الصايغ: ممنوع ان يصل الى سدة الرئاسة وكلاء تصفية لهذا البلد!

جزم النائب الدكتور سليم الصايغ انه ممنوع ان يصل الى سدة الرئاسة وكلاء تصفية لهذا البلد.
كلام الصايغ أتى خلال لقاء عقد مع أبناء اهمج بعد القداس السنوي لشهداء قسم اهمج الكتائبي الذي ترأسه الأب مارون بو خليل  على نية أرواح شهداء القسم في كنيسة سيدة الشير في البلدة، بحضور رئيس اقليم جبيل رستم صعيبي، عضو المكتب السياسي المهندس روكز زغيب، رئيس القسم باسكال متى، عائلة الشهيد جو نون، أهالي الشهداء، رؤساء الأقسام وحشد من المؤمنين.

وأكد الصايغ أننا نقف مجدداً على هذا المنبر بالذات لخوض معركة الدفاع عن خياراتنا السياسية، وكما وجهنا في السابق رسالة قاسية جداً ضد من يحاولون ضرب الهوية اللبنانية وكل المعاني التي استشهد رفاقنا في سبيلها، نعود ونكررها اليوم.
وهنالك بعض مما قيل يجب علينا أن نكرره، فكما نقرأ الانجيل ورسائل مار بولس المكتوبة منذ ألفي سنة، لا زلنا نكررها وكلما قرأناها وتمعنّا بها نكتشف معانٍ جديدة، هكذا نكون في تكريم شهدائنا، فكل نشاطنا الوطني وحياتنا اليومية تنطلق من القيم التي شهد واستشهد من اجلها ابطالنا.

وتابع الصايغ مشدداً على أن المطلوب منا اليوم في كل لقاء لنا أن نقف أمام ضميرنا ونتذكر شهداءنا ونتخذ الدروس من تاريخنا المجبول بالفداء، واذ  نحن ابناء السلام والرجاء انما كلفة المحافظة على الكرامة والحرية  كانت دائما دماً ونضالاً ورفضاً للإستسلام والتسويات الرخيصة التي تنحر الشعب والوطن على مذبح السلطة البالية. فإذا كنّا ابناء الرجاء علينا أن ننظر الى المصلوب والى نصب شهدائنا الذين أصبحوا شركاء مع المسيح وهم يعلموننا كيف نبني السلام الصادق والعادل وهذا حق لنا كي نعيش بطمأنينة على أن تكون محصنة بمجتمع متماسك وعائلة حقيقية وتجذر حقيقي بالأرض. 

ورأى الصايغ أن البعض حاول في الانتخابات تغيير هويتنا، ليقف غبطة البطريرك ويقول أن اللبنانيين لا يختارون نواباً بل هوية! خاطب البطريرك الموارنة والمسيحيين واللبنانيين ليختاروا هوية لبنان. وبذلك أعدنا التوازن للمجلس وأوقفنا وضع اليد  على المجلس، صحيح أنها لم تترجم في انتخابات رئاسة المجلس وهيئته الا أن الأساس أنه لم يعد باستطاعة أحد السيطرة على مجلس النواب ليأتي بحكومة كما يريد والأهم برئيس جمهورية كما يريد.

وشدد الصايغ أن ما حصل هو انتصار لهوية لبنان الحضارية والثقافية والسياسية، فلبنان بلد منفتح على العالم ولا يستطيع أن يكون منغلقاً على نفسه.
وتساءل الصايغ من منا لا يفتخر بهذا التنوع والانفتاح الذي هو بحاجة للحياد لتثبيته. لذلك من الواجب أن يكون لدينا رئيس جمهورية مؤمن بالحياد الذي نادينا فيه منذ خمسينيات القرن الماضي وينادي به راس الكنيسة ومعظم اللبنانيين اليوم. نعم نريد رئيس جمهورية "كتافو عراض" يعرف أن يقول سئمنا من الحروب والمغامرات والسرقة والفساد والجرائم، وحان وقت عودة العدالة والمساواة الى لبنان. فالمرتكب مكانه خلف القضبان وليس على الشاشات يخوضون المعارك الوهمية لصنع رؤساء جمهوريات في المستقبل.

واعتبر الصايغ أنه علينا أن نقول لهم اليوم بوضوح أن زمن الكذب انتهى واذا أردنا أن نكون منسجمين وصادقين مع أنفسنا، علينا أن يكون كلامنا واحد، ولن تكون هنالك حكومة ولا رئيس جمهورية ولا بلد أن لم يبنَ على الصدق وكرامة اللبنانيين.
واستذكر الصايغ كلام الرئيس الشيخ بشير الجميل الذي كان يقول "نريد رئيس جمهورية وقف ولو مرة على قبر شهيد"، أي أن يعرف معنى التضحية القصوى من أجل لبنان، واليوم نريد رئيس بمواصفات واضحة، فليقل لنا ماذا سيفعل بودائع الناس، لأهالي الشهداء، للمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين لا يذكرهم أحد، ماذا سيفعل بالعدالة، بالجيش والقوى الأمنية، هل يريد بلداً واحداً، ميليشيات أم مؤسسات دولة قوية؟ ماذا سيفعل بالدستور ووعد القسم؟ هل سيقول لنا أنه قرفان "وما خلّوني"؟ ممنوع أن يكون لدينا رئيس جمهورية يئسان وينتهي بنا في جهنم! ممنوع أن يصل الى سدة الرئاسة وكلاء تصفية لهذا البلد، بل أن يكونوا على مستوى المرحلة! 

وجزم الصايغ أننا اليوم لن نسير بتركيب الطرابيش في ما خص موضوع الرئاسة، انتهينا من موضوع التسويات التي دمرت لبنان، المطلوب تسوية تاريخية تتوج بمؤتمر وطني يستكمل ما لم يطبق في الدستور. فلنتجه للدولة المدنية الناجزة واللامركزية وتحرير البلديات وحرية التعليم والتربية وتأمين التنمية المستدامة. هكذا نعطي الطمأنينة للبنانيين ويعود لبنان وطن الحوار بين الثقافات، بين المسيحية والاسلام واليهودية، ونؤسس للسلم الأهلي الحقيقي في لبنان. مؤتمر يحدد مستقبل سلاح حزب الله فلا نتخيل أن تاتي الاستثمارات بوجود هذا السلاح غير الشرعي، وإذا أردنا عودة أولادنا المغتربين على حزب الله أن يضع سلاحه في كنف الدولة اللبنانية. وأي تذاكي في هذا الموضوع ليس في مكانه، بل المطلوب هو الوضوح والصدق.

وأكد الصايغ أن وجودنا في المجلس هو ضمانة للسيادة والتعددية ولأي حوار مستقبلي لنؤسس لبنان الجديد ونستحق أن نكون صوتكم حيثما يجب أن نعبّر عنه.
وختم الصايغ شاكراً عائلة الشهيد جو نون لوجودكم معنا اليوم وأنتم أصبحتم رمزا من رموز  الضمير اللبناني الذي يذكرنا دوماً بقضية العدالة التي لن نتخلى عنها أبداً مقابل السلطة ولن نربط النزاع كما فعل الغير وتذاكى لتمرير مصالحه، هذا التذاكي دمر لبنان وانتهى زمنه.