الصايغ: حزب الله يريد أن يتساوى الجلّاد والضحية ويوهمنا أننا محاصرون والحكومة لن تتألف إلا عندما تتعاطف الرهينة مع الجلّاد

لفت نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ إلى أن البلد برميل بارود ربما ينفجر هنا وهناك، لافتا الى أن كل عوامل الانفجار موجودة من الذل الى الإحباط واليأس وانعدام الأفق وهي تجعل الناس تتقاتل مع بعضها البعض من أجل لقمة العيش.
واعتبر في حديث عبر صوت لبنان أن هناك عصابات منظّمة تسعى لاستغلال حالة الفوضى لتُصادر أو "تُشبّح" ممتلكات الناس وتأخذ عنوة البنزين والمازوت لبيعه في السوق السوداء وهذا ما رأيناه في عكار وعدد من مناطق البقاع ومغدوشة، وأردف: "لا يمكنني القول إن المشكل في مغدوشة جذروه طائفية".
أضاف الصايغ: "نعتبر أن المشكل في مغدوشة هو بين عصابات متفلّتة من يد القوى التي ترعاها بتنظيماتها الميلشياوية وأفلتت عن القرار السياسي لحركة أمل وحزب الله، ذلك أننا إذا اعتبرنا أن هناك قرارا او تغطية لخدمة هدف ما عند هذه الاحزاب فسيكون لنا كلام آخر كما اعلن رئيس حزب الكتائب في مهرجان ميروبا، لكننا نترك المجال للمعالجات العقلانية ونهيب بالجيش ألا يدخل في لعبة تدوير الزوايا والمساومات"، وتابع: "يجب الا يتردد الجيش لكي يضرب بيد من حديد ليعيد الأمور الى نصابها".
وأكد الصايغ "أن الهدف الاساس للمنظومة هو إضعاف الثورة وقد حاولوا ضربها عبر الاختراق الأمني لبعض مجموعات الثورة ليُحدثوا فجوة بين الرأي العام الداعم للثورة وبين الثوار.
وعن الوعود برفع الرواتب قال: "المنظومة دائمًا تُعيّش الناس بنشوة وهمية كما يحصل الآن في مسألة الراوتب فتفرح الناس بها لشهرين ويظهر أثرها بعد الانتخابات كما حصل في السابق".
واكد أننا لن نقبل بالشروط التي تُفرض على لبنان ولن نقبل بتسوية دولية على حساب سيادة لبنان وحريته واستقلاله، مشددًا على أننا نواجه كل شيء بالكلمة.
ولفت نائب رئيس الكتائب إلى انه يجب ألا نترك مجالا للحقد لينمو بيننا، مشددا على أن علينا ان نتفاهم مع بعضنا البعض شرط وجود محاورين أحرار وقرارهم بيدهم يلتزمون الندية والمساواة عندها يمكننا إيجاد أرضية مشتركة قائمة على القيم المشتركة واحترام الاخر المختلف.
ورأى أن حزب الله يريد أن يتساوى الجلّاد والضحية ويوهمنا أننا محاصرون في حين هو دخل عنوة وارتكب داخل البيت وهذه الرهينة لا يريدها ان تُفلت من بين يديه، مشيرًا إلى أن الحكومة لن تتألف إلا عندما تتعاطف الرهينة مع الجلّاد وهذا يسمى عقدة استوكهولم.
ولفت الى ان المشكلة لدى حزب الله ومنظومته أن هناك حالة نكران، وقال: "عندما يقول الناس أن هناك هجرة يردون بأنه لطالما كان هناك هجرة، أي إنهم دائما ينكرون ما يحصل وأردف: "عند حزب الله هناك استكبار فهم تحت تاسع أرض والدنيا خربانة ويعلنون الانتصارات".
وسأل: "انت تعلن الانتصار على من"؟ وأجاب: "هم فشلوا فشلا ذريعا بتقديم أي نموذج حكم صالح في لبنان"، واردف: "كنت اتوقع ان حزب الله اذكى مما ظهر عليه، فقد اعتقدت أنهم سيأتون بعون ليعمدوا الى الضغط في سبيل اعتماد الاصلاح المطلوب وبالتالي اعطاء نموذج نجاح في الحكم من الصحة الى الاقتصاد الى التعاطي مع ما حصل في 4 آب.
واعتبر الصايغ أن حزب الله يعتقد ألا مفر لديه الا للهروب الى الامام ولا تهمه الحكومة والقضاء والمؤسسات وتوريط الجيش لأنه محشور بفعل المفاوضات الدولية سواء في بغداد أو فيينا فهي ستتناول مستقبل المنطقة وبالنتيجة يريد ان يبيّن وكأن ايران ما تزال تمسك بالورقة اللبنانية.
وعن ملف التأليف قال نائب رئيس الكتائب: "منذ أكثر من 10 ايام بدأ الرئيس المكلف ييأس مما يرافق عملية التأليف، وهناك سباق بين من يؤلفان الحكومة ووجع الناس، لكن لا هذا ولا ذلك يؤلّفان، فحزب الله هو يحرّك ولديه الدمى المتحركة، سائلا: "هل يجرؤ رئيس الجمهورية على إخراج حكومة لا يوافق عليها حزب الله؟"
ورأى أن عدة الشغل لدى المنظومة هي بيع الأمل المزيّف للناس وهم متخصصون بألعاب يلهون بها الناس لفترة قبل ان تنكسر ليستبدلوها باخرى وهكذا دواليك الى ما لا نهاية".
وأشار الصايغ إلى أن لبنان سيكون طبقًا رئيسيًا في لقاء البابا فرنسيس والرئيس الأميركي جو بايدن لأنه لا يمكن أن تبقى الأمور كما هي ولا يمكن للبنان إلا ان يبقى بلدًا محايدًا وتعدديا .
وأكد الصايغ أننا لن نقبل بتهديد الشعب بالقمع كما كان يحصل، مشيرًا الى أن لعبة السلطة انكشفت بالكامل وكل ما نهتم به هو كيف نحافظ على الشعب وكيف يمكنه أن يغيّر على الأرض، جازمًا بأننا في مواجهة كاملة ولا هدنة، فأفرقاء السلطة ينامون ويُنهون وظيفتهم بينما نحن لا ننام، مؤكدًا أننا لن ندعهم ينامون فهم زرعوا القلق واليأس والنزعة الى التطرف عند الناس، مشددا على أننا حريصون على المحافظة على الشعب والجيش لأنه مستهدف من قبل المنظومة.
وعن زيارة وفد الكونغرس الأميركي لفت الى أن أهمية الزيارة تكمن في التوقيت عشية وصول السفن الموعودة والوفد يقول إن دخلت فهي مشمولة بالعقوبات وسيكون لها أثر سلبي على لبنان، لكنه اوضح أن الاميركيين أصدقاء لبنان لم يقولوا لنا كيف سيواجهون هذا الشي، مطالبًا بأن يُصغي الأميركيون إلى ما سيقوله البابا فرنسيس وليأتوا بطرح سياسي بعيدا عن الاتهامات.
وإذ أكد أن المطلوب حل سياسي جذري، سأل: أين الحياد؟ وحذر من أنه إن دُمّر لبنان لا يمكن لروسيا الحفاظ على مصالحها في سوريا.
وعن القوى التغييرية وإمكانية توحدها قال: "قد يبدو الأمر اليوم متحللا او متباطئًا، لكن عندما يوضع القطار على السكة فما من شك لإمكانية الاتحاد والائتلاف ضمن القوى لتشكيل البديل للمستقبل".
وعن احتفال حلف اليمين في كسروان الأحد الماضي، قال الصايغ: "الإشارة اعطيت من ميروبا لنقول للشباب الذي يناضل إنه كي يكون لتعبيرك أثر، إذهب الى المكان الصحيح".
وشدد على ان التغيير ليس خيارًا، فلكي نبقى ونتنفّس لا بد من التغيير، مذكرًا بأننا لطالما حذرنا من الانهيار والارتطام الكبير ووصلنا اليه، خاتمًا حديثه بالتأكيد على ألا إمكانية لإقناع الناس بالخروج من البؤرة التي نحن فيها إلا بالتغيير، والتغيير يعني التقدم والخروج من جهنم الى الجنة.