الصايغ: ثورة 17 تشرين أسقطت نهجًا وكشفت كذبة دولة ووطن وأحزاب هدفها المقاعد وتكبير حجمها

عشية الذكرى الأولى لإنطلاقة ثورة 17 تشرين 2019، رأى نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ عبر صوت لبنان أن أهم ما حققته الثورة أنها كشفت كذبة وطن وكذبة دولة، لأننا لم نكن نعرف أي لبنان نريد، مشيرا الى أن هناك أغلبية من الشعب اللبناني إذا ما تم استفتاؤها باتت تعرف اي لبنان تريد، وأضاف: "الثورة كشفت كذبة دولة لأنهم يعتقدون ان الدولة هي شرطي السير والدركي والعسكري والموظف بينما الدولة هي عكس ذلك، فهؤلاء عبارة عن مظهر من مظاهر الدولة، لكن الدولة هي التزام بالعقد الاجتماعي الحقيقي الذي يربط المواطن بدولته".

وتابع الصايغ: "الثورة كشفت كذبة المواطنة، سائلا: "اين هي هذه المواطنية التي نتكلم عنها"؟

واعتبر أن الثورة استولدت المواطنية في لبنان وصار كل كبير وصغير يشعر أنه كائن لديه حقوق وعليه واجبات، يواجه السلطة من دون خوف لأنها موجودة لحمايته وخدمته وهي موظّفة عنده بينما كان في الماضي يخاف منها.

ورأى نائب رئيس الكتائب ان الثورة كشفت كذبة أحزاب تكونت على اساس انها لخدمة لبنان واللبنانيين والدولة ومشروع سياسي، واذ بها في خدمة سلطة ومقاعد في الوزارات ومجلس النواب وتكبير الحجم حتى تقدم اوراق اعتمدها لا ادري لمن، ولكي تجلس على "معقد لا نعرف أين"، ولكن يعتبرهم الناس أوّلين في وقت أن بعد ثورة 17 تشرين لم يعد من أوّل الا المواطن اللبناني".

وشدد الصايغ على ان الثورة كشفت كذبة اقتصاد، فنحن نقول اقتصادنا عظيم في حين أنه اقتصاد هشّ.

 وتابع الصايغ ملخّصًا انجازات الثورة بأنها كشفت كذبة سيادة وحرية واستقلال، فنحن ذاهبون إلى الموت البطيء من دون ان نعرف، بينما الآن أصبحنا في المواجهة بجرأة، ووضعنا خطوط تماس بين الحياة والموت في وقت أن هذا الخط لم يكن له وجود بين الكرامة واللاكرامة  وبين السيادة واللاسيادة، وبين الاستقلال واللااستقلال وبين الحرية واللاحرية وبين الدولة وبين اللادولة، وضعت خطوط تماس، والبرهان اليوم أن من يواجه اللادولة في لاسا هم بقايا ما تبقى من هذه الدولة، مردفا القول: "لولا الثورة هذا كله ما كان ليحصل اليوم".

وشدد على ضرورة تغيير النهج القائم من خلال إعادة تشكيل السلطة، عبرالسماح لكل القوى الحية التي أفرزتها ثورة 17 تشرين بأن تنتظم وتصل الى الندوة البرلمانية لتحقق التغيير.

وذكّر الصايغ أن نواب الكتائب قاموا بعمل جبّار وقاموا بكل المحاولات وتقدّم نوابنا بأكثر من مشروع قانون في مجلس النواب للوصول الى الشفافية الكاملة.

واعتبر أنّ هناك قوة واحدة في لبنان يُضرب لها حساب والباقي أذناب، مشيرا الى أن هذه القوة هي حزب الله الذي لا يريد أن يكشف منظومة الفساد، أما الباقون فهم من يتحالفون معه.

اضاف: "في واقع الامور هي منظومة فساد ترعاها منظومة سلاح غير شرعي، أي منظومة جماعة مسلّحة غير شرعية وتسمى بالأدبيات السياسية المافيا، هذه المجموعة تعمل لحماية مشروعها وليس مشروعها الدولة".

وقال: "لو كان حزب الله يريد ان يحارب الفساد فعلاً لانهارت منظومة الفساد بلحظة".

وأشار الى أنّ مشكلة الحزب الوحيدة هي أن هذه المنظومة كانت تشكل له غطاء داخليًا تحت ما يسمى بالوحدة الوطنية والتوافقية اللبنانية ليرتاح من تفاصيل السياسة اللبنانية، بمعنى إفعلوا ما شئتم بالمال والاقتصاد واتركوا لنا السلاح والدفاع، لافتا الى أن الحزب لم يعد يحتاج الى هذه المعادلة لكونه يتكلم اليوم مباشرة مع الجميع، وأردف: "لم يعد بحاجة لتغطية الرئيس عون ولا التيار الوطني الحر ولا المنظومة كلها ولا تيار المستقبل خوفًا من حرب سنية شيعية".

ولفت الى ان حزب الله لا يريد أن يريح الساحة اللبنانية قبل ان يكون هناك اراحة للوضع مع ايران، مشيرا الى ان لبنان مربوط عضويا وبنيويا عبر حزب الله والحرس الثوري الايراني بإيران، بمعنى أن ما يصح لايران يصح للبنان وما يصح للبنان يصح لايران".

 وعن ترسيم الحدود، رأى الصايغ ان الرئيس بري أخذ على عاتقه أن يمثل ويضمن بشكل أن تبدأ المفاوضات مع اسرائيل بشكل سليم، موضحًا أن الدستور لا يخوّل بري حق التفاوض، لكن الدولة قبلت أن يلعب بري هذا الدور لأنه يتكلم باسم حزب الله وبالنتيجة إيران تسمح بأن يجلس ممثل حزب الله بوجه ممثل دولة إسرائيل.

اضاف: "هناك أمر جوهري أساسي عند  الحديث بهكذا مفاوضات، فنحن نضع حدودًا للنزاع اللبناني الإسرائيلي، فلبنان يلتزم حدودًا معنوية عقائدية ومادية وكذلك اسرائيل، بمعنى ان مقولة الحرب لتحرير فلسطين من لبنان والعمل على زوال إسرائيل من لبنان كلام لا أثر سياسي له، فبمجرد ان يجلس المفاوضون معنى ذلك أن هناك عقلنة لهذا الصراع".

وشدد الصايغ على ان الثورة تعني قلب الأمور رأسا على عقب، وبفعل ثورة 17 تشرين سقط نهج وانبثق فجر نهج جديد،  لافتا الى انه ربما نرى مستقبلًا وجوها قديمة إنما خطابها ومفرداتها وطريقة مقاربتها للأمور تغيّرت بفضل الثورة.

ورأى الصايغ انه إذا كانت الثورة قد فشلت بمكان واحد فهو أنها لم تدخل إلى قلاع القوى السياسية لإجبار المسؤولين أقله أمام المرآة وأمام عائلاتهم ومحازبيهم أن يكونوا واضحين من دون غموض وتذاكٍ ونكران لحقيقة فضحتهم جميعًا.

واكد ان علينا أن نمدّ من بقي في لبنان بالأمل، فلبنان يحتاج الى الثقة لنضعه على السكة الصحيحة ولكي نعطي نتاجا كبيرًا لهذا البلد.

ولفت الى ان هناك تهويلا على الناس وكأن لإنقاذ الحكم ونهج الحكم يجب أن نهدم معنويات الناس والمثال التهويل بإقفال المدارس الكاثوليكية والتي ما تزال مفتوحة وكذلك الجامعات الخاصة التي ازداد عدد الطلاب فيها في اختصاصات معينة.

وشدد الصايغ على ان الثورة منذ الأساس سارت بمسلك معين اي إطلاق عملية التغيير بالضغط المتراكم ومن خلال رأينا مبادرات للأمم المتحدة وغيرها لتقول ما لم تقله والمثال ما قاله ماكرون.

اضاف: "ماكرون نعت السياسيين بأنهم خونة وفاسدون، فهل هناك أقوى من هكذا كلام؟ هذا إنجاز لا بد من ترجمته بضغط دولي كبير لإعادة تشكيل السلطة أي عبر انتخابات نيابية مبكرة تأتي بطبقة جديدة تغيّر ما يجب أن تغيره وتطور النظام وتقر قوانين جديدة وتعيد الثقة للمواطن بدولته وتعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".

وردا على سؤال عن الحكومة الجديدة قال :"لن يستطيع أي رئيس حكومة ان يحكم من دون الوصاية الدولية شبه المباشرة على البلد، فقد أثبتت الثورة أن الدولة فاشلة ونحن نعيش في وهم، فعندما يصف ماكرون السياسيين بأنهم خونة فما معنى قوله؟ المفوض السامي لم يجرؤ على الحديث بهذه اللهجة إبان الانتداب".

واعتبر الصايغ ان أكبر جريمة بحق بيروت والشعب هي جريمة انفجار المرفأ ويجب وحدها أن تُحدث ثورة لا بل انقلابًا.

وقال: "قد يكون انفجار المرفأ وقع نتيجة الإهمال وقد يكون جريمة متعمّدة فالتحقيق يفتح كل الاحتمالات والFBI يضع احتمالات أخرى، ولكن أين رئيس البلاد ليُخاطب الأمهات والأيتام وكل من فقدوا أحباء لهم وخسروا منازلهم وأرزاقهم؟"

وردا على سؤال أكد الصايغ أن وراء ترسيم الحدود أكثر من البترول والغاز وقد طالبنا بحكومة اختصاصيين لأن الحكومة المقنعة لم تعد صالحة.

وأوضح الصايغ ان حكومة المهمة معناها أن كل الأحزاب تجلس جانبًا ويختار رئيسها اختصاصيين وتأتي بودائع من الخليج ومن اصدقاء لبنان من خلال المليارات المنتظرة لتبدأ مشاريع معينة.

ووصف الصايغ هذه المنظومة بأنها من دون حياء وهي تلعب آخر أوراقها فإما ان يرضخ لها الشعب أو يواجهها عبر النزول غدًا الى الشارع.

 وشدد نائب رئيس الكتائب على اننا في قلب الصراع والمواجهة والوقت ليس للتفاوض بين الفاسد والنظيف وبين الجلاد والضحية وليس للتفاوض بين من يجلس في القصر ويتمتع بالمغانم وبين الفقراء الذين ينظرون الى القصر بلحظة الانقضاض عليه.

اضاف: "هناك مفهومان الشارع والقلعة، ونحن ننتمي الى الشارع والجوهر والنبض ولبنان الجميل".

وقال: "خذوا كل المكتسبات وأعطونا مواطنة وكرامة وحرية"، سائلا: "هل التسوية حسّنت وضع المسيحيين، وهل اتفاق الدوحة أتى بحقوق المسيحيين"؟

أضاف: "أنا أحمي المسيحي عبر دولة المؤسسات والمواطنة وفي الوقت نفسه عبر اللامركزية التي تحميه بالخصوصية وتحمي ارضه لأننا نريد العيش معًا".

وتابع: "فلنستمكل ما لم يُطبق من النظام السياسي مجلس شيوخ، لامركزية دولة مدنية او غيرها ولا يُخيفنا أحد بالعدد، فهذه الحسابات تنتمي الى القرن التاسع عشر".

وعن كلام باسيل، قال: "لقد تأخر كثيرًا في إعلان ما يُعلنه، مضيفًا: "خطابه متسلّق استلحاقي يسعى لتقديم أوراق اعتماد ولو متأخرة لأحد ما لا نعرف من هو، وكأنه يقول لم أتمكن من لعب دور في السلطة المركزية ولربما أستطيع لعب دور وأخذ السلطة الى مكان آخر، مشددًا على اننا لا نريد هذا النهج لا في السلطة المركزية ولا في اللامركزية وليس هو من يطالب بمستقبل لبنان، فقد تبيّن انه من المتهمين الكبار بهدر الأموال العامة وهذا كلام ماكرون الذي سأل ماذا فعلتم في وزارتي الطاقة والاتصالات منذ سنوات طويلة؟ وأردف: "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا، والأفضل ألّا يتحدثوا عن مستقبل لبنان لأنهم ينتمون الى الماضي المقيت الذي نريد تغييره وتنظيفه وإصلاحه".

واعتبر ردًا على سؤال ان من دفع المسيحيين الى الزوال هم المسيحيون أنفسهم، لأنهم ضربوا بعضهم البعض، ولا يساعدهم إلا أن يتبنوا مشروع الدولة فقد انتهينا من العودة الى الخطاب الطائفي الذي يستعمل عند الإفلاس.

وقال: "كانوا يتحدثون عن أنّ أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار وقد ضربوا المجتمع المسيحي وأتوا باتفاق الطائف واليوم أبرموا تسوية رئاسية باسم ان المسيحيين يأتون ب86% من المسيحيين، فضربوا الدولة والمسيحيين"، وأردف: "انتهينا من الهرطقة، فلنجتمع نحن أحرار كل لبنان لكل طائفة انتمينا ولنتمسك بمشروع الدولة ونرفض مشروع العبودية والطغيان واللادولة".

وعن قضية لاسا، قال الصايغ: " أبناء لاسا يرفضون المواجهة بين بعض الأهالي والدولة وهم يؤمنون بالدولة، ونداؤنا أنه يجب عدم القبول بالمواجهة وكأن هناك منطقة خارجة عن منطق الدولة وليعرف الجميع ان الأغلبية الساحقة من أبناء كسروان وجبيل مع الجيش وقوى الأمن ويريدون ان تكون رؤوسهم مرفوعة لا نريد ان يكسر أحد جيشنا وقضاءنا".

واكد أننا سنكون موجودين على الأرض غدًا، وعلى كل مواطن ان ينتفض في المكان الموجود فيه.