رسالتنا أن أسواق بيروت عادت لتبقى، كرمز للحياة والصمود، ومكان يجمع كل اللبنانيين والسياح من كل مكان وأن بيروت قادرة دائماً على النهوض مهما كانت الصعوبات. المطلوب من الدولة أن تؤمن بيئة مستقرة وداعمة للاستثمار، ومن اللبنانيين أن يستعيدوا ثقتهم ببلدهم ويزوروا قلب عاصمتهم. أما للمستثمرين والسياح فنقول إن بيروت ما زالت مدينة الحياة والانفتاح وستبقى وجهة مميزة في المنطقة تجمع بين الأصالة والتجدد وما زالت قادرة على احتضان الفرص، وإن الثقة بها تعني الاستثمار في مستقبل أفضل".