تجددت الاشتباكات على المحور الغربي لمدينة السويداء، اليوم السبت، بين الأمن السوري والمجموعات المسلحة المنضوية ضمن "الحرس الوطني" التابع للشيخ حكمت الهجري، أحد شيوخ العقل الثلاثة في السويداء.

خرق إطلاق النار
ونقلت قناة "الإخبارية السورية" عن مصدر أمني، قوله إن العصابات المتمردة في السويداء خرقت وقف إطلاق النار، واستهدفت نقاطاً لقوى الأمن الداخلي في قرية المجدل غربي المحافظة.

وفيما لم يصدر أي بيان من جانب "الحرس الوطني"، قالت مصادر محلية إن الأخير اشتبك بالرشاشات الثقيلة مع الأمن السوري على محور قرية المجدل غربي مدينة السويداء، مضيفاً أن الاشتباكات تخللها قصف بقذائف الهاون.

ويأتي خرق وقف إطلاق ضمن مشهد بات شبه يومي بين الجانبين، وذلك على محاور القتال وخطوط التماس الفاصلة بينهما، بين القرى التي يسيطر عليها الأمن السوري من الجهة الغربية والشمالية والشرقية، وبين القرى التي يسيطر عليها "الحرس الوطني" والتي تشكل خط الدفاع الأخير عن قلب مدينة السويداء.

والخميس، وقالت مصادر محلية إن قصفاً متبادلاً واشتباكات بين الأمن السوري و"الحرس الوطني"، اندلعت على أكثر من جبهة عند الخطوط التماس الفاصلة بين الجانبين، كان أعنفها على محور قرية المجدل، حيث كثّف الطرفان من تعزيزاتهما، وكذلك من القصف المتبادل.

وأضافت أن الاشتباكات تخللها قصف متبادل استهدف الجانبان فيها مواقع تمركز الطرف الآخر، باستخدام الطائرات المسيّرة وقذائف الهاون، مشيرةً إلى أن المواجهات هي الأطول بين الطرفين، بعد أشهر على مناوشات قصيرة شبه يومية، لكنها أكدت أن لا تغييراً في خرائط السيطرة.

نتائج التحقيق 
في غضون ذلك، قال لجنة التحقيق في أحداث السويداء، إنها ستعقد مؤتمراً صحافياً، غداً الأحد، تستعرض فيه آخر ما توصّلت إليه خلال الفترة الماضية، والخطوات اللاحقة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المتحدث الرسمي باسم اللجنة عمار عزّ الدين، قوله إن اللجنة ستعقد مؤتمرها في مقر وزارة الإعلام بدمشق، داعياً جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى حضور المؤتمر، حسب وكالة "سانا".

وفيما أكد أهمية الدور المهني للإعلام في دعم الشفافية، وتعزيز الحق في الوصول إلى المعلومات المرتبطة بسير التحقيقات، أوضح أن المؤتمر سيتضمّن عرضاً موجزاً لمنهجية العمل والخطوات التي اتخذتها اللجنة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفق المعايير القانونية والوطنية، إلى جانب استعراض الخطوات القادمة، والإجابة عن أسئلة الصحفيين في إطار الالتزام بالعلنية والشفافية.

وفي آب/ أغسطس الماضي، شكّلت الحكومة السورية لجنة تحقيق بأحداث السويداء، إلا أن شيخ العقل بالسويداء حكمت الهجري، رفض السماح بدخولها للتحقيق داخل مدينة السويداء، بحجة عدم استقلاليتها، مطالباً بدخول لجنة تحقيق دولية.

وشهدت السويداء في تموز/ يوليو الماضي، مواجهات دامية بين الدروز وعشائر البدو من المحافظة، تدخلت على إثرها القوات السورية كقوات فض اشتباك، قبل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة أميركية. ووقع على إثر المواجهات، أكثر من ألف و500 قتيل، معظمهم من المدنيين، سقطوا جراء انتهاكات ارتكبتها جميع الأطراف بما في ذلك القوات الحكومية السورية.