الصايغ عن لقاء نواب المعارضة: كل تباطؤ في مثل هذه اللقاءات هو نقض للوكالة التي أعطتها الناس لممثليها ليقوموا بعملية إنقاذ حقيقية

عن لقاء نواب المعارضة في مجلس النواب، اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ في حديث عبر Suroyo Tv  ان هذا اللقاء تأخر ليحصل، مشيرًا إلى أن كل تباطؤ في مثل هذه اللقاءات هو نقض للوكالة التي أعطتها الناس للنواب ليُغيّروا ويقوموا بعملية إنقاذ حقيقية.
وقال الصايغ: "يجب ألا نسأل النواب لماذا اجتمعتم، بل لماذا لم تجتمعوا وأين أصبحتم في التعاون والتنسيق لتصلوا إلى عملية التغيير، لأننا لن ننتظر 6 سنوات أو 4 سنوات، مؤكدًا أن التغيير ليس خيارًا بل واجب وهو واجب البقاء والكرامة والمحافظة على لبنان".
 واعتبر انه "لا يمكن أن نترك لبنان أمام تجديد النهج الذي ضربه، مشيرًا إلى أن اي تأخير باجتماع نواب المعارضة والسياديين والإصلاحيين هو بمثابة فرصة تجديد للعهد النهج وطريقة التفكير والمنطق ومنهجية العمل التي أوصلت إلى الدمار الشامل في لبنان والآن يجب الانبعاث كطائر الفينيق"، وأضاف: "على النواب أن يجتمعوا لنرى ماذا يمكننا أن نفعل في التشريع وهذا أقل الإيمان، والمطلوب منّا أكثر بكثير، فهل نحن على قدر الآمال؟ هل ستنظر الناس إلينا وترى أننا جديون في إنقاذ لبنان، معتبرًا أن المشهد اليوم غير واضح ويجب توضيحه".
ولفت الصايغ إلى أن عدم الوحدة هو وصمة عار على جبيننا وخجل يجب أن يسكننا جميعًا اذا لم نمن على قدر الآمال ، مشددًا على أنه يجب علينا ألا نتقاذف المسؤوليات، فنحن نفتقد الى المبادرة والقيادة والشجاعة اللازمة وروح المغامرة، مؤكدًا أن الخروج من الظلمة الى النور يتطلّب جرأة وإيمانًا كبيرًا وهذا لم يتكثف بعد بما فيه الكفاية ليحقق الاختراق المطلوب، فكل واحد منّا يتحمل جزءا من المسؤولية، فمن يقول إنه الأكبر يتحمل المسؤولية الأكبر وكلنا مسؤولون عن توحيد الصفوف للمواجهة المطلوبة".
وعن موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد اجتماعه بمسؤولين من حزب الله قال الصايغ: "قال جنبلاط لاءين: لا للحرب ولا لرئيس من 8 آذار، الأولى قالها أمام أرفع المسؤولين في حزب الله أي ضد ذهاب لبنان إلى مغامرة البدء بالحرب ضد العدو الإسرائيلي وبالنتيجة ليس هناك من غطاء  اخلي لهذا الأمر وليس هناك من وحدة وطنية ولن يكون هناك أغلبية برلمانية تواكب وتغطي وتدعم حزب الله عند إطلاق تصريحاته التهديدية ضد العدو الاسرائيلي وهذا كلام مهم أعطاه جنبلاط لقيادات الحزب وجميع الناس وفيه طمأنة للمعارضة والإصلاحيين والسياديين بأنه لن يذهب لتغطية حزب الله في أي نقطة، اللاء الثانية لجنبلاط: لا أريد رئيسًا من 8 آذار، وهاتان اللاءان تؤشران إلى أنه لم يغيّر في تموضعه الاستراتيجي إنما قد يكون في عملية استباقية للمواجهة الداخلية في ملف الانتخابات الرئاسية أي إنه لن يكون في صف 8 آذار إن حصلت مواجهة، إنما للتحضير لما بعد المواجهة لأنها لن تأتي برئيس من هنا أو من هناك وبالنتيجة الذهاب للتفتيش عن طريق الى التسوية فورًا من دون معرفة ما هي نوايا حزب الله وما هي الأوراق التي ينام عليها، من هنا حصلت الانتقادات لموقفه".
وتابع الصايغ:" إن ذهبنا الى العمق الذي يحرّك جنبلاط والمكوّنات السياسية فهو عامل الخوف على الجماعة الطائفية أي الدروز وهناك نوع من التقية في المقاربة وبجوهر الموضوع يبقى جنبلاط صلبًا، موضحًا أن المحرّك الأساسي لكل المجموعات هو الخوف".
وعن الرئيس المقبل للجمهورية، قال الصايغ: "للرئيس مكوّنات شخصية وسيرة وثوابت والبوصلة الخاصة به هي أرزة لبنان وليس مركزه الحزبي أو الفئوي أو الطائفي"، مضيفًا: "بما أنّ هذا المركز للموارنة فبوصلة بكركي والديمان والأرز باتجاه واحد لا ينفصل، مشددا على أننا نريد رئيسًا لا يخجل من الصعود إلى بكركي وأن يضع يده بيد البطريرك ويعرف أنه مؤتمن على الثوابت ويقول أنا رئيس ماروني لكل البلاد، فهناك 1600 سنة ثوابت وضمانة ان لبنان غير ملحق بأي أمبراطورية مملوكية كانت أم عثمانية أم فاطمية او غيرها واليوم أو غير ملحق بأي تجمع أو محور ".
وتابع: "أيضًا يجب ان يعرف الرئيس تاريخ لبنان والموارنة في لبنان ويعرف أن ليس بالصدفة أتت الطوائف الأخرى المكوّنة للبنان الى لبنان وتألبت حول مفهوم الحرية وليس بالصدفة حصل اللقاء مع الدروز والشيعة والسنّة والطوائف المسيحية الأخرى كما يجب أن يعرف تاريخ الأرمن والسريان والآشوريين والكلدان وماهية الوطن، معتبرًا أن الرئيس التكنوقراط الذي لا يعرف الا بالمادة ولا يعرف روح وجوهر لبنان يشكل خطرا على الهوية اللبنانية وأردف: "نريد رئيسًا ينتمي بوجدانه للحقيقة اللبنانية".
وشدد على ضرورة أن يكون لدى الرئيس المقبل موقفا واضحا من جملة اسئلة اساسية ومنها اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري وسياسة  النفط والغاز وترسيم الحدود وانفجار المرفأ واستباحة الأراضي ووضع اليد عليها بقوة السلاح و السلاح غير الشرع والاستراتيجية التي تحمي لبنان دبلوماسيًا وعسكريًا ولبنان بلد الحوار الذي لا يمكن أن يلعبه الا ان كان له موقف محايد من كل الإشكالات التي تؤسس لخلافات ونزاعات بين الدول، ومن قضية سرقة أموال المودعين وكيفية استرجاعها، واستعادة ثقة الاغتراب اللبناني، و من التطرف الطائفي والتكفير  وتحليل الدم،  مضيفًا: "والا يكون الرئيس بلا طعم او لون او رائحة".
وتابع الصايغ: "ان الوضوح في الموقف والثبات فيه يشكل عامل ثقة للصديق والخصم فلا ضبابية ولا ارتجال ولا مزاجية ولا حسابات شخصية تماما كما حصل مع نماذج الحكم التي دعمها  حزب الله".
وسأل: "هل نجح الحزب في لبنان؟ هل نجح بنموذج ميشال عون؟ هل كان يريد الحزب أن ينهار لبنان وينتهي؟ اشك بذلك اذ لا احد قادر على ان يستفيد من هذا الانهيار"
ورأى "أن طريق خلاص لبنان  هي أن ينخرط بالنظام العالمي ويلتزم القانون الدولي وأن تكون الأمم المتحدة المحامي الأول عنه ويأخذ في القضايا الإشكالية الصغرى موقف الحياد، من هنا نريد  رئيسًا يبادر لأنه لم يكن كذلك لا اليوم ولا بالأمس، نريد رئيساً مبادراً ينقذ لبنان من التجاذبات ويعيده إلى لعبة الكبار ويستعيد وظيفة لبنان، فهو يفقد شيئًا شيئًا وظيفته وهي وظيفة الحوار بين الثقافات".
وشدد على أننا نريد حوار الحياة وليس الكبت الديني، فلتقرع الأجراس وتؤذّن المآذن بكل حرية، هذا اللبنان الوطن الجامع لا بديل عنه وهو حاجة حضارية.
وعن الاتهامات بالعمالة للبطريركية وغيرها قال الصايغ: "هذا الكلام لا يطال مقام البطريرك ولا البطريركية، وهو كلام سطحي لا معنى له".
ولفت إلى انهم اعتادوا على تجهيز تهمة العمالة وهذا دليل إفلاس ونهاية عهد ومنطق ونهاية زمن، لافتا الى أنه لو ان الجماعة التي تسوق الاتهامات متمكّنة لما كانت لتتكلم بهذا الموضوع، هم خائفون على الكرسي والبيئة الحاضنة لذلك يتحضرون لغة الاتهامات بالعمالة، وأضاف: "أغمض عينيك واستخرج العميل من قلبك، فأنت العميل من حيث تدري أو لا تدري، فأنت تنفذ مصلحة العدو بتدمير مصلحة لبنان وحلم اللبنانيين ومنع العدالة لبيروت، انت تخدم العدو في كل مرة تقوم بالعراضات وعندما تفرغ لبنان من شبابه".
وذكّر أن لبنان كان دولة واحدة موحّدة رغم كل التنافضات، أنتَ أشعلت العصب الطائفي في لبنان وسوريا والعراق وكل المنطقة بينما القضايا الاساسية هي الحرية والقومية والديمقراطية والمواطنة، فتمت حماية المتطرفين وضرب المعارضات الوطنية المدنية، فماذا تريد إسرائيل أفضل من ذلك؟ تفتيت ما تبقى من كيانات قومية في المنطقة العربية لصالح نزاع مذهبي لا ينضب".
وأضاف: "عندما تتعرّض لمقام كمقام البطريركية فأنت تؤسس لحالة طائفية أقوى وهذه الحالة ستحجمّك اكثر مما تتصور"، وتابع: "حزب الله لم يعد جذّابًا لأحد في لبنان".
واستطرد يقول: "هذه الجماعة التي كانت تتمتّع بشبه إجماع لبناني نظرًا لبطولاتهم في الجنوب اليوم يتمتعون بإجماع لبناني معاكس وليتهم يجرون استفتاء حول السلاح ليروا الحقيقة بطريقة واضحة،".
وعن زيارة وزير المهجرين الى سوريا أوضح ان السوريين في لبنان يقسمون الى 3 فئات، فئة من لا يمكنهم العودة لأسباب سياسية وهم حسب القانون الدولي هم لاجئون وحسب القوانين لبنان ليس بلد لجوء، والفئة الثانية من لم يعد لديهم بيوت ويحتاجون لإعادة الإعمار والحكومة السورية غير حاضرة لتسكنهم في اماكن أخرى والفئة الثالثة هم من لديهم كل ما يريدون في سوريا ولكنهم مستفيدون ويسافرون بطريقة غير شرعية لأن الأمن العام اللبناني إن أعطى اسماءهم فستمحى من لائحة المستفيدين من مساعدات الامم المتحدة.
وسأل: "وزير المهجرين ماذا يقول: هل سيعمّر لهم بيوتًا ومدنًا، برأيي فليحاول ويتحدّث، ولكن هذا الموضوع يحتاج إلى دول اخرى قادرة على استقبالهم"، مشيرًا الى أن الإشكالية ليست الكلام بين الدولة اللبنانية والدولة السورية فهم موجودون في لبنان إلى أجل غير منظور وإن اوجدوا حلا قريبا فليكن وإن لم يوجدوا حلا قريبا فعلى الدولة ان تضبط حدودها، فثلث السوريين يغادرون والجزء الآخر لا بد من الحديث مع المجتمع الدولي لايجاد حل لمن لا يمكنه العودة فهذه مسؤولية سوريا والمجتمع الدولي بأن تبني المخيمات في سوريا، لكن على الدولة اللبنانية حزم أمرها وعلى الامم المتحدة أن تعطينا لوائح بعددهم لأن لا داتا.
وعن محاولة قتل الكاتب سلمان رشدي قال: " لا اعتقد أن هذا هو الفكر السائد في العالم الاسلامي اليوم".
وعن تحليل دم بعض الإعلاميين قال: " رفض اي تحليل للدم أمر مفرغ منه، فلبنان بلد الحرية وبلد الكلمة فهذا التحليل  ليس خارجًا عن القانون فحسب انما هو خروج عن طبيعة لبنان وعاداته وتقاليده ولا نقبل بذلك، لا يمكن ملاحقة الآخر لمجرد رأيه، فالمقاومة تكون بالكلمة، مشددا على أن لبنان بلد التسامح والتآخي والألفة ونرفض تحليل الدم وكنت أتمنى لأننا نطمح لنعود أرض التلاقي والحوار، خروج موقف واضح من كل المرجعيات الإسلامية بأن يكون لديها رأي فقهي من موضوع الآيات الشيطانية وسلمان رشدي ونهيب بكل المرجعيات ألا تقبل بمثل هذا التطرف بمعنى تنفيذ فتاوى بالقتل في العام 2022، فلم نشهد ذلك ابدا في الماضي البعيد او القريب لان الاسلام هو  دين تسامح ورحمة ولا يقبل بمثل هذه الفتاوى وهي ليست صادرة عن مرجعية تقليد"..
وعن الوادئع، قال: " لقد قاموا بنهب أموال الناس ونريد إعادة المسروقات او الديون وليس توزيع الخسائر"، وأضاف: "أنا لم أخسر لأتحمّل، أنتم سرقتمونا وهذا دين، أنا أقرضت المصرف وهو أقرض مصرف لبنان وهو بدوره أقرض الدولة".
ورأى أن الفوضى ستستمر مع الأسف، معتبرًا أن بشريعة الغاب هناك انطباع عام بأن أحدًا لا يحصّل حقه إلا بيده ونحن نستنكر هذا الأمر لكن ماذا نقول للموجوع والمريض؟ فالقانون وضع لخدمة الناس والشعب اللبناني بطل وتحمّل ما لا يحتمل.
واعتبر ان مستقبل الموضوع إعادة هيكلة كل القطاع الاقتصادي والمصارف، ونحن نطالب بالتحقيق الجنائي الحقيقي حتى النهاية، مشيرًا الى أن المصارف التي هرّبت أموالها لن تأتي بها. 
وشدد على أننا ستابع قضية أموال المودعين حتى النهاية فإن أفلست المصارف يجب ان نعرف وإن افلست الدولة فليعلن ذلك،، وختم:  "لا نريد تبييض صفحة من هرّبوا أموالهم وكل من سرقوا".