الازمة تعصف بالسينما اللبنانية... الخسائر بالملايين والسلطات الرسميّة غائبة

تعصف رياح الازمات بكافة القطاعات الحيوية والتي تعتبر من ركائز الحركة الاقتصادية في لبنان. ولعلّ قطاع السينما وتوزيع الافلام من القطاعات الاكثر تضررًا نتيجة الازمة السياسية واندلاع الثورة في 17 تشرين، والصحية المتمثلة بانتشار جائحة كورونا والاقفال العام، ومن ثم الاقتصادية التي وصفها البنك الدولي بالأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر.

إذًا فالارباك الذي يعاني منه هذا القطاع نتيجته بالدرجة الاولى التشنجات السياسية والازمات التي تتوالى بشكل سريع ودون سيطرة، في ظل لامبالاة من السلطة وغياب اي حلول او خطط اقتصادية وتناحر فرقاء السلطة غير مباليين الى الدرك الذي وصل اليه البلد وقطاعاته الحيوية الضرورية في الحركة الاقتصادية.

في هذا السياق، أكد أيزاك فهد المدير الإقليمي للتسويق والمبيعات لمجموعة شركة سليم رميا وشركاه و"غراند سينماز Grand Cinemas" في حديث لـ Kataeb.org، ان الازمة الاقتصادية ارخت بثقلها على الشعب اللبناني الامر الذي أثّر على الاقبال على دور السينما، مشيرًا الى ان سببًا آخر يضاف الى تراجع الاقبال وهو مزاج الجمهور الذي يتأثّر بشكل كبير بالازمات السياسية والامنية المتتالية، اضافةً الى التراشق السياسي والخوف من التطورات والاحداث التي لا تطمئن، لكن هذا الوضع يخرقه في بعض الاحيان اقبال في عطلة نهاية الاسبوع في حال كان الوضع هادئًا.

واشار الى ان سعر التذاكر ليس سببًا رئيسيًا لضعف الاقبال إذ ان السعر الذي وصل الى 75 الف ليرة لا يزال مقبولا مقارنةً  مع سعر صرف الدولار في السوق الموازية والتجربة التي يعيشها الجمهور داخل صالات العرض.

ولفت الى ان ارتفاع سعر صفيحة البنزين والتقنين بتوزيعه يعد عاملا اضافيا لانخفاض الاقبال اذ ان اللبناني بات يفضل مثلا استهلاك البنزين لاصطحاب اولاده الى المدرسة بدلا من الذهاب الى السينما.

واشار الى ان الخسائر كبيرة وبالملايين بلغت نحو 85 الى 90% مقارنة مع العام 2019 قبل الاقفال العام بسبب انتشار كورونا، مشددًا على عدم وجود اي حلول وخطط من السلطات الرسمية الغائبة اساسًا عن المشهد وغير قادرة على اتخاذ القرارات.

وأكد فهد ان قطاع السينما لم ينتهِ ولن ينتهي يوما لانه يعتبر متنفسًا يبعد الجمهور أو المشاهد من خلاله عن الواقع، فهو تعرض للكثير من النكسات على مر السنوات ولم ينته إنما خفّ الاقبال عليه، مضيفًا:" البلد وقطاعاتها كلّها تمر بمرحلة "الغور" وسيتبعها مرحلة "الفور".

أما بموضوع انتاج الافلام السينما، فأكد فهد انه تراجع أيضًا، إلا أنه يمكن انتشاله عبر إشراك القطاع الخاص من خلال انشاء صندوق تمويل مشترك بين كبار المنتجين والكتّاب والمخرجين، إضافة الى العديد من رجال الاعمال من خارج هذه الصناعة والقطاع لدعم صانعي الافلام المحلية.

واشار الى ان الذهاب الى السينما بات محصورًا بفئة معيّنة من اللبنانيين الذين يُعتبر مدخولهم عالٍ نسبيًا او هؤلاء الذين يتقاضون بالدولار.

وردًا على سؤال،عما اذا كان هناك من مساعدات خارجية، نفى ان يكون هناك مساعدات من هذا النوع، مشيرًا الى ان الجهات الخارجية لا تبالي بمساعدة قطاع السينما في لبنان لانه ترفيهيّ إنما تساعد من هم بحاجة الى طبابة واستشفاء وطعام اي الاساسيات، أما المعنيون بالسينما في الخارج فلا يبالون ايضًا بالمساعدة لان السوق اللبناني صغير بالنسبة للاسواق الاجنبية خصوصًا بعدما تراجع عالميًا.