العميد خلف لـKataeb.org: أي عمل أمني كبير أصبح صعبا في لبنان

منذ قرابة الستة أشهر واللبنانيون ينعمون باستقرار أمني ملحوظ واكب مرحلة ما قبل الإنتخابات الرئاسية ليستمرّ مع انطلاقة العهد الجديد، رغم التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه لبنان على الحدود وفي الداخل. فمنذ تفجيرات القاع المتتالية وتفجير زحلة – كسارة، لم تنفكّ الأجهزة الأمنية عن ملاحقة الإرهابيين وترقّب تحركاتهم والقبض عليهم، حتى ليل السبت الماضي الذي كاد يحوّل "الحمرا" الى سواد مشؤوم.

فما هي تحديات لبنان الأمنية حاليا؟ وهل نشهد مسلسل تفجيرات جديدة في الأيام المقبلة؟ هذه الأسئلة طرحناها على العميد المتقاعد في الجيش اللبناني جوني خلف الذي رأى في حديث لـKataeb.org أن "لبنان لا يزال ضمن دائرة الخطر والحدث الأمني التخريبي كان متوقعا، خاصة وأن حدودنا لا تزال غير مضبوطة بشكل تام وأن الخلايا الإرهابية يمكن أن تتحرك في أي لحظة: هاتان هما نقطتا الضعف على الصعيد الأمني في لبنان".

خلف أشار الى أن "احباط عملية الحمرا لم يأتِ نتيجة عمل أمني آني، انما لأن الإنتحاري كان مراقبا منذ فترة وهذا يعني أن هناك سهرًا دائما على الأمن للقبض على المطلوبين والخلايا الإرهابية"، مشدّدا على أن "العنوان الأهمّ في احباط عملية تفجير الحمرا هو التنسيق الكبير بين الأجهزة الأمنية، اذ ان تبادل المعلومات في ما بينها يسهّل احباط العمل الأمني وكشف الخلايا، بالإضافة الى المراقبة الحثيثة لداتا الإتصالات".

ولفت الى أن "العين يجب أن تبقى ساهرة لأننا في وضع غير مستقر ولا يمكن الإطمئنان كثيرا لأن الثغرات والخلايا لا تزال موجودة ويجب ألّا ننام على حرير بعد احباط محاولة تفجير الحمرا، لأن البلد ليس محصّناً أمنيا".

واستبعد العميد خلف "حصول عمليات تخريبية ضخمة، لأن العمليات الكبيرة هي تشابك للمعلومات وتتطلب عناصر استخباراتية كبيرة وجهدا كبيرا من قبل الخلايا الإرهابية، وهذا الجهد غير متوفر بفضل الأجهزة الأمنية التي لا تنفكّ عن القاء القبض على المطلوبين وتفكيك الخلايا، وهناك خوف من كشف العمل الكبير تحت مجهر الأجهزة الأمنية"، معتبرا أن "العمليات الأمنية الصغيرة لا تتطلب تحضيرات كثيرة كتلك التي كانت ستحصل السبت الماضي، لكنّها توقع عددا كبيرا من الضحايا".

وطمأن خلف اللبنانيين الى أن "حصول أي عمل أمني كبير أصبح صعبا في لبنان، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية اليوم أفضل من أي وقت مضى والتنسيق بينها أعطى نتائج ملموسة"، مضيفا ان "تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية بات بمثابة غرفة عمليات إستخباراتية متنقلة بين المناطق، وهذا الأمر يفيد في الكشف عن العمليات قبل حدوثها ومراقبة الإرهابيين".

واستنكر التشكيك بعملية احباط تفجير الحمرا، وسأل: "هل يعرف المشكك المردود السلبي لفبركة مثل هذه العملية على البلد والإستقرار والإقتصاد والسياحة؟ داعيا الى عدم "ربط السياسية بعمل الأجهزة الأمنية".

وإذ رأى ألّا مصلحة لأحد بخلق مثل هذه العمليات، لأنها تولّد حالة ترقّب وتوتر، سأل: من أجل ماذا؟ هل من اجل قانون انتخابات؟ وختم: "هذا أمر سخيف".

أماندا معوّض