التنسيق الأميركي - الفرنسي يتفاعل وباريس تستعيد حيويتها

استرعى موقف الموفد الأميركي توم براك الاهتمام، بعدما صب في خانة تحميل لبنان تبعة قيام إسرائيل بأي عدوان، وهذا ما أظهرته عباراته، بمعنى أن إسرائيل هي الطرف المعني بالسلاح. وفي طريقه إلى واشنطن، عرّج على باريس والتقى الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان، حيث كان هناك اجتماع طويل وصفه الذين اطلعوا على حيثياته بأنه كان تنسيقياً بامتياز بين الطرفين.

هل من تنسيق أميركي - فرنسي؟ وهل استعادت باريس حيويتها بعد زيارة الرئيس نواف سلام للعاصمة الفرنسية، وكذلك من خلال لقاء براك ولودريان؟

رئيس لجنة العلاقات البرلمانية الفرنسية-اللبنانية النائب سيمون أبي رميا، العائد من باريس بعد جولة تضمنت لقاءات مع كبار المسؤولين، يؤكد لـ"النهار" أن فرنسا تؤدي في هذه المرحلة بالذات دوراً أساسياً في التجديد لـ"اليونيفيل"، وإن كان ذلك بات محسوماً في الشهر المقبل. وتاليا، كل ما يتعلق بهذه القوات يأخذ اللمسة والطابع الفرنسي، وهذا موضوع محسوم، ناهيك بأن زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للعاصمة الفرنسية كانت إيجابية، وأكد الرئيس إيمانويل ماكرون لسلام الدعم الفرنسي الدائم للبنان في مختلف المجالات، ولكن لا ننسى أن هناك أجندة فرنسية متعلقة بالتواصل والتنسيق مع إسرائيل وواشنطن وعلى المستوى الدولي، وبالتالي ثمة ثابتتان أساسيتان تعنيان باريس في هذه المرحلة، هما السلاح والإصلاح، وقد تبلغنا من الفرنسيين بصراحة متناهية أن الحرب ربما عائدة إلى لبنان ما لم يسلم هذا السلاح. بمعنى آخر، يذكرني هذا الموقف بأنه خلال مساندة "حزب الله" آنذاك، كانت هناك عروض فرنسية من أجل أن يسلم السلاح لتجنيب لبنان الحرب، ولكن يا للأسف ذلك لم يحصل".

من هنا، يضيف أبي رميا، "لبنان أمام فرصة ذهبية اليوم، هي أن يسلم السلاح إلى الدولة ونتجنب أي حرب جديدة، وخصوصاً أن لبنان لا يتحمل "ضربة كف" في ظل هذه الظروف الصعبة".

ويشير إلى أن "ثمة مخاوف فرنسية من عدم التجاوب مع هذه المطالب، وبالتالي فرنسا جاهزة لإعادة الإعمار، ومؤتمر الدول المانحة، ومساعدة لبنان. هذه مسألة تاريخية، لكن علينا أن ننفذ هاتين الثابتتين، السلاح والإصلاح، ولا سيما الشق المتعلق بالمطلب الأول، لأن أي سلاح خارج الشرعية اللبنانية لا يمكن أن تقبل به باريس ولا واشنطن ولا أي دولة، وعلى هذه الخلفية يجب أن نلتقط الفرصة خلافاً لما حصل في مرات سابقة، من دون أن يعني ذلك أن نقبل بانتقاص السيادة اللبنانية في ظل الاعتداءات المتواصلة من إسرائيل، وبالتالي السيادة يجب أن تكون كاملة في عهدة الدولة اللبنانية".

أما عن التنسيق الأميركي-الفرنسي، فيقول أبي راميا: "ثمة تنسيق واضح وفاعل وجدي بين باريس وواشنطن، ولا سيما من خلال اللقاء الذي عقد بين الموفد الأميركي توم براك والمبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان - إيف لودريان، حيث كان الملف اللبناني طبقاً أساسياً بينهما من جوانبه كافة، لذا كانت زيارة سلام إيجابية إلى الإليزيه وفرنسا إلى جانب لبنان، ولكن نبّهونا إلى أن إسرائيل قد تشنّ أي عدوان على لبنان ما لم تلبوا المطلب الذي تحدث عنه براك، والذي يهم المجتمع الدولي برمته، وهو تسليم السلاح، فهل نتجنب أي عدوان آخر؟ هذا ما نتمناه".