الانتخابات جنوبًا.. تنافس على إعادة الاعمار ولملمة الجراح!

على مسافة أيام من آخر جولة من الانتخابات البلدية والاختيارية المقرر إجراؤها السبت المقبل في محافظة لبنان الجنوبي، وفي ظلّ الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الجنوب، تكثر التساؤلات حول كيفية إتمام هذا الاستحقاق بسلاسة وهدوء، خاصة وان المعلومات الصحافية المتوافرة حتى اليوم تشير إلى ان لجنة مراقبة وقف النار لم توفر ضمانات بعدم تعرُّض الناخبين في القرى الملاصقة لقرى الحافة لاستهدافات، سواء في المراكز القريبة أو البعيدة..

وعلى رغم فوز عدد كبير من البلديات بالتزكية، يبقى السؤال حول تلك التي ستشهد معارك انتخابية، وأين سيقترع الجنوبيون الذين دمرت منازلهم؟ وهل من حماية للنواب الذين سيقترعون؟ هل من لوائح خارج الثنائي الشيعي أو للتغييرين؟ هل من اجراءات أمنية استثتائية في الجولة الاخيرة من الانتخابات البلدية؟

النائب فراس حمدان يؤكد لـ"المركزية" ان "وضع الانتخابات البلدية في الجنوب معقد نتيجة الدمار وتمزق النسيج الاجتماعي والخسائر البشرية التي تكبّدها، وبالتالي لا ترتدي الانتخابات طابعًا سياسيًا حادًا"، مشيرًا الى ان "نتيجة الاوضاع الأمنية، لن تُجرى الانتخابات في المناطق الحدودية المنكوبة إنما سيتم فتح مراكز اقتراع في القرى والبلدات المجاورة".

ويعتبر حمدان ان "الانتخابات البلدية في محافظة النبطية مختلفة عن كل لبنان، ومختلفة أيضًا عن صيدا وجزين، نتيجة الحرب والدمار الذي عانت منه على مدى سنة ونصف، وما زالت تلملم جراحها، وبالتالي هي بعيدة عن التحدي والشحن والاختلاف السياسي. بالطبع لا يخلو الأمر من بعض المعارك او التنافس في النبطية وأنصار وحولا وبعض القرى الأخرى، لكن ليس في إطار التحدي السياسي او معركة انتخابية مع أو ضد "حزب الله بل تنافس على كيفية إعادة الإعمار ولملمة الجراح والخروج من الوضع القائم والمدمر والصعب جدا".

ويرى ان "لا يمكن إجراء مقارنة انتخابات النبطية مع جبل لبنان او بيروت او الشمال، لأنها ليست صراعا سياسيا بين أحزاب سياسية بل هناك مجتمع منكوب بأسره، ما زال يدفن ضحاياه ويلملم جراحه ويرمم منازله، ويفكر في كيفية العودة، حتى ان البعض منهم لم يعد الى قراه بعد، او لا إمكانية للعودة. مشاكلنا على مستوى مختلف"، مؤكدا ان التنافس له اعتبارات عائلية، وحتى الثنائي -الشيعي يتعاطى مع الموضوع ببعد عائلي".

ولا ينفي حمدان وجود معارك انتخابية لكنها ليست ذات طابع سياسي او تغييري او غيره. ويقول: "لم نخض معركة سياسية في وجه او ضد طرف سياسي، بل عائلات تخوض معاركها، لكنها لا تحمل شعار التغيير، ليس خوفا او عدم قدرة بل شعور بالمسؤولية من قبل الشباب الذي يحمل لواء التغيير بأن المعارك الدونكيشوتية اليوم على موضوع البلديات في قرى مدمرة ومجتمع منكوب ليست صحية.

وعن تأمين الحماية للنواب الذين سيقترعون، يجيب: "حالهم حال كل المواطنين، ليس من إجراءات استثنائية للنواب او غيرهم. خلال الحرب كنت اتوجه الى الجنوب واتواجد بين الناس، والتهديد الذي يتعرض له الاهالي جزء من التهديد الذي نتعرض له نحن أيضًا".

وعن الضمانات ازاء الاعتداءات الاسرئيلية، يعتبر ان "لا أحد يمكن ان يضمن أي شيء، والاعتداءات قد تطال الجنوب كما غيره من المناطق".