التحرك المصري يتفاعل بقوة لتخفيف التوتر في لبنان.. موسى: ليس هناك من مبادرة بل دور ومساع

طغى الدور المصري على ما عداه في خضم زحمة الموفدين الدوليين أميركيين وغربيين وسواهم ، ومن بينهم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ، إلا أنه ومنذ فترة نشهد مبادرة أو حراكا مصريا هو الأبرز للقاهرة منذ سنوات طويلة ، دون اغفال أن مصر سبق لها أن لعبت دورا محوريا في لبنان في حقبة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات ، في إطار علاقة جيدة مع الدولة اللبنانية ، ولم تشب العلاقة بين البلدين أي شائبة ، ولكن كانت مصر آنذاك تضع المسؤولين اللبنانيين في صورة اغتيالات وتصفيات وحروب وأزمات .


 الآن ماذا عن الدور المصري ؟ يشار إلى أنه انطلق من خلال زيارة رئيس الاستخبارات العامة اللواء حسن رشاد ، الذي جاء إلى لبنان بعدما سبق والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وكان واضحا جدا عندما قال لكل الذين التقاهم من الرؤساء وسواهم من قيادات أمنية ، بأن إسرائيل قد تشن عدوانا كبيرا على لبنان ، و أبلغهم هذه الوقائع و المعطيات متمنيا أن لا يعطوا إسرائيل أي ذريعة على الإطلاق. 

وبعد هذه الرسالة الأمنية توالت الزيارات من خلال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي جاء إلى لبنان لمرتين متتاليتين في غضون شهر، وبعده قبل أيام رئيس الوزراء المصري مصطفى كمال مدبولي ، فكل هذه الزيارات صبت في قناة واحدة ألا وهي تحذير لبنان من مغبة قيام إسرائيل بعمل عسكري كبير ، إلا إذا أحسن لبنان التعاطي مع هذه التهديدات التي تقوم بها تل أبيب ، إنما وفق المعلومات الموثوقة ، فالمبادرة المصرية تقاطعت مع التنسيق والدور الأميركي وكذلك الفرنسي والسعودي وسواهم ، والاتصالات أيضا توالت مع إيران وتل أبيب ، باعتبار طهران الراعية ل"حزب الله" تسليحا وتمويلا وعقائديا ، وكذلك مع إسرائيل حيث رئيس البعثة المصرية الذي يلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين ويتمنى تجميد العدوان على لبنان على أن تتابع القاهرة اتصالاتها و حراكها.

 لذا هل نجحت مصر في تجميد العدوان الإسرائيلي وإعطاء مهلة حتى شباط أو أذار المقبل ؟ أم أن الاتصالات المصرية قائمة لبلوغ الأهداف الرامية للاستقرار ؟ مع الإشارة إلى أن أحد الذين التقوا بوزير الخارجية المصري ، أكد بأن القاهرة تسعى لتأجيل العدوان وهي مستمرة في هذه الحراك ولن تتوقف حتى في إجازة الأعياد ، وبالتالي التواصل مع لبنان جار على قدم وساق عبر السفير المصري في لبنان علاء موسى الذي ينقل الرسائل والمواقف من كبار المسؤولين المصريين إلى المسؤولين اللبنانيين .

السفير موسى قال ل "النهار" ، "ليس هناك من مبادرة أو ورقة مكتوبة بل ثمة حراك ودور وحضور ومساع مستمرة واتصالات لدعم لبنان ، وهذا ما نسعى إليه ،  وكان هناك تصريح لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد فيه بأن مصر تتواصل مع إسرائيل ومع إيران والولايات المتحدة الأميركية من أجل دعم ومساعدة لبنان".

 وهل المساعي المصرية أجلت الحرب ؟ 
يجيب موسى :" نتمنى أن لا تحصل الحرب وهذا أملنا ، لكن الدور المصري يساعد على تخفيف حدة التوتر في لبنان ، وعود على بدء فمساعينا مستمرة وأنا أتواصل مع جميع المسؤولين اللبنانيين ، آملين كل الخير والإزدهار والرخاء والأمن والاستقرار للبنان ".