الأسباب الخفية للبواخر الإيرانية

في عهد الرئيس محمود احمدي نجاد توسع الحرس الثوري الايراني كثيرا، واطلق العنان لـ "فيلق القدس" فبدأت التحضيرات في العراق لما عرف في ما بعد بـ "الحشد الشعبي" وفي افغانستان تم تأسيس "لواء فاطميون" الذي قاتل في ما بعد في سوريا لصالح النظام وعرف بالميليشيات الافغانية، اما في لبنان فقد ارتفعت ميزانية حزب الله كثيرا وكُلّف بالتمدد داخل البيئات الخليجية خصوصا في البحرين.

اخذت ايران على عاتقها تمويل تلك المجموعات التي تقدر تقارير غربية عدد مقاتليها بـ 125 الف مقاتل، ومع تزايد العقوبات على ايران وانخفاض مخزونها من العملات الصعبة لجأت ايران الى الحيلة لتمويل اجنحتها العسكرية.

تبيع ايران دولة العراق كهرباء وتتقاضى ثمنه بالدينار العراقي، ومع ازدياد الحصار الاقتصادي والعقوبات الاميركية على ايران اضطرت الاخيرة الى تجيير ثمن الكهرباء الى الحشد الشعبي العراقي، ومع وصول ملايين الدنانير الى يدهم تمكن الحشد الشعبي من تحصين نفسه وزيادة عدد مقاتليه.

اما بعد الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، فتحاول ايران بعد ان قطعت او خفّضت تمويلها لحزب الله لسنوات ان تعيد ضخ الاموال في مؤسسات الحزب علما ان بطاقة "سجاد" التي تفاخر الحزب بتوزيعها على مناصريه لم تصل الى اكثر من 10 بالمئة من العائلات الشيعية اللبنانية، ايران اليوم ترسل بواخر النفط كي يتمكّن حزب الله من الاستمرار بتمويل قواعده ودفع رواتبه تماما كما حصل مع ميليشيات الحشد الشعبي.

اذا كانت العقوبات قد فرضت على ايران الإمساك اكثر واكثر بالعملات الصعبة، غير انها قادرة على الاستمرار بتمويل ميليشياتها بالنفط المحظر عليها بيعه دوليا. وخبراء مطلعون يؤكدون عن وجود "قطبة" مخفية بين العقد الموقّع بين لبنان والعراق لاستيراد النفط العراقي لمصلحة لبنان والجهود التي يبذلها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي للحد من قوة الحشد الشعبي العراقي.

بالخلاصة لبنان اليوم يُعرّض نفسه للمزيد من العزلة الدولية بسبب خرقه لقانون قيصر والتعامل التجاري مع سوريا، من الطبيعي ان يبحث الانسان عن كل اسباب للبقاء على قيد الحياة خصوصا سياسيا، لكن تهديد مصير شعب بأكمله خدمة لمحور معين يطرح اكثر من محاولة استفهام.