البعثات الانقاذية عادت من مهماتها... الابطال يروون تجربتهم

بعد عودة البعثة اللبنانية من مهمات الانقاذ في تركيا وسوريا اثر الزلزال المدمر، أعلن الامين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتّانة ان "الفرق اللبنانية كانت على جهوزية وكان لديها خبرة في التعاطي بسبب التجارب التي حصلت في لبنان، وعلى الرغم من ذلك قمنا بتحديد نقاط القوّة والضعف بعد عمليات الاغاثة".

وقال في حديث لبرنامج "نهاركم سعيد" للـLBCI "عندما نصل الى البلد، هم يوجهوننا الى المواقع التي يجب ان نتوجه اليها، وعلينا ان نسير بحسب قوانيهم ودستورهم، بالرغم من اننا اردنا التواجد في أماكن الضحايا اللبنانيين، ولكن رغم ذلك حاولنا التواصل لذلك".

وكشف ان "اليوم هناك مواكب لبنانية لدينا ذاهبة لسوريا لايصال هبات ايطالية". وأكد ان الصليب الاحمر اللبناني "يعمل على تجهيزات أكبر وخطط احترازية لسنوات مقبلة." واعتبر ان السفير التركي هو أكثر من تابع وتواصل معنا.

وأكد أن "الهلال الاحمر التركي هو من طلب الاغاثة من لبنان، وعملنا على ارسال فريق، ولكننا أبقَينا عددًا منقذًا في لبنان في حال حصل اي شيء". وقال "نقوم بممرٍ آمن من لبنان الى سوريا من اجل ارسال الهبات الى الهلال الاحمر السوري". وشدّد على ان أهمية أن يُحضّر كل شخص نفسه، وأن يكشف على المبنى الذي يقطنه، من أجل سلامته وسلامة أفراد عائلته.

وأوضح رئيس قسم التدريب في الدفاع المدني نبيل صالحاني أن الدفاع المدني اللبناني قام بتدريبات متخصصة بازالة الركام خلال الانهيارات تحت ايدي افضل المدربين الفرنسيين. وذكّر بالتجارب السابقة للدفاع المدني خلال مرفأ بيروت، وحرب تموز.

واضاف خلال "نهاركم سعيد" أن اختيار العناصر كان بحسب الاختصاص لدى البعض. والكثير من العناصر حزنوا لانه لم يتم اختيارهم للذهاب الى سوريا وتركيا، وهذا يظهر الاندفاع الموجود في نفوس العناصر للمساعدة والانقاذ، وهو أمر فعلاً لا يمكن ان يوصف بأي كارثة رغم اللوجستيات الضعيفة لدينا. وهم عرّضوا انفسهم للخطر ودفعوا الأموال من جيبهم، لأن الانسانية لديهم تفوق أي أمر آخر.

وشدد صالحاني على أن معدات الدفاع المدني اللبناني غير كافية، ومكلفة، ولا قدرة لشرائها، آملاً حصول الدفاع المدني اللبناني على هبات ومساعدات من لبنانيين ومغتربين.

أما رئيس مركز البقاع الاقليمي في الدفاع المدني فايز شقيّة ورئيس فريق الاغاثة الذي توجّه الى تركيا علي صفي الدين أعلن ان "الفريق اللبناني أول من وصل الى تركيا للمساعدة، وتحديدًا الى اضنة".

وقال في حديث لبرنامج "نهاركم سعيد" ان " المعاناة كانت كبيرة، ولم نجد مكانا لكي نرتاح فيه الا الأرض".

واضاف " الفريق اللبناني أعطى التعليمات اللازمة للفرق المسعفة والتي تعمل على الاغاثة في تركيا قبيل مغادرته الى لبنان". وشكر الدولة اللبنانية على الفرصة التي قدّمتها للفريق، باختباره تجربة مماثلة.

وشدد على أهمية أن يتم ارشاد اللبنانيين من أجل الجهوزية في كل الاوقات، وتعليمهم كيفية التصرف في حال حدوث اي زلزال.

وتوجّه بنداء لكل متموّل لتأمين المعدات اللازمة للدفاع المدني.

اما رئيس مركز صور في الدفاع المدني ورئيس فريق الاغاثة الذي توجّه الى سوريا علي صفي الدين فكشف ان "عام 2006 انتشل جثة ابنته ، فيما قام بانقاذ اشخاص في انفجار 4 آب وفي زلزال سوريا".

واعتبر في حديث للبرنامج عينه ان مشاهد الدمار كانت هائلة في سوريا.

وقال "العملية التي قمنا بها في سوريا كانت فخر لنا، وشهادة على صدورنا، وكانت مميزة، ونحن الى جانب اهلنا في سوريا". واضاف "سأعود الى سوريا للاطمئنان على من أنقذت".

واعلن وليد سمعان، رئيس اقليم الشمال بالاسعاف والطوارئ في الصليب الاحمر، وتطوع للاغاثة في سوريا، ان الفريق اللبناني استلم العديد من المباني، وفي البداية، كان هناك بعض الصعوبات ولكن التعاون مع العناصر السورية والتركية كان جدا فعالاً.

وقال خلال "نهاركم سعيد"، "المسعفون في الصليب الاحمر كما في الدفاع المدني حزنوا لعدم اختيارهم للذهاب، ونحن ممتنون لأننا بدأنا نحقق هدفا بالانقاذ وهو الهدف الذي دخلنا من أجله الى هذه المهمة منذ البداية".

وأضاف: "تابعنا العمل في المساء والبرد القارس، فالناس قالوا لنا ولو توقفتم سنبقى هنا، وارتحنا نحو 4 الى 5 ساعات في الليل فقط".

وتحدث عن وجود دعم نفسي للعناصر المسعفة في حال احتياجهم لها.

وأكّد النقيب علي نجم من فوج اطفاء بيروت ان الفريق اللبناني وصل في 6 شباط الى اضنة، ومنذ لحظة وصوله وهو يقوم بأعمال البحث والانقاذ الى لحظة مغادرته الاراضي التركية.

وأوضح في حديث لبرنامج "نهاركم سعيد" عبر شاشة الـLBCI ان "الفريق ذهب الى تركيا من أجل عمليات "بحث وانقاذ" والتي تستغرق 72 ساعة فقط ولهذا السبب عدنا بعد انجازنا مهمّتنا".

من جهته، اعتبر الملازم أول وآمر مجموعة البحث والانقاذ من فوج الهندسة في تركيا  اياد أبو فرج ان "العتاد الذي أخذه  الفريق اللبناني معه الى تركيا هو عتاد يدويّ".

وقال لبرنامج "نهاركم سعيد" "الطريق كانت صعبة من المطار الى المكان الذي كنّا نقوم فيه بأعمال الاغاثة، واخذت الطريق معنا نحو 13 ساعة". واضاف "الفريق اللبناني هو أول من وصل للاغاثة، والسكان كانوا بانتظار من يساعدهم".

وروى النقيب محمد هدبا أن الخطط الميدانية كانت تتغير خلال عمليات الانقاذ اثر الزلزال، بحسب الواقع الذي كان امامهم.
وعن شعوره بعد كل عملية انقاذ كانت تحصل قال خلال "نهاركم سعيد" عبر الـ LBCI: "والله بكينا".
وسرد كيف في إحدى عمليات الانقاذ، تمكنوا من سحب فتاة ولاحقا والدتها، وخلال سحب الاخيرة قال: "ما في دقيقتين كان منهار الدرج، وإجت هزة نحنا وعم نطيلع البنت، وأول ما اجت المرأة ع الحفرة اللي حفرناها، انهار الدرج محل ما كانوا"!