المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: نجوى ابي حيدر
الثلاثاء 19 آب 2025 15:49:11
كما في بريقع كذلك في وادي زبقين. انفجار ذخائر بعناصر الجيش واستشهادهم من دون تحديد الاسباب واعلان النتائج.
جنوباً، في بلدة بريقع وفي 20 نيسان الماضي تحديداً، وقع انفجار داخل آلية للجيش ادى الى استشهاد عناصر من فوج الهندسة كانوا على متنها. اربعة اشهر مرت على الحادثة والحقيقة لم تظهر بعد. بقيت الفرضيات تتراوح بين عدم تفكيك الذخائر بشكل كامل بعد اخراجها من مكانها فولدت الاحتكاكات الانفجار، وبين تآكل العبوات وتفاعلها مع الاوكسيجين أو انفجارها وتبدّل المواد الكيميائية مع مرور الزمن او التفخيخ.
ويوم السبت 9 آب الجاري، اثناء كشف وحدة من الجيش على منشآة أسلحة لحزب الله ومحاولة تفكيك محتوياتها في وادي زبقين - صور، وقع انفجار داخلها، ما أدى إلى استشهاد ٦ عسكريين وإصابة آخرين بجروح. وفي ضوء عدم الاعلان عن الاسباب بعد عشرة ايام، انهمرت التحليلات وتعددت الروايات المنسوجة، كل بحسب ما يناسبه. لكنّ حقيقة واحدة لا يمكن التغاضي عنها وهي بحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية" ان حزب الله صاحب الذخيرة التي انفجرت لم يبلغ الجيش بخطورة ما هو موجود في داخل النفق او بما فخخه، اذا صحت الفرضية، كون حزب الله يتعمّد تفخيخ مخازنه لإيقاع الخسائر البشرية بعناصر الجيش الإسرائيلي اذا دخلوا اليها، فوقعت الواقعة ودفع الجيش مرة جديدة ضريبة الدم.
حتى اللحظة، لا معلومات دقيقة عما حصل، تقول اوساط معنية لـ"المركزية" ونتائج التحقيقات لم تظهر بعد، والارجح انها لن تظهر قريباً نظرا للتعقيدات المحيطة بالانفجار وغياب الادلة الحسية، كون العسكريين الشهداء كانوا داخل النفق خلال الانفجار، في حين ان من بقي حياً من الجرحى كان خارجه، وليس من شاهد حي لتحديد اسباب ما جرى. تم اخذ عينات من الجثث لتحديد طبيعة البارود ومحاولة الوصول الى دليل حسيّ، لكن صعب جدا الوصول الى نتائج دقيقة، ولو ان المعطيات المتوافرة في مسار التحقيق الذي تجريه الشرطة العسكرية ترجح بقوة نظرية التفخيخ، وانفجار الصندوق لحظة لمسه، الا ان الجزم في حالة كهذه يبقى غير صائب . وهنا ايضا تتعدد الروايات والسيناريوهات.
وتشرح الاوساط ان لا تنسيق بتاتاً بين الجيش وحزب الله جنوبي الليطاني والتواصل معه صعب جداً، فالحزب اخلى مواقعه ولم يسلم المؤسسة العسكرية اي خرائط او يقدم معلومات عن مواقع مخازنه وما في داخلها وإن كان من تفخيخ ، عدا عن ان ثمة لا مركزية لدى حزب الله ، اذ ان من يعلمون بوجود االمنشآت العسكرية للحزب هم قلة قليلة، وقد يكون من فخخ الموقع قضى في الحرب الاسرائيلية الاخيرة مثلاً.
كل ذلك، لا يحجب أحقية اسئلة بديهية يطرحها كل لبناني: لما غياب التنسيق بين الجيش والحزب في قضية على هذا المستوى من الخطورة؟ ولماذا لم يبلغ الحزب، إن كان حريصاً على جيش الوطن كما يدعي، بوجود مواقع مفخخة على الاقل، لاتخاذ الحيطة؟ وما الذي يضمن عدم تكرار حوادث مماثلة في ظروف سياسية بالغة الحساسية تمر بها البلاد؟