الدولة غير مُجبرة على إعادة الإعمار... فهل يتجه قاسم شرقًا إلى الصين؟

من أستمع إلى كلمة الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وهو يتحدّث عن  تأخر الدولة كثيرًا في إعادة الإعمار، سيعود في الذاكرة إلى اليوم الثاني من عملية "طوفان الأقصى"، حين قرّر الحزب منفردًا فتح جبهة الجنوب لمساندة فلسطينيي قطاع غزة، ليكتشف لاحقًا أن حسابات الحقل الإسرائيلي لم تتطابق مع حساباته، وهنا  يتساءل اللبنانيون، لماذا سيُلقى الأمر  على عاتق الدولة وليس الحزب،  لتحمّل عبء إعادة الإعمار، من دون أن يتمّ تفكيك بنيته العسكرية بالكامل، الذي أصبح له حساباته المستقلة، ونفوذه المتشعب، ومحدّداته الداخلية اللبنانية التي لم تعد تحتمل كلفة المغامرات الايرانية.

ويُجمع المراقبون والخبراء، أن الحزب سيجد نفسه مُجبرًا على إعادة الاعمار، كَوْن الأمر يؤثر على جمهوره، وهو من المفروض أن يؤمن ذلك من ايران، أو عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، لما يتمتع به من علاقات طيبة مع المغتربين الشيعة، وحتى قد يصل الحزب الى الصين فهو يمتلك ورقة الاتجاه شرقًا ولطالما هدد باستعمالها، بالتالي لا إعادة إعمار قبل التوصّل إلى حلّ حول السلاح رغم أن نزعه حاصل لا محالة، في الوقت الذي يرفع فيه الحزب راية المواجهة بلا مواربة، ساخرًا من دبلوماسية الدولة رئاسة وحكومة، رافضًا أي مساس بسلاحه العاجز، وذلك للإبقاء على الفوضى المستمرة. 

اذًا، يعيش الحزب ومسؤولوه  حالة إنكار وإنفصال عن الواقع، فيما يُعتبر وضعه الحقيقي بائسًا جدًّا، بعدما تسببت حربه في تدمير البيوت وخسارة الأرزاق وقتل المئات ونزوح الآلاف، في المقابل، يرفض الإلتزام بوعوده السابقة لبيئته الحاضنة بإعادة الإعمار، التي تشعر بالخذلان، لا بل يحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية تأمين التمويل، معتبرًا أن ربط الإعمار بنزع سلاحه ليس سوى محاولة لفرض واقع عسكري وسياسي جديد لا يخدم مصالحه.