"الأخوان سوبر ماريو": ما يمكن توقعه من فيلم مستوحى من لعبة

في عام 1993 كانت النسخة السينمائية المؤنسنة من لعبة نينتندو الشهيرة "الأخوان سوبر ماريو" Super Mario Bros فوضوية بشدة لدرجة أنها دفعت الشركة العملاقة في صناعة ألعاب الفيديو إلى تجنب السينما لفترة طويلة حتى عام 2019 عندما أطلق فيلم "المحقق بيكاتشو" Detective Pikachu، وبدلاً من شخصية السباك الإيطالي النشيط صاحب الشارب الكثيف المميز الذي يتقافز على الأسطح وعبر أنابيب الصرف الصحي كان لدينا بوب هاسكينز المكتئب المحاصر فيما بدا وكأنه تجهيزات متعفنة لنسخة مسرحية غنائية من فيلم الخيال العملي "بليد رانر" Blade Runner تنتجها "برودواي".

على كل حال لم يكن من الممكن وصف الفيلم بأنه متوقع على أقل تقدير، أما "فيلم الأخوين سوبر ماريو" الجديد فهو نسخة رسوم متحركة تنتجها شركة "إلومينيشن" (المعروفة بابتكارها شخصيات الـ ’مينيون‘ Minion)، فهو لا يزيد ولا ينقص عما يمكن أن تتوقعه في فيلم "ماريو".

تتضح الجودة المتوسطة بارتياح للعمل في أبرز صورها في اختيار الممثل كريس برات، الوجه الحالي لأفلام البطولة عديمة الهوية وسهلة التسويق، لأداء دور البطولة صوتياً، ويجب القول إن برات قادر تماماً على الأداء المبالغ فيه الذي تحتاجه شخصية ماريو بعدما قدم بأناقة مماثلة أداء صوتياً يتميز بحماسة جرو صغير في فيملي "فيلم ليغو" The Lego Movie و"حراس المجرة" Guardians of the Galaxy، لكن برات الذي يظهر في هذا الفيلم هو نوع من الأبطال الصادقين بطريقة لا طعم لها ويتم توظيفهم في العمل ويقولون عبارات من قبيل "هيا ننطلق" و "مامّا ميا" مدفوعة بضغط العقد الإنتاجي بينما لا تحمل أية نفحة من اللكنة الإيطالية.

ماريو الذي نراه هنا هو صاحب مشروع حزين لا يؤمن والده "بحلمه المجنون" بإدارة شركة سباكة مستقلة في بروكلين، كما أنه يشعر بالذنب لأنه يجر معه شقيقة لويجي (أداه صوتياً تشارلي داي الذي قدم أداء مضحكاً أيضاً في "فيلم ليغو"، لكن حضوره ضائع هنا)، وعندما يبتلعهما أنبوب صرف صحي سحري الذي يقذفهما في وسط "مملكة الفطر"  السحرية، يتعاون ماريو مع "بيتش" التي نصّبت نفسها أميرة (تؤديها أنيا تايلر جوي) و"تود" صاحب الصوت الشبيه بالزعيق (يؤديه كيغان مايكل كي) من أجل إنقاذ لويجي من براثن "باوزر" الشرير (يؤديه جاك بلاك).

ربما قامت منظومة حسابية بكتابة بقية الفيلم، وخضع قالب "فتاة في محنة" التقليدي المرسوم لشخصية بيتش لتغيير واضح في الهوية الجندرية.

أما ماريو فيمر بلحظة هزيمة مفترضة عندما يتذكر حب أخيه فيهرع مرة أخرى إلى المعركة، في مشهد يبدو أنه يناسب أفلام الأبطال الخارقين أكثر من عمل عن سباكين.

ويترافق الفيلم برمته بتوزيعات موسيقية تستحق الثناء أجراها الملحن برايان تايلر على اللحن الأصلي للعبة التي ابتكرها كوجي كوندو، لكن هناك أيضاً الإشارات الموسيقية الأكثر بديهية التي يمكن تخيلها، وكان من المفترض أن يتم حظر استخدام أغنية "صمود بطل" Holding Out for a Hero لبوني تايلر بعدما استعملت في الجزء الثاني من سلسلة أفلام "شرك" Shrek 2، لكن ها نحن نسمعها هنا مرة أخرى.

ومع ذلك يحسب للفيلم أنه بالتأكيد ليس مملاً وجاداً أكثر من اللازم كما توحي الحبكة الأساسية للسيناريو الذي كتبه ماثيو فوغل، وتم تقديم الإيماءات العديدة التي تتميز بها شخصية ماريو بشكل ساحر مثل قوله كوبا، غومبا، يوشي و أوه ماي!

وهناك بعض تسلسلات المشاهد المنفذة بطريقة جميلة، بما في ذلك تسلسل مستوحى من فيلم "ماد ماكس: طريق الغضب" Mad Max: Fury Road تم تطبيقه على لعبة "ماريو كارت" Mario Kart الشهيرة.

ومن الصعب أن نطلب كثيراً من فيلم مستمد من "الأخوين ماريو" عندما تكون مادة المصدر معروفة تاريخياً بأنها تفتقد إلى الحبكة، لكن ألا ينبغي أن يسمح لنا بالمطالبة بأكثر من عمل يصلح للمشاهدة فقط؟

إخراج: آرون هورفاث ومايكل جيلينك.

بطولة: كريس برات، أنيا تايلر جوي، تشارلي داي، جاك بلاك، كيغان مايكل كي، سيث روغن.

التصنيف الرقابي: ينصح بوجود الأهل.

المدة: 132دقيقة.

بدأ عرض فيلم "الأخوين سوبر ماريو" في صالات السينما في الخامس من أبريل (نيسان).