الصايغ: لا هروب من حتمية تسليم السلاح ونريد تسليمه من دون إراقة دماء وتكسير البنية اللبنانية لإفساح المجال للمصارحة والمصالحة وإلا على ماذا نبني الوطن؟

عن الحملة التي تعرّض لها، قال عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ عبر "تلفزيون لبنان" ضمن برنامج" مع وليد عبود" إن كل ظرف له حكمه وهناك عبارة للرحابنة تقول: "الكرامة غضب والمحبة غضب والغضب الأحلى بلدي"، مؤكدًا: "ما من مرة كان لديّ حقد أو ضغينة ولكن الإنسان عندما يشعر لأي سبب كان أنّ كرامته وكرامة من يمثل ضُربت سيكون بحالة غضب وهو غضب صحي."

وعمّا إذا كانت أغنية "عَ زحلة ما بيفوتو" قد أشعلت هذا الغضب قال: "هذه الأغنية وضعناها نحن في الثمانينيات"، ولكن ما أحزنني القول إن المايسترو للائحة التي كنا فيها هو حزب الله وهذا أمر لا يمر، حزب الكتائب لا يقبل أن يكون هذا الاتهام، وتم تكرارها ونحن قلنا ربما زلّة لسان، لكن التكرار استدعى غضبًا و"عالطريقة الزحلاوية" أحيانا يتحدثون كما يفكرون وأنا تحدثت كما فكّرت. وهنا أستذكر كلام البطريرك المثلث الرحمات مار نصرالله صفير "لقد قلنا ما قلناه".

وعن السجال مع يمنى الجميّل قال: "بكل محبة أقول لا أحد يحاول الدخول بيني وبين يمنى الجميّل وما يغلب هو المحبة والقيم المشتركة والتاريخ الطويل والرمزية التي نؤمن بها وهي رمزية الشيخ بشير الجميّل."

وعن انتهاء شهر العسل بين القوات والكتائب، أكد أن لدينا قيمًا مشتركة وقضية واحدة تجمعنا بالقوات اللبنانية، لكن طريقة مقاربة المواضيع مختلفة وأصبحت إشكالية مزمنة، وعلينا الإرتقاء بالعلاقة إلى المأسسة حرصًا على القيم المشتركة والقضية الكبرى. "

وعن معركة اتحاد بلديات المتن، قال الدكتور الصايغ: "من دون أي شك هناك خلل بالوفاء بالتعهدات والوعود التي أعطيت من بعض رؤساء البلديات والقوات اللبنانية باعترافنا واعتراف الدكتور جعجع الذي تفاجأ مثلنا بالأرقام، لافتًا إلى أن الكتائب والقوات واجهتا عدم الوفاء بالتعهدات ".

وأشار إلى أننا نبّهنا من عامل المال في اجتماعاتنا وقال البعض ان هذه معركة يجب أن يتحضّر لها المرء بالوسائل التي يستعملها الخصوم، لكن الشيخة نيكول الجميّل رفضت وقالت لا أريد أن أربح بطريقة غيري وقد أتيت لأغيّر الماضي و"أقبع الفساد" ولا أريد استعمال وسائل الفساد وإلّا أصبح مثلهم ولا مبرّر عندها استكمال معركتي كمرشحة لرئاسة اتحاد بلديات المتن.

وتابع: "عامل المال دخل في معركة اتحاد بلديات المتن وقد قلت بإحدى المقابلات إن هذه مدرسة آل المر بالسياسة تدخل فيها الخدمات وعامل المال بقوة وهي من عدة الشغل المعروفة عندهم وليست سرًا".

وعن الأصوات التي وعد بها النائبان ابراهيم كنعان والياس بو صعب في انتخاب رئيس اتحاد بلديات المتن، قال: "على الأرجح انه حصل التزام ونتحدث عن بلديتين وحسب معاينتنا المشكل الأكبر كان عندنا نحن والقوات والمشكل بالمال وحب السلطة، مشددًا على أننا لم نتوقع أن تغيّر بعض البلدات موقفها لأننا نعتبر أن رئيس بلدية معيّن مليء كآل المر ولا يمكن أن يُغرّر به ولكنه غيّر موقفه إذًا هناك عامل غير المال وهو السلطة".

وعن العمل الحكومي، قال: "هناك وعد بالإصلاح ونية جدية لتسير الحكومة ووزراؤها بالإصلاح وهناك وزراء يقومون بعمل جيد ونحن نتحدث بدولة ما من مال فيها ووزارات فارغة وفيها شغور كبير".

وعن رفع الرسوم على المحروقات، لفت الى ان الرسوم أتت لان المطلوب دعم العسكريين والدولة ما من موارد لديها، مشيرًا الى ان  فن الحكم هو فن إدارة الأولويات وتحديدها، واليوم هناك شح بالموارد وفي كل بلدان العالم عندما لا يكون لديك المال الكافي يتم اللجوء الى وضع ميزانية تحدد فيها الأولويات ويتم العمل وفقًا لها، معتبرًا ان الخيار الأول والأهم اليوم في لبنان هو تمكين الجيش اللبناني  للقيام بمهماته أولا، وليستمر التطوّع لتنفيذ مقررات مجلس الوزراء ويسيطر على المخيمات ويحصر السلاح.

واضاف: "لدينا كم من الرؤى، انما القليل يُترجم على أرض الواقع نظرًا لانعدام المال، فنحن في دولة من دون ميزانية وهذه مشكلة، طالما ما زال هناك حجْر على لبنان وممنوع الإتيان بالمال وهو ما زال ينتظر على قارعة الطريق لتمكين جيشه وقواه العسكرية، ونحن نطلب تنفيذ الالتزامات وضبط السيادة فكيف يجري كل هذا من دون وجود المال؟"

وعن ملف سلاح حزب الله، أوضح أن رئيس الجمهورية أخذ هذا الموضوع على عاتقه ليسحبه من السجالات، وشرح: "الرئيس لديه طريقتان للسير في هذا الملف الأولى السير فيه بالقوة، والثانية بالاستيعاب اي ان نظهر للحزب ان الدولة ليست ضده وعليه أخذ القرار التاريخي الا وهو التخلي النهائي عن بنيته العسكرية التحتية".

وعن رهان الحزب على عامل الوقت، أجاب: "علم الاستراتيجيا قائم على الاقتران  بين الفضاء اي الجغرافيا والوقت، فهو بمسألة الفضاء كان جيّدًا، انما لم يصب  بمسألة الوقت فكان دائمًا يخطئ في الوقت، وكان يعتبر أن الوقت لصالحه وتبيّن أنه لم يكن كذلك وضربت إسرائيل لبنان بما لم يحسب له حساب".

واضاف: "اليوم يفكر ان شيئًا ما بالاقليم قد يحصل مع ايران ويجعله يبقي على سلاحه، انما القرار قد اتخذ محليًا ودوليًا وعلى هذا الاساس أتى هذا العهد، فالرئيس عون أتى بخطاب قسم لم يقدمه فقط للبرلمان انما للعالم والقانون الدولي والذي على أساسه أعطي المظلة الدولية، بالتالي الرئيس عون لا يستطيع نقض ما قال به".  

وتابع: "رئيس البلاد له كل الاحترام لمقامه وخطابه ولا يجب التعامل معه بندية بل باحترام للمرجعية التي يشكلها وعندما تكون لدينا ملاحظات نقولها في ما بيننا، ولكن من المهم التأكيد أن هناك هرمية، ونتعامل انطلاقا من موقعنا صونا لموقعه بمنطق  المؤسسات، ونحن حريصون على حمايته وحماية عهده وحماية المؤسسات وإن حصلت مآخذ فنقولها بالطريقة اللائقة والمباشرة".

وعما إذا كانت سوريا سبقت لبنان وأحمد الشرع سبق السلطة في لبنان،قال: أعتقد ان ما من خطر على لبنان وأقول إن كان "جارك بخير فأنت بخير"، فالنهضة في سوريا ستنعكس إيجابًا علينا، والعبء الأول هو النزوح السوري ونأمل عودتهم إلى بلدهم، اضافة الى ان لبنان هو رئة سوريا الاقتصادية من خلال أسواقه ومرافئه بالتالي الجغرافيا تحكم، فسوريا لا يمكنها الاستغناء عن لبنان، كما دخول المصارف اللبنانية بعد هيكلتها لتنظيم المصارف السورية".

واردف: "أتوقع أن لبنان في 6 أشهر بعد حل مسألة السلاح يستطيع أن يحقق نموًا إيجابيًا سريعًا، أما سوريا فموضوع آخر ونسبة لحجم الدمار وفقدان البنية التحتية للاستثمار فتحتاج إلى وقت أطول".

ولفت الى الواقع الجيو سياسي يقول إن مسار المنطقة كله ذاهب نحو التطبيع والسلم، وقراءتي الشخصية تقول كيف لك ان تدخل في السلام طالما انك لم تحل مسألة القضية الفلسطينية مع ١٠ ملايين فلسطيني من دون وطن، وقد  تكون هناك مسارات متعددة ومتوازية في البدء لتنعطف تدريجيا لتلتقي في نقطة معينة لتفرز السلام وهذا ما نأمله،  فالكل ينشد السلام العادل الذي يحفظ الحق، فلبنان ليس سوقا فقط واستثمارات كذلك كل المنطقة لذلك اعتبر ان السلام العادل لا يقوم من دون البيئة الحاضنة له وعمادها القيم وهي التي تؤمن للسوق عناصر الانفتاح وللنمو مقومات الاستدامة، وأتوقع بعد انتهاء لبنان من مسالة السلاح وفي خلال 6 أشهر ان يتمكن من تحقيق نمو ايجابي سريع أكثر مما نتصور، فسوريا نسبة لحجم الدمار فيها وفقدان البنية التحتية تحتاج الى وقت ومتى قلّع لبنان سيستعيد دوره الرائد في المنطقة."

وعن آلية التعيينات التي بدأت تثار حولها الكثير من الشكوك، قال: "هناك نوعان من التعيينات تعيينات رئيس الجمهورية، وأنا آراها ضمن السياسة الاستيعابية وهذه الطريقة المثلى والفضلى، إنما بالنسبة الى النوع الثاني من التعيينات ضمن الحكومة فنحن نجرّب الخروج من منطق المحاصصة لسبب واحد: اليوم هل تعتقد ان هناك قاضيًا من طائفة معينة أو مذهب معين استطاع ان يتدرج في مهنته من دون دعم واحتضان سياسي ما؟ واقع الأمر يقول ذلك، وعليك أن تأخذ بالموجود لتتخطاه ، والا تقع بالمحظور ألا وهو هذه المحاصصة التي لا تريدها لكنها فارضة نفسها بحكم الأمر الواقع، فثقل الماضي لا يمكن الغائه انما المهم وضع الأمور على السكة الصحيحة ولا ننسى ان  الرئيس لم يصل عبر الانقلاب بل بالأطر الدستورية وبالتالي لا يستطيع ان يتخطى الأصول الدستورية،"

واردف: "كل الوزراء ملتزمون بالتغيير".

وبالعودة الى الرسوم على المحروقات، قال: " تبين ان الرسوم يجب تنفيذها بسرعة لتحفيز  العسكريين للبقاء في مؤسساتهم والقيام بمهامهم كما يجب، والكل في مجلس الوزراءاتفق عليها انما لدى خروج الوزراء من الجلسة حصل تقييم لها من حزب القوات، وقالوا لن نسير بها، فما علينا سوى انتظار الجلسة القادمة، إن قال الوزراء لن نسير به فلا بد من تدبير موارد اخرى لاننا لا يمكن ان نطلب من الجيش التطويع والحماية ولا نعطيه الإمكانيات  لاننا نعتقد ان الاولوية للسيادة والسيادة تعني تقوية الجيش مضيفا: "المشكلة لم تكن بالحكومة بل بالتضامن الحكومي انما بالالتزام". 

وتابع: "برأيي الشخصي الدول العربية والصديقة التي تريد للبنان أن يقف على رجليه تستطيع تقديم هبة محروقات ومازوت حاجة لبنان وعندها الدولة تبيع الهبة إلى السوق الداخلي وتعطي مردودها للجيش اللبناني.

وعن زيارة لودريان الى لبنان، قال: "الفرنسيون جاهزون للحضور الى لبنان، ففرنسا إن خسرت لبنان فإنه لم يعد لديها موطىء قدم في الشرق الاوسط، وسياستها ثابتة تجاه  لبنان، وأمس استقبلنا وفدًا برلمانيا فرنسيًا من جميع الاحزاب والتقينا معه ضمن البرلمان، وتكلمنا معه واستمعوا باهتمام لمطالبنا ومنها عدم الربط الوثيق للاعمار بالسلاح، فإن كان ابن الجنوب يحب حزب الله هل يكون قصاصه بعدم الاعمار؟ اين المنطق بذلك؟ ان يحب شيء وان يقاتل في صفوفه شيء آخر. 

وأضاف: "حزب الله غير قادر على الاعمار وهو يقدم البعض القليل".

وتابع:" الدولة لم تحتكر قرار الحرب والسلم وهي فشلت، واليوم إما ان تحمي الدولة السيادة وتقدم فرص العمل وانماء متوازن والا علينا ان نرتضي بأن يأتينا هذا او ذاك ويقول للدولة انت غير قادرة ونحن سنقوم بها على حسابنا، وعندها كيف سنطلب من الناس ان يكون لديها ولاء للوطن، وعلينا اليوم سحب الحجة التاريخية من حزب الله بان الدولة غير قادرة على حماية أابناء الجنوب".

واردف: " علينا بالاعمار في المناطق المنزوعة السلاح والا فلا حاجة للجيش ولا لليونيفيل، فان أنجزت الدولة  مرحلة جنوب الليطاني علينا البدء بالاعمار".

وقال: "يجب تجزئة العملية كي نعطي الثقة لابن الجنوب، وعلينا تقديم النموذج له بان الدولة قادرة". 

وشدد على انه لا يمكننا واقعيًا أن نستعمل القوة لنزع السلاح في لبنان، فهذا مشروع فتنة وحرب فميزان القوة بين المجموعات المسلّحة والقوى المنظّمة لصالح الأولى، فلا مناعة كافية للبنان ليستعمل القوة لنزع السلاح، فلا العديد ولا العتاد كافيان والعملية تحتاج إلى قرار سياسي واضح وحزم بالتنفيذ ودعم للجيش.

وأكد ان على حزب الله اخذ القرار فلا يمكنه الاكمال على هذا المنوال، ووظيفة الحزب في لبنان بالمخطط الاقليمي هي تخريب كل حل لا يأخذ مصالح ايران بعين الاعتبار.

وختم حديثه بالقول: "طالما لن نساوم على موضوع السلاح والسيادة والحكومة متضامنة وهناك مصلحة عامة بعدم اللجوء إلى الحروب، أعتقد ألا هروب من حتمية تسليم هذا السلاح، ونريد تسليمه من دون إراقة دماء وتكسير بالبنية اللبنانية ونترك المجال لمصارحة ومصالحة كما يجب فإن حصل تكسير على ماذا نبني الوطن؟"".