الراعي: يجب ألّا ينزلق أحد بوطننا إلى الحرب من دون فائدة ولقضايا لا دخل للبنانيّين بها

رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن المسؤولين السياسيّين في لبنان بحاجة إلى المصالحة بعضهم مع بعض، من خلال تنقية ذاكرتهم والضمائر وطيّ صفحة الماضي، وإذكاء الثقة فيما بينهم.

فإذا فعلوا، عاشوا بفرح، وتعاونوا بثقة، ووضعوا خير لبنان واللبنانيّن فوق كلّ إعتبار. مشيراً الى أنّ الممارسة السياسيّة اليوم تناقض هذه المبادئ، ولهذا السبب يبقى التوتّر، والسعي الدؤوب وراء المصالح الشخصيّة والفئويّة على حساب الخير العام.

وقال البطريرك الراعي في عظة اليوم الأحد في بكركي، إن المصالحة والسلام، المضمومان إلى نبل الإداء، هما المخرج الوحيد من أزمة انتخاب رئيس للجمهوريّة. مباركاً وشاكراً كلّ مسعى لإنتخاب الرئيس بروح المصالحة والسلام. وخصّ بالذكر لجنة السفراء الخمسة وتجمّع المعتدلين. وأشار في هذا السياق الى أنه بانتخاب الرئيس تكتسب المؤسّسات الدستوريّة، وعلى رأسها المجلس النيابيّ والحكومة، شرعيّة الممارسة وفقًا للدستور. وطالما الجمهوريّة اللبنانيّة من دون رئيس، فتتكاثر الفوضى، وتتفكّك أوصال الدولة، وتستباح مخالفة القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوّة.

وحول تطورات المنطقة قال الراعي إنه في هذا الجوّ المحموم في العالم وفي المنطقة حيث تطغى لغة الأسلحة والحروب، نقول إلى حكّام الدول وإلى من في يدهم أسلحة متطوّرة: لا تنظروا إلى أسلحتكم وتظنّون أنّكم بها أقوياء، بل انظروا إلى قلوبكم، فتدركوا أنّكم ضعفاء في إنسانيّتكم، بل عديمو الإنسانيّة. كونوا كبارًا بمحبّة قلوبكم.

وعبّر البطريرك الماروني عن هول وعار ما يجري في قطاع غزّة من جرائم، وأدان بشدّة المجازر التي تُرتكب هناك بحقّ الشعب الفلسطينيّ على يد الإسرائيليّين الأثيمة، وتابع "يقتلون عمداً العشرات من المنتظرين المساعدات الغذائيّة، وهم يتضوّرون جوعًا. وآخرون يموتون جوعًا على الطرقات تحت أنظارهم، وآخرون يُقتلون عمدًا وهم على طرقات التشريد من بيوتهم المهدّمة، والهرب تحت نيران المدافع والصواريخ. فيا للإجرام الوحشيّ".

كما شدّد أنه  في لبنان يجب ألّا ينزلق أحد بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبنانيّ. وأن رسالة لبنان أن يكون أرض سلام، ورائد سلام بحكم تكوينه وتنوّعه الثقافيّ والدينيّ، وبحكم تاريخه ونظامه السياسيّ وميثاق عيشه المشترك، وليدرك اللبنانيّون، مسؤولين وشعبًا أنّ "السلام ثمرة العدالة" "يولد من الحبّ". ولهذا السبب السلام يُبنى كلّ يوم. فليكن هذا الواجب المشرّف من أولى مسؤوليّاتنا في العائلة والمجتمع والدولة.

وعن حرب غزة، دان الراعي المجازر التي ترتكب في غزه بحق الشعب الفسطيني على يد الاسرائيليين.

وأضاف: "يا للاجرام الوحشي ونحن في لبنان يجب الا ينزلق احد الى الحرب والتدمير والتشريد من دون فائدة ولا دخل لشعبنا في الجنوب بها".

وتابع: " ليدرك اللبنانيون مسؤولين وشعبا ان السلام ثمرة العدالة".