الغارات الإسرائيلية على سوريا تتكثف لإضعاف حزب الله قبل الحرب

نقلت وكالة "رويترز" عن سبعة مسؤولين إقليميين ودبلوماسيين أن إسرائيل كثّفت ضرباتها السرية ضد مواقع أسلحة وطرق إمداد وقادة مرتبطين بإيران في سوريا، وذلك وسط تهديد بهجوم واسع ضد "حزب الله" في لبنان.

وقال ثلاثة من المسؤولين إن الهجوم الإسرائيلي على ريف حلب قبل أسبوع، والذي قُتل فيه المستشار الإيراني سعيد آبيار و18 شخصاً آخرين، استهدف موقعاً سرياً محصناً. فيما قال أربعة مسؤولين إن هجوماً آخر استهدف قافلة شاحنات محملة بالأسلحة وهي أجزاء من صواريخ، كانت في طريقها من سوريا إلى حزب الله في لبنان، وأدت الى مقتل عنصر في صفوفه.

وقال ثلاثة مسؤولين سوريين للوكالة، إن التحركات الإسرائيلية تشير إلى أنها تستعد لحرب واسعة النطاق ضد حزب الله في لبنان، يمكن أن تبدأ عندما تخفف إسرائيل حملتها في غزة، في حين قال مسؤول إسرائيلي إن "تصريحات قادتنا كانت واضحة بأن التصعيد قد يكون وشيكاً في لبنان".

وأضاف المسؤولون السوريون والمسؤول الإسرائيلي أن الحملة الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى التأكد من أن حزب الله، الحليف الأكثر ولاءً لإيران، ضعيفٌ قدر الإمكان قبل بدء أي نوع من القتال.

وأوضح المسؤولون أن مقتل المستشار سعيد آبيار أظهر "مدى قدرة إسرائيل على القضاء على الأفراد الرئيسيين واستهداف المعدات حتى عندما جربت إيران أساليب جديدة لحماية الأسلحة والأجزاء المتجهة إلى حزب الله، بما في ذلك نقل تصنيع الأسلحة إلى مواقع مخفية أكثر أو محصنة".

ولفتوا أن آبيار كان في زيارة لمنشأة لتصنيع الصواريخ الخاصة بحزب الله عندما قُتل، مشيرين إلى أنها كانت مخبأة داخل مقلع حجارة كما كانت مصممة بطريقة يصعب العثور عليها أو ضربها.

وقال المسؤولون إن الهجوم أدى إلى مقتل 17 شخصاً، بينهم أفراد من ميلشيات متحالفة مع إيران، كما أشاروا إلى أنه أول استهداف لمسؤول إيراني منذ الهجوم على القنصلية الإيرانية.

وأفاد ضابط مخابرات سوري للوكالة، بهجومين إسرائيليين قرب مدينة حمص، وقع الاول في 29 أيار/مايو، واستهدف آلية تحمل أجزاءً من صواريخ متوجهة من سوريا إلى لبنان، فيما وقع الثاني في 20 أيار/مايو، واستهدف عناصر من حزب الله.

كما كشف عن هجوم إسرائيلي حصل في أواخر آذار/مارس في محيط حلب، استهدف مستودعات تُخزن مواداً شديدة الانفجار لصناعة رؤوس صواريخ حربية. وقال إن هجمات أخرى استهدفت منظومات دفاع جوي للنظام السوري، منحت إيران وحزب الله بعض الأمل أثناء العمل، من ضمنها منظومات "بانتسير" الروسية وقاذفات صواريخ متنقلة تستخدمها قوات النظام.

وأضاف أن ضربات أخرى استهدفت أنظمة رادار للإنذار المبكر التابعة للنظام. وقال الضابط: " في بعض الحالات تقوم إسرائيل بالضرب حتى قبل أن نقوم بتركيب معداتنا".

من جهته، قال المسؤول الإسرائيلي إن الأهداف الإسرائيلية كانت "أسلحة متطورة مضادة للطائرات وصواريخ ثقيلة وأنظمة توجيه دقيقة للصواريخ".