"الحزب" يؤوّل الطائف ويلعب على الكلام… "المقاومة الوطنية" يا شيخ نعيم!

لا يزال محور "الممانعة"، الذي يسعى لأن يكون "معارضة"، يفسّر القوانين والدستور والاتفاقات الدولية والعربية، وتحديدًا "الطائف"، وفق أهوائه، خدمةً لأجندات تفيده بشكل خاص. وهذا ما بدأت تترسم ملامحه، بعدما بدأ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالعودة إلى كنف الدولة، تحت سقف القانون والدستور، وهي اللغة التي غابت عنهم لسنوات طويلة جدًا.

ولكن، هل يريد الحزب فعلاً أن ينضوي تحت مظلة الطائف والدولة القوية الواحدة؟

هذا السؤال جوابه شبه معروف، أو على الأقل سمعناه في الساعات الماضية، عندما قرر الشيخ نعيم تأويل "الدستور" كما يريد، منصّبًا "المقاومة" كجزء لا يتجزأ من الطائف، تحت ذريعة التحرير. لكن ما غفله الشيخ نعيم هو أن الطائف لم يذكر يومًا كلمة "المقاومة" المتمثلة بحزب الله، بل كان داعمًا للسيادة اللبنانية والوطنية.

فكيف يقرأ أهل الاختصاص هذا الخطاب؟ وهل وردت كلمة "المقاومة" في الطائف؟

مسرّة: لا يجب اللعب على التعابير

عرّاب الطائف، الدكتور أنطوان مسرّة، أكد في حديث لموقع "لبنان الكبير" أن "هناك فرقًا بين المقاومة الوطنية والمقاومة الفئوية. وعادةً، عندما كانت ترد كلمة المقاومة، كانت تُورَد بالمعنى العالمي، أي المقاومة الوطنية، وهي ليست بديلًا عن الجيش اللبناني. أما المقاومة الفئوية، فهي موضوع آخر، وهي دولة رديفة، وبالتالي لا يجب اللعب على التعابير"، مشددًا على أن "تحديد مفهوم المقاومة ورد في اجتماع بين الوزير السابق فارس بويز، عندما جاءت قوات الأمم المتحدة إلى لبنان، وقد ورد تعريف المقاومة في 30 سطرًا، ونُشِر حينها عبر تلفزيون لبنان".

وأشار مسرّة إلى أن "المقاومة الوطنية هي جامعة، بقيادة الدولة اللبنانية، أما أي مقاومة فئوية، فهذا موضوع آخر تمامًا، ويُعالج بشكل مختلف كليًا"، لافتًا إلى أن "المقاومة الوطنية وردت في اتفاق الطائف وفي كل الأدبيات اللبنانية، انسجامًا مع الشرعات الدولية".

درباس: حل لغوي فاشل وهرطقة

أما الوزير السابق رشيد درباس، الذي عايش فترة الطائف، فاعتبر في حديثه لـ"لبنان الكبير" أن "اقتحام اللغة عنوةً يوازي اقتحام البيوت، وتحميل اللغة ما ليس فيها فيه نوع من الهرطقة. ففي اتفاق الطائف، لم يكن هناك حزب الله من الأساس، بل كانت هناك مقاومات تقوم بها الأحزاب العادية. وبالتالي، فإن السؤال الذي يوجَّه إلى حزب الله هو: لماذا قمعتم جميع المقاومات واحتكرتموها على مدار عقود؟ ألم تُمحَ كل المقاومات التي سبقتكم؟ هل اللغة هي مجرد أحرف مترابطة أم معانٍ ذات دلالة؟ لأن اللغة قالت بكل الوسائل، لكنها لم تقل حزب الله".

وأشار درباس إلى أن "الذهاب إلى هذا الحل اللغوي الفاشل قد ينطوي على حالة سياسية لا تبشّر بالخير"، مشددًا على أن الجملة التي وردت في الطائف كانت: "ومن حق لبنان القيام بتحرير أراضيه بالوسائل كانت".