السلالة الهندية تتفشى خارج الحدود... 6 دول آسيوية تواجه الأزمة

امتدت ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى دول جنوب شرق آسيا مع تفاقم الكارثة الصحية في الهند، حيث تشهد البلاد أسوأ حالات تفشي الوباء في العالم.

وفقا لشبكة "سي إن إن"، فإن الانتشار السريع للفيروس التاجي امتد لدول مجاورة للهند، ما أدى إلى فرض ضغوط هائلة على الأنظمة الصحية والإمدادات الطبية في تلك البلدان.

وارتفعت حالات العدوى بكوفيد-19 في دول مجاورة للهند كالنيبال وسريلانكا وجزر المالديف، بالإضافة إلى أماكن أبعد في جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وكمبوديا وإندونيسيا، حيث تسير وتيرة التطعيم في تلك الدول ببطء شديد مقارنة بالدول الأكثر ثراء.

والأربعاء، طالب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر بضرورة بذل المزيد من الجهود لوقف هذه المأساة التي تشهدها آسيا.

وقال المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بالاتحاد الدولي للصليب الأحمر، ألكسندر ماثيو، في بيان، "نحن بحاجة إلى التحرك الآن بسرعة ليكون لدينا أي أمل في احتواء هذه الكارثة البشرية". وتابع: "هذا الفيروس لا يحترم الحدود وهذه المتغيرات منتشرة في جميع أنحاء آسيا".

وسجلت الهند عددا قياسيا جديدا من الضحايا الناجمة عن فيروس كورونا خلال 24 ساعة تخطى 4 آلاف وفاة، بحسب ما أعلنت الحكومة السبت.

وقالت الحكومة إن الحصيلة اليومية للفيروس بلغت 4187 وفاة لترتفع بذلك الأرقام الإجمالية للوفيات الناجمة عن الجائحة في هذا البلد إلى 238,270 وفاة.

أما على صعيد الإصابات الجديدة فقد بلغت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 401,078 إصابة ليرتفع بذلك إجمالي عدد الذين أصيبوا بالفيروس في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان إلى حوالى 21,9 مليون شخص.

ويؤكد خبراء سبق أن أبدوا شكوكا بالأعداد المعلنة رسميا، أن الهند قد تبلغ ذروة هذه الموجة الوبائية بحلول نهاية مايو.

ويُعزى سبب ارتفاع أعداد الوفيات في الهند إلى نقص الأوكسيجن والأسرة في أقسام العناية المركزة.

أزمة ممتدة
في سريلانكا، تشهد البلاد ارتفاعا حادا في حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ منتصف أبريل، حيث تجاوزت الإصابات ذروة الموجة السابقة في فبراير.

والجمعة، أبلغت الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا عن 1895 حالة - ما يقرب من خمسة أضعاف الإصابات اليومية التي أبلغت عنها في أوائل أبريل.

وفقا لوزير الصحة في البلاد بافيثرا وانياراتشي، فإن الزيادة الطفيفة في الإصابات كانت بسبب التجمعات الكبيرة للعام الجديد في سريلانكا في 13 و14 أبريل، حيث احتشد الناس في الشوارع للاحتفال والتسوق.

ومع ذلك، لم تكتشف السلالة الهندية من الفيروس التاجي في سريلانكا على الرغم من قربها للهند، وفقا للدكتورة تشانديما جيواندارا من جامعة سري جاياوردينابورا والتي تقود التسلسل الجيني للفيروس التاجي في البلاد.

في جزر المالديف، الجارة الأخرى للهند، سجلت البلاد رقما قياسيا بالإصابات، الثلاثاء، بواقع 601 حالة جديدة، وفقا لوكالة حماية الصحة في البلاد.

وكان الأرخبيل الذي يعتمد اقتصاده على السياحي، أعاد افتتاح البلاد أمام السواح في يوليو وشجع الناس لاحقا لقضاء إجازة فيه من خلال منحهم لقاح مضاد لفيروس كورونا.

والاثنين، حذر مركز عمليات الطوارئ الصحية بجزر المالديف من أن عدد حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19 تضاعف ثلاث مرات خلال الأيام القليلة الماضية، مع احتمالية دخول سلالة جديدة من الفيروس إلى البلاد.

ومع إغلاق كثير من الدول الحدود مع الهند، لا تزال المالديف ترحب بالسواح الهنود الذين يتوافدون عليها هربا من كارثة كوفيد.

وأصبحت الهند في 2021 أكبر مصدر للسياح لجزر المالديف، حيث زارها 70 ألف هندي من يناير إلى مارس فقط.

في نيبال، يشبه الوضع بشكل متزايد الأزمة الراهنة بالهند، مع ارتفاع عدد الإصابات، واكتظاظ المستشفيات ونداءات المساعدة من الدول الأخرى.

أبلغت نيبال عن حوالي 20 حالة إيجابية يوميا لكل 100 ألف شخص، وهو نفس المعدل الذي أبلغت عنه الهند قبل أسبوعين.
في نهاية الأسبوع الماضي، جاءت 44 في المئة من اختبارات كوفيد في نيبال إيجابية، وفقا للأرقام الحكومية التي نقلها الاتحاد الدولي للصليب الأحمر.

وسمحت الفعاليات الجماهيرية، بما في ذلك المهرجانات والتجمعات السياسية وحفلات الزفاف بانتشار العدوى، إلى جانب بطء الإجراءات الحكومية.

على الرغم من أن نيبال شددت حدودها وفرضت عمليات إغلاق في مناطقها الأكثر تضررا بما في ذلك العاصمة كاتماندو، إلا أن البعض يخشى ألا يكون ذلك كافيا لاحتواء الفيروس.

على مستوى تايلاند التي نجحت في جعل أرقام الإصابات منخفضة نسبيا العام الماضي بفضل الإجراءات الحكومة في احتواء الفيروس، تواجه هذا العام تحيدا كبيرا للحد من موجة ثالثة دفعت بالأرقام إلى الارتفاع لمستويات غير مسبوقة.

قبل بدء الموجة الأخيرة، أبلغت تايلاند عن 28863 حالة بحلول 31 مارس. في غضون خمسة أسابيع، تضاعف هذا العدد ليتجاوز 76 ألف حالة.

كذلك تتزايد الحالات في كمبوديا، التي سجلت حتى فبراير واحدة من أصغر حالات الإصابة بفيروس كورونا في العالم دون أن تحدث وفيات.

لكن تفشي المرض الذي بدأ في أواخر فبراير أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات من الصفر إلى المئات يوميا، حيث تضخم إجمالي عدد الحالات من حوالي 500 أواخر فبراير إلى 17621 الآن، مع 114 حالة وفاة مرتبطة بالوباء، وفقا لإحصائيات جامعة "جونز هوبكنز".

أدى تزايد عدد الحالات إلى فرض ضغوط هائلة على نظام الرعاية الصحية الهش في البلاد.

في 11 أبريل، حذرت منظمة الصحة العالمية أن كمبوديا "على شفا مأساة وطنية".

أما في إندونيسيا، رصد السلطات الصحية السلالة الهندية المعروفة باسم "B.1.617"، في وقت تسجل فيه البلاد 5 آلاف حالة يومية.

تخشى السلطات من تأثير عطلة عيد الفطر، حيث يسافر الناس لرؤية عائلاتهم في مسقط راسهم للاحتفال بالعيد، مما أدى إلى حظر الحكومة جميع الرحلات الداخلية من 6 إلى 17 مايو.