الغارديان: تدمير إسرائيل لأذرع إيران جعل طهران هدفًا مكشوفًا

ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن تفكيك الوكلاء الإقليميين لإيران، وفي مقدمتهم ميليشيا "حزب الله" وحماس والفصائل الموالية لطهران في العراق، مهّد الطريق أمام إسرائيل لتنفيذ هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح، بشكل منهجي، في إضعاف خصومه الإقليميين، ما جعل طهران هدفًا مكشوفًا للهجوم، في تطور يُعدّ حلقة جديدة ضمن سلسلة أحداث انطلقت مع هجوم حماس من غزة على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفقًا لـ"الغارديان"، فقد أسهمت هذه الأحداث في إضعاف إيران تدريجيًا، فيما عززت – عسكريًا على الأقل – من قوة إسرائيل. وتضيف أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران لم يكن ليصبح ممكنًا لولا تفكيك البنية العسكرية للوكلاء الإقليميين الذين شكّلوا طوق حماية لطهران.

إضعاف "حزب الله" وحماس
وتوضح الصحيفة أن الهجوم الأول كان على قطاع غزة، وقد أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إلا أنه، في غضون أسابيع، أضعف حماس عسكريًا إلى درجة لم تعد معها تُشكّل تهديدًا فعليًا للمواطنين الإسرائيليين.
وبما أن حماس تُعد جزءًا من ما يُعرف بـ"محور المقاومة" – وهو تحالف تقوده إيران ويضم منظمات مسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، ويهدف إلى بسط نفوذ طهران وردع إسرائيل عن مهاجمة برنامجها النووي – فإن إضعاف الحركة حمل تداعيات إقليمية واسعة.
وبحلول الخريف، وبعد تراجع قوة حماس، وجّهت إسرائيل تركيزها نحو ميليشيا "حزب الله"، أقوى فصائل محور المقاومة. ففي سبتمبر، استهدفت إسرائيل القيادة الكاملة للحزب، ودمّرت معظم ترسانته الصاروخية، بل ونجحت في دخول معاقله بجنوب لبنان دون مقاومة تُذكر، ما أدى إلى إقرار مؤيديه بتعرض الحزب لهزيمة ساحقة.
وتشير الغارديان إلى أن ضعف حزب الله المفاجئ انعكس أيضًا على قدرته في الدفاع عن النظام السوري، الحليف الرئيس الآخر لإيران، ما أدى إلى سقوطه لاحقًا.

"خطأ علي خامنئي"
وفي السياق ذاته، ومع تراجع قدرة الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، وترددها في تحويل التهديدات الكلامية إلى أفعال ضد إسرائيل، بقي الحوثيون في اليمن كأحد آخر عناصر محور المقاومة الذين لا يزالون يشاركون في أعمال عدائية ضد إسرائيل.
وترى الصحيفة أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ارتكب "خطأ فادحًا في التقدير" عندما اختار الاعتماد على وكلائه الإقليميين لتأمين إيران، وهو ما سمح لنتنياهو – الذي يسعى منذ سنوات لشن هجوم مباشر على طهران – باستغلال هذه اللحظة، التي وصفتها الصحيفة بأنها "قد تكون فرصة عابرة"، وفق قولها.
ورغم أن الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أبريل لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران قد فات، فإن انتهاء مهلة الستين يومًا التي حددها للمفاوضات مثّل إشارة البدء للهجوم الإسرائيلي المباغت.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن عودة إيران إلى موقف داعم لإسرائيل أو الولايات المتحدة بعد انقشاع غبار هذه الحرب تبدو مستبعدة جدًا. إلا أن ما يبدو مرجحًا – بحسب الصحيفة – هو أن السلطة التي أمسك بها الرجال الذين أطاحوا بالشاه وقادوا النظام الثوري الإيراني لعقود، ستتعرّض لاهتزاز خطير وربما قاتل.