الحزب بلا حليف سني.. الطائفة تتحلق حول مرجعية "دار الفتوى"

أقام رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي السبت غداء تكريميا على شرف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، تخللته مواقف سياسية لافتة. فقد قال كرامي ان "اتفاق الطائف يمثل الركيزة الأساسية لبقاء الدولة وضمانة استقرارها، وأي دعوات لبدائل عنه ليست الا سرابا، والمطلوب اليوم هو التطبيق الكامل لا النقض او الالتفاف او التفسير المغلوط". اضاف: لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ضمن حدوده الراسخة والمعترف بها، وأي مسعى لتوسيع او تقزيم جغرافيته يشكل تهديدا مباشرا على استقراره وكيانه. ونعلن للجميع ان طرابلس وكل الشمال سيبقى جزءا لا يتجزأ من لبنان، ونطالب الحكومة بالاهتمام به وإدراجه ضمن خطط التنمية. وتابع: إن المرجعية الوحيدة لحمل السلاح هي الدولة، والجيش اللبناني هو الضامن الشرعي. وثقتنا بمؤسستنا العسكرية ثابتة، ودورها مركزي في حماية الوطن ووحدة أراضيه.

القوى السنية التي لطالما كانت حليفة لحزب الله وداعمة لسلاحه ولخياراته "العسكرية" والسياسية، والتي لطالما أمّنت له غطاء لكل قراراته في الداخل والمنطقة، وأعطته "الحاضنة الوطنية" التي أراحته في كل خطواته، على اعتبار ان ثمة دعماً سنياً ومسيحياً لما يفعله... هذه القوى ابتعدت عنه اليوم، وباتت في مكان آخر، الى جانب الشرعية والدولة ودار الفتوى، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية".

خطاب هذه الاطراف، اختلف. مِن دعمها الحزب وسلاحه وحروبه من اجل هذه القضية وهذا النظام وضد هذا التطرف وذاك التهديد، باتت تقول اليوم "إن المرجعية الوحيدة لحمل السلاح هي الدولة، والجيش اللبناني هو الضامن الشرعي".

الاصوات السنية المؤيدة للحزب لم تعد موجودة، وفق المصادر. وأَصبحت الطائفة كلها تنطق بلغة واحدة: الدولة وحكومتها، والشرعية والجيش والطائف، وهي تتبنى خطابا واحدا، هو في الواقع خطابٌ وَضعت سقفَه وخطوطه العريضة، دارُ الفتوى، في البيانات والمواقف التي صدرت عنها وعن المفتي دريان والمجلس الشرعي الأعلى في الفترة الأخيرة.

صحيح ان لا مرجعية سياسية سنية في البلاد منذ انكفاء الرئيس سعد الحريري، تتابع المصادر، الا ان الطائفة يبدو تمكنت من ايجاد ركيزة تستند اليها وتحدد توجهاتها وخياراتها، وهي دار الفتوى. وها هي القوى والشخصيات السنية اليوم، ورغم تنوعها وتعددها، تلعب اللعبة السياسية، كلّ من موقعها، لكنها تتحرّك تحت سقف الدستور والشرعية والطائف، حصرا، تختم المصادر.