الصايغ من عجلتون: مطمئنون الى مسار إعادة بناء الدولة وإذا تلكأت علينا ان نكون عكازها

قال النائب الدكتور سليم الصايغ: "كما قدّمت عجلتون قرابين للوطن والحرية، ها هي اليوم تفتح ذراعيها لتستقبل ذكراهم وتخليدها  برفع صورهم على مدخل البلدة".

أضاف الصايغ خلال اعادة ترميم نصب شهداء الكتائب في عجلتون: "هؤلاء الشهداء لم يأتوا من عبث هناك أحضان احتضنتهم، وعائلة ترعرعوا فيها، وبلدة التفت حولهم، والبطولة في قاموسهم لا ترتجل، بل هي عمل تراكمي ونضال وعائلة وكنيسة وساحة بلدة وحزب كلها عوامل أعطت بيئة بإيمانها نقلت الجبال  ففاجأت الفلسطيني والسوري والايراني، ومن هنا ننظر الى تاريخنا العظيم ونقتنع اكثر واكثر بأن دربنا درب الحرية مزروع بأكاليل الغار والمجد والكرامة دفاعا عن لبنان والإنسان".

وقال:"وقفتنا اليوم هدفها ليس فقط استذكار الماضي، بل الإضاءة على المستقبل المشرق بعيدا من الخوف على وجودنا وهجرة شبابنا، لاننا نريد عودة المهاجرين الى ربوع الوطن وهذا هو اليوم أمامنا التحدي الأكبر ".

وتابع: "استعادة اموالنا التي سرقت من المصارف ايضا هي الممر الإجباري لاستعادة الثقة بالدولة والعودة إلى لبنان ، نعيد بناء الامل الحقيقي بنضالنا السياسي والوطني والا نكون نكرّم الشهداء يوما في السنة ونتنكّر لشهادتهم بقية ايام السنة، علينا ان نقف يوميا امام المرآة ونسأل بفضل تضحيات من ما زلنا في هذا البلد نمارس شعائرنا ونتمتع بطريقة عيشنا  ونحيا حريتنا الفردية المصانة فكرا وقانونا وممارسة؟".

وردا على من يعتبر ان لبنان فكرة، قال: "من فجر التاريخ لبنان مميز، وخصائصه معروفة وملموسة فهو واقع مجبول بتضحيات وأحلام ابنائه، خرّج مبدعين الى العالم فهو أكثر من فكرة اذ هو هوية ونمط حياة وهو فرادة وتنوع ثقافي كما هو رسالة حرية حية إلى العالم كله".

وشدد على ان "الخوف ممنوع ومن يتسلل الشك الى قلبه ليزور ساحة عجلتون ويقف امام تضحيات الشهداء واذا استمر شكه فليقرأ على صخور نهر الكلب كم من طامع تكسرت أحلامه على صخور جبالنا، كل جيوش العالم مرت من هنا واندثرت وبقينا نحن في هذه الأرض نشهد للحرية والتنوع والتعددية، ونقدم نموذجا فريدا في العالم عن العيش المشترك، هذه هي الاعجوبة اللبنانية".

ورأى ان لبنان "حاجة ليس فقط للمسيحيين بل لكل اللبنانيين، مشروعنا ورؤيتنا للبنان وحده ينتصر، وكل أطياف المجتمع اللبناني تردد في السر والعلن ان مشروعنا حق، وبكل مسارنا التاريخي كنا على صواب وغيرنا من كان مخطئا، وبطبيعة الحال لا يترجم دائما هذا الاقرار بالتصويت الانتخابي اذ ان غالبا ما تخاض الانتخابات النيابية على معايير لا علاقة للمصلحة الوطنية بها".

وشدد على ان "بالخيارات الوطنية نجحنا في تثبيت مسار عظيم، وهذا المسار حفر بالصخر، وهذا المشروع يترجم اليوم بإنجازات العهد التي تعلو يوميا مدماك خلف آخر، فمن كان يتوقع ان يقف قائد الجيش في مجلس الوزراء عارضا خطة لحصرية السلاح، نحن مطمئنون الى مسار اعادة بناء الدولة والى دور مؤسسات الدولة، ولا خيار لدينا كمسيحيين في هذا البلد الا خيار الدولة القوية والجيش اللبناني، وإذا تلكأت علينا ان نكون عكازتها، وإذا ما ارتجفت علينا ان نطمئنها ونقف الى جانبها ونعززها ونتطوع في الاجهزة الامنية والجيش اللبناني وقوى الامن، كما علينا ان نشجع شبابنا للدخول في الادارات العامة".

واضاف: "واجب علينا ان نقوم بثورتنا الثقافية، لكي نؤمن للأجيال الآتية دولة قوية ومتماسكة، والمطلوب اليوم تثبيت حقوق المسيحيين في الدولة وهذا هدف زيارة البابا الى لبنان تثبيت حضور المسيحيين برسالتهم وبدورهم لأنها اساس التوازن والشراكة وكلها المدخل الى السلام المستدام في الشرق الأوسط ونحن دعاة سلام، نريد ان يتطبق فورا اتفاق غزة، واقرار حل الدولتين العادل والشامل، ونحن مع اتفاق السلام في زمن التسويات المشرفة".

وتوجه الى الثنائي الشيعي قائلا: "نحن طلاب سلام في الداخل اللبناني واطمئنكم لن نقبل ان يصيبكم ما اصابنا عام ١٩٩٠ ، قلنا لكم موقفنا في عز قوتكم ولم نخاف منكم، ونقول لكم موقفنا في عز ضعفكم، انتهينا من لغة الخوف والتخويف وعلينا أن نبني لكل طمأنينة وثقة بالذات للاجيال المقبلة".

من ناحيته حيا رئيس اقليم كسروان الفتوح المحامي ميشال حكيم "الكرامة المجبولة بتضحيات شعبٍ لم يعرف يومًا اليأس، والمجد لحزبٍ وُلد من رحم الوطن، ليناضل لا من أجل سلطة، بل من أجل سيادة، لا من أجل نفوذ، بل من أجل السيادة".

وشدد على اننا باقون:"حتى يتحقّق الحلم، لا نحيد عن قسمنا، لا نتراجع، ولا نساوم. فلنرفع الرؤوس، ولْتشمخ الجباه ولنقلها بصوت واحد:
نحن الكتائب لا نهاب الموت،
نحن قضية والقضية لا تموت."

من جهته شكر رئيس القسم ميشال بحوث كل من ساهم في تجسيد الحلم، وأعطى لساحة شهداء عجلتون هذا الوجه المشرّف الذي نراه اليوم.

أضاف:"كل الامتنان لرئيس بلدية عجلتون السيد الياس صفير، ولرئيس بلدية فيطرون المهندس رامي رزق، وللسيد جورج خاطر والرفيق زخيا مراد، والقنصل مارون حبيقة، والمهندس نقولا مدّور، والسيد ميلاد مطر، والسيد جان القسيس، والسيد طوني هاروني، والسيد ألان مراد. لأنه بفضل جهودهم وتعاونهم الصادق، عادت ساحة الشهداء لتنبض بالحياة، شاهدة على وفاء عجلتون لأبطالها وتاريخها المجيد".

حضر الاحتفال مختارا البلدة جاكلين هاروني وأنطوان ابي شاكر،   رئيس البلدية الياس صفير، رئيس بلدية بلونة الدكتور بيار مزوق ورئيس بلدية فيطرون المهندس رامي رزق والقنصل مارون حبيقة والدكتور خليل مراد والدكتور ايلي صفير والشيخ الياس سمير الخازن ورجل الاعمال جوزف الصباغ ورجل الاعمال نديم شفيق القسيس ونقيب معقبي المعاملات في مصلحة تسجيل السيارات بيار عطالله ونقيب اصحاب مدارس قيادة السيارات السيد عفيف عبود ورئيس مجلس إدارة المولان دور انطوان سيف وحشد من الرفاق والاصدقاء.

بعد الحفل انتقل الجميع الى كنيسة مار زخيا حيث اقيم قداس لراحة انفس الشهداء.