الصايغ: الشراكة على المحك وحزب الله يجب ان يقبل آجلاً ام عاجلاً بالقرار 1701 ويدخل بمنطق الدولة وبإمكان الجيش بمؤازرة الشرعية الدولية أن يحمي الجنوب

لفت النائب الدكتور سليم الصايغ الى أننا طالبنا بأن يكون التصويت على الموازنة إسميا ليعرف المواطن من صوّت "مع" ومن صوّت "ضد" ولكن رئيس مجلس النواب بري رأى ان الوضع لا يحتمل و"كنت أتمنى ان ينكشف الخبث الموجود اذ يتكلمون في الاعلام ضدها ولكنهم عند التصويت يوافقون عليها".
وتوجّه في حديث عبر mtv لمن اعترض على الموازنة في مداخلته وصوّت معها بالقول:"اذا اردت التصويت مع الموازنة أقلّه تكلّم عن بعض حسناتها الموجودة".
وأخذ الصايغ على الموازنة أنها بدل ان تصحّح في الامر الواقع وتكبّر الاقتصاد الشرعي ذهبت عند الناس "الاوادم" الشرفاء وأتت بكمّ من الضرائب عليهم وقال:" من الاساس تشوب الموازنة نواقص في الدستور والقانون وهي لا تعطينا ارقاما حقيقية وصُحِّحت في المجلس أرقاما بعيدة عن الواقع وهي موازنة غير ممكنة التطبيق".
وأعطى الصايغ مثالا عن الشوائب في الموازنة لافتا الى ان البلديات حصلت حتى إلى  20 ضعفا زيادة رسوم على المكلفين في الوقت ان الكلفة لشراء او للخدمات تصل على البلديات إلى 60 ضعفا بسبب ارتفاع الدولار وأتوقع بالتالي ثورة من البلديات اذ ان الاعتمادات لن تكفيها ولن تسمح لها بالقيام بواجباتها تجاه المواطن .
وسأل الصايغ:" كيف سنأتي بالايرادات اذا لم تكن هناك خطة تعافي شاملة؟ 
أضاف:" كان على الدولة أن تذهب الى المواطن "الآدمي" الذي عانى جراء الكورونا والحروب من سوريا الى غزة وتريحه وتشجعه وتحفزه لا أن تأخذ منه ما تبقى له ".
ورأى أنه يجب حماية القطاع المنتج في لبنان الذي يعمل ضمن الأصول ويخلق فرص عمل لا ان نقوم بحرب طبقية بين الناس والموازنة لم تأت وتقول ان اكثر من 40% من اقتصادنا غير شرعي وكيف ستكون الدولة مضاربة له وان تقف مع الشرعيين وتخفّض الضرائب "فالأوادم سيذهبون لمن هم خارج القانون ليرتبوا لهم اوضاعهم ويحموهم وليس هكذا تكبّر الحكومة حجم الاقتصاد الذي ضاق ".
ولفت الصايغ الى ان الحكومة  لم يعط خطة تعافي الى الآن وتوحيد سعر الصرف أمر جيّد ومصرف لبنان هو من يحدّده ويجب على مفوّض الحكومة لدى المصرف ان يقول كلمته وليس للحكومة الحق بالقول انها لا تعلم ما يجري في مصرف لبنان.
وقال:" ان توحيد سعر الصرف انجاز ولكن السؤال الكبير على أي اساس نظام سعر الصرف سيتم التوحيد ؟ ".
وعن الحرب في الجنوب، قال الصايغ:"ان الوضع في الجنوب ليس بيد لبنان فلبنان الرسمي قال ان الامر لا يعنيني ولا حتى أي مؤسسة أمنية او سياسية او عسكرية قالت انها معنية مباشرة بالحرب وحتى البلديات هي شبه غائبة عما يحصل في الانعاش والاغاثة ولا احد يعلم بدقة ما يحصل لاهلنا في الجنوب".
وشدد على ان  صلاحية لبنان تنتهي على الحدود على خط الهدنة "الازرق" و"نعتبر ان حمايتنا هي بالقانون الدولي ولدينا جيش بطل الذي يشكّل مع اليونيفيل فوق 15000 جندي كما ان ما يحمي الجنوب ليس أبدا ميزان القوة لانه بوضوح لصالح اسرائيل انما ميزان توازن إرادة الشعوب بالبقاء،   وهذا ما سمح لغزة بالصمود بوجه الآلة العسكرية الضخمة. على حدودنا الحرب لها طبيعة مختلفة  ".
واذ رأى ان حماس تدافع عن أرضها وشرفها بنوعية سلاح هزيلة تجاه عظمة الآلة العسكرية الاسرائيلية انما هناك توازن ارادة شعوب يجعلها صامدة وشعب يدافع عن أرضه، قال:"في لبنان لسنا باطار عملية برية ومقاومة واليوم نحن أمام عمليات عسكرية احترافية تقوم بها جيوش نظامية والحزب يقاتل كجيش نظامي وتقنيات حديثة وهذا ما يكشف بالكامل المدى العملياتي الذي يتحرّك به الحزب في الجنوب الذي أصبح أرض حرب".
وأكد الصايغ أن بإمكان الجيش أن يحمي الجنوب ويكفي ان الشرعية بمؤازرة دولية تنتشر على الحدود كي يقوم العالم كله ضد اسرائيل اذا اقتربت من الحدود ويقول لها بوجوب أن تتراجع ولكن بالنسبة للعالم فان الحزب ميليشيا غير شرعية واسرائيل تسوّق انها لا تواجه الشرعية والدولة في لبنان انما جماعات مسلّحة تتحرّك من لبنان تجاهها لذلك فان حجتنا أضعف بكثير من حجة "الحمساوي" الذي يدافع عن بيته وحقه بتقرير مصيره
ورأى أنّ خطاب "الممانعة" في لبنان يذكّرنا بالخطاب نفسه عندما أقيم اتفاق القاهرة وبدأ الفلسطينيون يستعملون أرض لبنان للقيام بعمليات استشهادية وقال:" في 1973 حصلت معركة بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي ولم ينتج عن هذا الامر احتلال للارض اللبنانية لان لبنان كان يتمتّع بصلابة الموقف الداخلي، الأمر غير الموجود اليوم وكان للجيش قرار واضح وكان المجتمع الدولي لا يترك لبنان لانه يعتبر ان لبنان يجب ان يحافظ على حدوده ". 
وشدد الصايغ على ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة سقطت عندما دخل حزب الله الى القصير والا كان يجب ان نقاتل جميعنا هناك لذلك وحسب الواقع والقرار الدولي ١٧٠١ فإن الجيش هو المؤتمن على الجنوب معتبرا ان اسرائيل لا تفتح جبهتين على نفسها ولو ارادت الهجوم لكانت قد هاجمت وكلفة توسعة الحرب على اسرائيل ستكون عالية جدا مقابل انتهاء لبنان الذي نعرفه اليوم .
ولاحظ أن لا مناوشات في الجنوب انما حرب قائمة ولكن قبل أي حرب كان يجب تحضير الملاجئ والبنى التحتية لا الصواريخ فقط وان تكون فيما بيننا  كلمة "سواء" .
وأكد ان الشراكة على المحك وحزب الله يجب ان يقبل آجلا ام عاجلا بالقرار 1701 ويدخل بمنطق الدولة ولا يمكن ان يبقى خارج الدولة اذ لا موارد مالية ذاتية ليحلّ مكان الدولة اجتماعيا واقتصاديا وتنمويا ولكن السؤال المطروح كيف سيدخل الى الدولة؟ 
أضاف:" يجب ان نتفق على أي لبنان نريد وكيف نحميه؟ والردع من الجهتين على الحدود سقط عند اطلاق اول رصاصة والردع هو استراتيجية اللاحرب وليس لأدارتها". 
ورأى ان لا استراتيجية في السلم أو الحرب تصح اذا لم تكن لخدمة  هدف واضح فما الهدف من استراتيجية  حزب الله ضد اسرائيل، هل الغاء اسرائيل وتحرير القدس؟!ام استراتيجية حماية للأراضي اللبنانية من دون التورط في لعبة المحاور ؟ ام الهدف خدمة مصالح إقليمية في سوريا،  العراق، اليمن، غزة، على حساب لبنان؟  
ولفت الصايغ الى ان الاستراتيجية التي تحدّد قرار حزب الله هي خارج حدود لبنان على مستوى الاقليم كجزء من الساحة الكبيرة فما نفع الحوار حول  الاستراتيجية  عندها لان من يتكلم معنا قراره ليس بيده؟!
وأكد ان موقفه والنائب سامي الجميّل واحد معتبرا ان رئيس الكتائب رمز كبير ولا اقبل أبدا تناوله بالشخصي.
وفي الملف الرئاسي شدد  الصايغ على اهمية دور  الوزير  السابق وليد جنبلاط في مدّ الجسور وفتح الثغرات. وأشار كذلك الى انه من الأفضل للبنان ان فرنجية لم يصل الى سدّة رئاسة الجمهورية لانه محسوب على حزب الله والا لكان لبنان بأكمله بمؤسساته وسياسته واقتصاده يشارك ويغطّي ما يحصل في الجنوب.
وأكد وجوب ان يأتي رئيس وسطي يقدر ان يتكلّم مع الجميع ويطمئن الجميع ولا يجب ان نضيع الصورة الكبيرة فلبنان واقتصاده سيصبحان بلا معنى اذا سقط أي فريق لبناني والأهم بالنسبة لنا لا ان يخسر أي فريق انما ان نربح جميعنا مع لبنان .