"الحزب" والفصائل الفلسطينية يراهنان على أكتوبر 2026

بين الغارات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب، والتصريحات المتوترة من الطرفين، يخيم على المشهد اللبناني والفلسطيني هدوء غير معتاد. لا صاروخ ينطلق من الجنوب، ولا عملية تُنفّذ في غزة، رغم استمرار القصف وسقوط الضحايا. هذا السكون المريب لم يعد مجرد تكتيك، بل هو بحسب ما كشفت عنه معلومات مؤكدة لصحيفة "نداء الوطن" – خيار استراتيجي مدروس، عنوانه: “الصبر حتى أكتوبر 2026".

لا تسليم للسلاح… ولا رد قبل الانتخابات

تفيد المعلومات بأن الفصائل الفلسطينية و"حزب الله" لن يسلما سلاحهما تحت أي ظرف، وأنهما اتخذا قراراً واضحاً بعدم الانجرار إلى أي تصعيد عسكري أو أمني مهما اشتد القصف أو تصاعدت التهديدات، حتى موعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. هذه الانتخابات، من وجهة نظر الطرفين، قد تشكل منعطفاً سياسياً إقليمياً حاسماً، وقد تكون نقطة لإعادة تموضع شاملة، أو حتى فرصة لإعادة فتح مسارات تفاوض أو اشتباك جديدة، لكن ليس قبل ذلك.

أما في الداخل اللبناني، خصوصاً ضمن بيئة "الحزب"، هناك قناعة أن  "الحرب اليوم ليست لصالح أحد". الخسائر البشرية والمادية ستكون باهظة، والأوضاع الإقليمية والدولية لا تشجع على فتح جبهات. لذلك، الصمت، كما يقول أحد المقربين من "الحزب"، ليس علامة ضعف بل جزء من استراتيجية عضّ الأصابع السياسية.

لكن هذا "الانضباط" لا يخلو من توتر داخلي. جمهور "الحزب" يتساءل، الأهالي في الجنوب يراقبون السماء بخوف، والفصائل الفلسطينية تحت الضغط الإنساني في غزة. ومع ذلك، فإن الرسالة من القيادة السياسية لهؤلاء واضحة: "نحن نراهن على الوقت، لا على الرصاص".

رهان ثقيل على تحولات الداخل الإسرائيلي

يعتمد هذا النهج على فرضية أن الانتخابات الإسرائيلية القادمة قد تُفرز تغييرات في تركيبة الحكم أو في الموقف من الملفّين الفلسطيني واللبناني. هذا الرهان ليس مضموناً،لكنه الخيار الأقل كلفة في الوقت الحالي، مقارنةً بخوض مواجهة مفتوحة دون غطاء إقليمي أو دولي واضح.

حتى إشعار آخر…

الجنوب يلتقط أنفاسه بين غارة وغارة. غزة تتلمس طريقها وسط الركام. وقيادة المحور تعيش على إيقاع التقارير، تُحصي الخسائر وتعيد رسم الخطط، دون أن تطلق رصاصة واحدة.

لكنّ هذا الصمت، كما تقول المعلومات، لن يستمر إلى ما لا نهاية. إنه موَقت… محسوب… مشروط بشهر أكتوبر 2026، حين يتقرر في صناديق الاقتراع داخل إسرائيل، شكل المواجهة المقبلة.